من بين 70% من النساء والفتيات اللاتي يتعرضن لنوع من أنواع العنف على مستوى العالم, تتعرض واحدة من مئات بل آلاف من النساء المصريات اللاتي تصل نسبتهن لما لايقل عن 49% لأي من صور العنف، هذا رغم ما يؤكد عليه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من رسائله النبيلة الموجهة إليهن، واصفا إياهن بـ"عظيمات مصر"، ورغم ما يبذل من جهد مشكور للاهتمام بتمكين المرأة المصرية على كافة المحافل من قبل القيادة السياسية، هذا بجانب ما تبذله كافة الجهات الحكومية والمجلس القومي للمرأة، وبعض الجهات الأهلية والمعنية، من جهود للتوعية والإرشاد، بمواجهة كافة صور العنف ضد المرأة، وما يطلق يوميا من مبادرات لمواجهة هذا الواقع، بل وما تم فعليا من تشديد للعقوبات المفروضة على بعض جرائم العنف الممارس ضد المرأة، كتعديل قانون العقوبات وتغليظ العقوبة على جريمتي التحرش الجنسي وختان الإناث على سبيل المثال، وإنشاء وحدة لمكافحة العنف ضد المرأة في وزارة الداخلية، إلى جانب توفير شرطة نسائية لحماية المرأة من التحرش وتقديم المساندة لها في أقسام الشرطة، وافتتاح وحدات لمكافحة التحرش الجنسي في بعض الجامعاتالمصرية، إلا أن المرأة مازالت تعاني، ومازال الحفاظ على إنسانيتها وحقها في حياة كريمة يستلزم أن نعمل على مواجهة هذا الواقعكأفراد وجماعات ومؤسسات أهلية وجمعيات أهلية، فإذا كانت الدولة مشكورة بقيادة ودعم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد بذلت ما عليها في هذا الإطار وكانت حائط الصد الذي يحمي المرأة وبكل قوة بل ويساندها قانونيا وتشريعيا وبكافة السبل، فعلينا أن نكمل هذا الدور بدءا من توعيتها بحقوقها وواجباتها وكيفية الدفاع عنها بل والإفصاح عما قد تتعرض له من قهر وعنف على كافة المحافل، علينا أن ندعمها من خلال الندوات والمؤتمرات بل والمبادرات الحقيقية التي تتيح لها فرصة إعادة التأهيل مرة أخرى في حالة تعرضها لأى من صور العنف، بل ونتبنى الدفاع عنها ومساندتها قانونيا في استرجاع حقها المسلوب فيما يتعلق بالحفاظ على كرامتها كإنسانة سواء من زوج أو أب أو أخ قد تختلط عليه مفاهيم أن يكون الحامي لها والمحافظ عليها وليس من يهدر حقوقها، أدوار كثيرة علينا أن نقوم بها وبالأخص من خلال الجمعيات والمؤسسات الأهلية إكمالا للجهد المشكور الذي تبذله الدولة في هذا الإطار، على أن تأتي رسالتنا الإعلامية ونحن نعبر عن هذا الواقع معتدلة ومتوازنة, فصحيح أن هناك صورا متعددة من العنف قد تتعرض لها المرأة المصرية من آن لآخر ولكنها كأي صور تحدث وتتكرر في أي دولة, فعلينا ونحن نتحدث عن قضيتنا أن نكون متوازنين وألا نكون سلاحا قد يستخدم ضد بلادنا التي نلقى منها كل الدعم والمساندة في هذا الإطار.
ساحة النقاش