بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ياسمين كانتتنظر من شرفة منزلها تشاهد الشارع وقت الحظر وقد خلا من المارة والسيارات لكن في الوقت ذاته أخذت الكلاب والقطط تمرح فيه وتسير في وسطه وكأنه أصبح ملكا لها..
شعرت ياسمين بالغيظ وحدثت جدتها عما يحدث من الحيوانات الضالة, فردت عليها الجدة مبتسمة وهى تؤكد أن هذا حقهم ألا يكفيهم هما وغيرهم من باقي المخلوقات ما عانوه من قسوة الإنسان على الأرض وجوره على حق باقي الكائنات وكأنه يعيش بمفرده على هذا الكوكب الذي لم يسلم هو الآخر من شروره..
منذ عشرات السنوات وعلماء البيئة ينادون بضرورة الحد من انبعاث الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري, وكم من المؤتمرات العالمية التي انعقدت لمناقشة ظاهرة التغير المناخي ولكن لا حياة لمن تنادي..
والآن بعد أن ظهر فيروس لا يرى بالعين المجردة المسمى بالكورونا وما فرضه من قيود على الإنسان ووضع حد لحركته وأنشطته الصناعية حدث انخفاض كبير في معدلات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري, وهناك تقارير تؤكد تحسن حالة الهواء في مئات المدن حول العالم وقلة نسبة التلوث خاصة في المناطق السياحية..
وهكذا تنفست الأرض وما عليها من كائنات غير هذا المخلوق الأناني قاسي القلب المسمى بالإنسان..
وأضافت الجدة أن كل ما تتمناه أن يعي البشر الدرس جيدا, وبعد انحصار الفيروس لا يعودون إلىضلالهم القديم وترجع معدلات التلوث إلى ما كانت عليه.. إن ما يحدث رغم ما به من شر لنا إلا أنه يحمل وجها مشرقا للأرض يجب أن يظل دائما فمن حق هذا الكوكب وما عليه من كائنات أن يسعدوا بعيدا عن قسوة الإنسان عليهم.
ساحة النقاش