حواء: أسماء صقر

يرغب الكثير من الأسر والأبناء في قضاء الإجازات الأسبوعية فى الخروج والتنزه مع الأهل والأصدقاء، لكن وسط الأعباء الدراسية قد تجد بعض الأسر صعوبة فى ذلك فما الأماكن التى يمكن أن تقصدها الأسرة دون أن تسبب خللا فى ميزانيتها الشهرية؟

"حواء" التقت خبراء الاقتصاد والاقتصاد المنزلي لمعرفة كيف نضع ميزانية موفرة للخروجات والنزهات في المدارس والشتاء؟ 

يقول د. محمد راشد، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بني سويف: التنزه والخروج والترفيه أثناء شهور الدراسة من الأشياء  الضرورية لتخفيف التوتر والضغط النفسي على الأسرة، ويمكن وضع ميزانية موفرة ماديا لهذا البند من ميزانية الأسرة من خلال الاعتماد على المشاركة الجماعية والتعاون وتقسيم التكلفة المادية بين الأهل والأصدقاء في حالة التجمع العائلي لقضاء نزهة معا، والحرص على عمل الوجبات المنزلية والحلويات بدلا من شراء الوجبات السريعة والجاهزة، وفي حالة ذهاب الأسرة للتنزه والترفيه يمكن تقسيم المصروف الشخصي للأبناء وتحديد جزء منه يمكن استخدامه عند الخروج معا، كما يمكن للأسرة إدخار جزء من المال شهريا من ميزانية الأسرة  وتخصيصه للتنزه والترفيه، ولوضع ميزانية موفرة ماديا يجب أولاً تحديد إجمالي الدخل الشهري وتحديد المصروفات الخاصة بالترفيه والتنزه، ثم يتم تقسيم المصروفات إلى فئات وتحديد مبلغ مالي لكل فئة، مع التركيز على تقليل النفقات غير الضرورية، واختيار الأنشطة الترفيهية المجانية أو منخفضة التكلفة، ويوجد العديد من الأماكن التي يمكن التنزه فيها بتكاليف مادية بسيطة منها منطقة الحسين وخان الخليلي وشارع المعز وهما من أفضل المناطق بالقاهرة حيث يمكن ممارسة العديد من الأنشطة بها مثل التصوير والمشي في الأحياء القديمة، وشراء التحف والأنتيكات، والجلوس على المقاهي الأثرية بصحبة العائلة أو الأصدقاء، وكذلك حديقة الأزهر من أكثر الأماكن التي يتردد عليها المصريون للتنزه، فالحديقة من الداخل ذات مساحات شاسعة تتسع لآلاف الأشخاص، كما تحتوي الحديقة على أماكن مناسبة لملاهي الأطفال، كما يمكن للأسرة تعليم أبنائها التوفير والإدخار للمساهمة في مصروفات الخروجات والرحلات لتخفيف الضغط عن ميزانية الأسرة المطالبة بتلبية الاحتياجات الأساسية في الحياة اليومية وذلك من خلال إعطاء الوالدين للأبناء منذ الصغر  مصروف محدد يوازي دخل الأسرة وتوضيح ميزانية الأسرة لهم  وتوجيههم لشراء احتياجاتهم  على قدر مصروفهم كي يتعلموا ثقافة  التوفير والادخار والترشيد وينشأ بداخلهم الإحساس بالمسئولية المالية بالتدريج. 

وضع خطة لأيام الترفيه

يقول د. هشام قنديل، خبير اقتصادي وعضو مجلس إدارة شعبة الأوراق المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية: للتوفير في ميزانية الخروجات يجب عدم ربط المتعة بالإنفاق واختيار أغلى الوسائل الترفيهية كي يتعلم الأبناء التوفير، وتقديم الآباء قدوة لأبنائهم في التوفير وترشيد الاستهلاك في جميع نواحي الحياة اليومية سواء داخل المنزل أو خارجه ما يجعل التوفير بالنسبة لهم أسلوب حياة، كما أن الدولة توفر الكثير من المناطق الأثرية والسياحية الجذابة والتي يتردد عليها المصريون باستمرار منها الأهرامات ومنطقة سقارة، وهرم زوسر، والمتحف المصري، ومسجد محمد علي، وقلعة صلاح الدين والتي تعد من أكبر وأشهر القلاع الموجودة في القاهرة، حيث يمكن  اصطحاب العائلة والقيام برحلة تستغرق يوماً كاملاً في هذا المكان الرائع،  كما يمكن زيارة المسجد ومشاهدة روعة المعمار القديم، وهناك من يفضل زيارة مجمع الأديان في مصر القديمة كجامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، والحديقة الدولية والتي  تعد من أجمل الأماكن التي يمكن الذهاب إليها لقضاء يوم ممتع مع العائلة أو الأصدقاء، وكذلك القيام بالرحلات النيلية ثم الاستمتاع بالمشي على كورنيش النيل وممشي أهل مصر. 

وجبات اقتصادية 

تؤكد د. إيمان رشوان، أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة سوهاج على أهمية تدريب الأبناء منذ مرحلة الطفولة على التوفير والإدخار وتخصيص حصالة خاصة بهم يدخرون فيها جزءا من مصروفهم  يمكن استخدامه أثناء النزهة والخروجات الأسبوعية حتى لا تتحمل الأسرة تكاليف النزهات كلها من ميزانية الدخل.

وتقول: يجب على الأسرة تحديد أولوياتها وتقنين عدد الخروجات ويمكن أن تعتمد على عمل الوجبات الجاهزة والسريعة داخل المنزل، كما يمكن إعادة تدوير بقايا الطعام والحد من شراء العصائر الجاهزة واستبدالها بالفاكهة الطازجة.

وتقول د. منى عرفة، أستاذ الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان: يمكن للأسرة تحقيق التوازن بين الترفيه والتعليم من خلال الإدارة الواعية للدخل ووضع ميزانية محددة وثابتة للترفيه قبل بدء الموسم الدراسي بحيث لا تؤثر على مصاريف الدراسة أو الاحتياجات الأساسية، ويمكن الاستفادة من العروض الموسمية والتخفيضات في الأماكن الترفيهية التعليمية حيث يمكن دمج الترفيه بالتعلم مثل عمل الرحلات العلمية والسياحية أو زيارة الورش الحرفية التي تمنح متعة وفائدة في آن واحد، كما يجب التخطيط المسبق للخروجات بإعداد وجبات منزلية خفيفة تساعد على التوفير في ميزانية الترفيه، مع ضرورة تتبع الأسرة لإنفاقها أثناء التنزه من خلال استخدام تطبيقات الميزانية أو جداول البيانات على الهاتف لمتابعة النفقات.