لم يكن شباب الجامعات بمنأى عن المؤمرات الخبيثة التى تستهدف النيل من الأمن القومى المصرى بل كانوا وما زالوا الهدف الأول لحائكى تلك المؤمرات سواء من الداخل والخارج، الأمر الذى يستلزم يقظة دائمة من تلك الفئة والتى لن تتحقق إلا من خلال رفع الوعى لديهم بأهمية الأمن القومى.

«حواء » تدعو على صفحاتها إلى تدريس الأمن القومى ضمن المواد التى يتلاقها الطلاب فى المرحلة الجامعة مع عقد محاضرات تنويرية ولقاءات دورية بالخبراء والمتخصصين فى هذا المجال..

فى البداية يؤكد لواء أركان حرب د. محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية على أهمية توعية الشباب بموضوعات الأمن القومى المصرى والعربى والتحديات التى تواجه المنطقة بأكملها من مخططات التقسيم وتدمير الجيوش الوطنية، قائلا: تهتم القيادة العامة للقوات المسلحة ممثلة بقيادة قوات الدفاع الشعبى والعسكرى من خلال الاستعانة بالخبراء العسكريين لإلقاء المحاضرات المتخصصة فى موضوعات الأمن القومى على طلاب الجامعات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تنفيذها برامج التدريب العسكرى التى يتم تنظيمها لجميع طلاب الجامعات بالمعاهد العسكرية لمدة أسبوعين ولا يحصل الطالب الجامعى على شهادة التخرج إلا بعد اجتيازهاوتتم من خلال قوات الدفاع الشعبى والعسكرى، كما يتم إعداد كتيبات تحتوى على موضوعات الأمن القومى ويتم توزيعها على جميع طلاب المدارس على مستوى الجمهورية، إلى جانب عقدمحاضرات لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة أثناء المناسبات الوطنية، كما يتم تنظيم زيارات للمشروعات التنموية العملاقة لتوعية الشباب بأهمية بناء الوطن والحفاظ عليه من أية تهديدات خارجية أو تحديات داخلية.

وأشاد مستشار كلية القادة والأركان بالحس الوطنى الذى يتمتع به شباب مصر وهو ما ظهر جليا خلال التقديم للكليات العسكرية والشرطة والذى أظهر تقدم مئات الآلاف من الشباب رغم علمهم أن تلك الكليات لا تقبل كل هذه الأعداد بالإضافة للاختبارات التى تتم لاختيار الأصلح من المتقدمين لنيل شرف الدراسة بها سعيا لخدمة الوطن.

مخططات التقسيم

يقول لواء د. أحمد جاد منصور، مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة الأسبق: يجب أن يعلم الشباب حجم المخططات والتهديدات التى تواجه مصر والوطن العربى والتى تهدف لإسقاطه وتقسيم دوله إلى دويلات لصالح الصهيونية العالمية التى وضعت مخططها فى بازل بسويسرا فى أعوام 1897، 1898، و1900لإقامة وطن قومى لهم وحكم العالم من خلال التحكم فى الاقتصاد والمال والإعلام، وما يؤكد ذلكوثيقة "كمبل"(1905-1907) والتى وضعتها الدول الاستعمارية لتقسيم العالم إلى ثلاث فئات، تضم الأولى أمريكا وأوروباولها الحق فى كل العلم والتكنولوجيا والتقدم، والثانية دول أمريكا اللاتينية وأستراليا وشرق أسياويسمح لها بالتقدم والتكنولوجيا لكن دون التفوق على دول الفئة الأولى، أما الثالثة فتضم دول المنطقة العربية والتى لا يسمح لها بالتقدم لكن يجرى العمل دائما على إضعافها واستنزاف مواردها وهدمها فى النهاية.

وتابع: وضع الصهيونى البريطانى "برنارد لويس" عام 1983 مشروع تقسيم الوطن العربى والذى قام فيه بتقسيم كل دولة من دول الوطن العربى إلى دويلات لتحقيق حلم إسرائيل فى التوسع من النيل إلى الفرات، لذلك نجد التحركات المشبوهة للكيان الصهيونى فى دول أفريقيا وخاصة دول حوض النيل، وكل هذه المعلومات يجب أن يتم توعية الشباب بها فهى حقائق مثبتة حتى تستطيع الدولة المصرية بجيشها وشعبها التصدى لتلك المخططات.

مثلث الشر

أكد منصور على ضرورة الانتباه جيدا لعلاقة الصهيونية العالمية بكل من يريد هدم مصر وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية، ويجب أن يعلم الشباب أنها مجرد أداة فى يد الصهيونية لهدم البلاد،بالإضافة إلى توعية الشباب أيضا بمثلث الشر (إيران - تركيا-قطر) والذى يستهدف المنطقة لتحقيق أحلام قديمة بعودة الغزو الفارسى والتركى للمنطقة العربية، هذه الحقائق يجب أن تظل ماثلة فى عقل الشباب دائما للوقوف مع الدولة ضد هذه المخططات، ما يتطلب الكثير من الأدوات لتوصيل تلك الحقائق إلى الشباب ومنها تدريس التربية الوطنية فى جميع المدارس والجامعات الحكومية والخاصة وأن تكون مادة إلزامية بها نجاح ورسوب، وأن تتضمن المناهج محورين الأول عرض كل المخططات، فيما يهتم الثانى بعرض الرموز الوطنية والأحداث التاريخية فى كل مجالات الحياةخاصة تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة دفاعا عن تراب الوطن ما يساهم فى تشكيل قيم الانتماء والمواطنة، وكذلك إعادة تدريس مادة التربية العسكرية إلى المدارس لتدريب الطلاب على أعمال التعبئة فى أوقات الأزمات والحروب.

ودعارئيس أكاديمية الشرطة الأسبقإلى ضرورة إشراف الدولة على جميع المدارسوالجامعاتالأجنبية دون الإخلال بالتكنولوجيا الحديثةللتأكد من عدم وجود أية مفاهيم أو مناهج تقلل أو تمس اعتبارات الأمن القومى، وهذا ما كان حريصا عليه مهاتير محمد فى ماليزيا وقت أن بدأ بناء بلاده حتى تحولت خلال 20 عامامن دولة فقيرة إلى كياناقتصادى كبير، لافتا إلى  ضرورة زيادة عدد اللقاءات التى تجمع بين شباب الجامعات والخبراء فى الأمن القومى وعقدها بصفة دورية متتالية ومنتظمة لزيادة التفاعل والإيجابية والتثقيف فى هذا الإطار لمساعدتهم على فهم ثوابت الأمن القومى والمستجدات الطارئة على الساحة الوطنية والإقليمية والدوليةليكونا حائط الصد الأول ضد الشائعات والأكاذيب التى تصدر عن الجماعة الإرهابية ليل نهار.

ويضيف: من الملاحظ للجميع اهتمام القيادة السياسية بالشباب خلال السنوات الأخيرة والذى ظهر جليا فى مؤتمرات الشباب، وتأهيل وتدريب الشباب لتولى المناصب القيادية من خلال البرنامج الرئاسى، وتعيين عدد كبير منهم فى مناصب قيادية، كما يتم تجهيزهم لتولى المجالس المحلية.

الحفاظ على الهوية

من جانبه يرى لواء د. نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الإستراتيجية أن الهدف الرئيسى من توعية الشباب بمخاطر وتهديدات وتحديات الأمن القومى بناء الشباب ليكونوا حائط صد ضد الشائعات ومحاولات هدم الدولة، وذلك من خلال عقد المحاضرات واللقاءات الدورية ووضع المناهج بموضوعات متجددة لتعريفهم بالمخاطر الخارجية والتحديات الداخلية التى تتعرض لها الدولة وكيفية مواجهتها، مع مراعاة أن تكون هذه المحاضرات فى جميع سنوات الدراسة الجامعية لتوعيته بكيفية الحفاظ على وجوده وهويته وثقافته ووطنه، ويجب أن تبدأ التوعية من الأسرة مرورابجميع سنوات الدراسة وليست الجامعية فقط، مع ضرورة تبسيط موضوعات الأمن القومى وبلغة مناسبة لروح وعقل الشباب حتى تصل لهم بدقة، إلى جانب ربط الأمن القومى بالعادات والتقاليد وثقافة الفئات المستهدفة.

المصدر: كتبت: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 341 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,253

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز