لما كانوا صغيرين .. خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم
فى صباح يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ولد أكرم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتيما, حيث توفى والده قبل مولده فتولى جده أمره وأحضر له حليمة السعدية لإرضاعه وعاش فى قبيلتها,وعندما بلغ الرابعة من العمر وبينما يلعب مع الأطفال جاء جبريل عليه السلام ومعه ملك آخر فأمسكا به وشقا صدره ثم استخرجا قلبه وأخرجا منه قطعة سوداءوقال جبريل هذا حظ الشيطان منك ثم غسلا قلبه وبطنه فى وعاء من ذهب بماء زمزم ثم أعاده لمكانه, وبعد سماع حليمة السعدية لهذه الواقعة أعادته لأمه التى ماتت فى السادسة من عمره ليكفله جده ثم عمه أبوطالب, وكانت كثرة الأحزان فى طفولته أثرا على قلبه فلم يتأثربأخلاق الجاهلية القائمة على الكبر والاستعلاء وتميز برقة القلب ومكارم الأخلاق ليصبح الصادق الأمين قبل أن تنزل عليه الرسالة.
***
كلمة فى ودنك
• عندما يستطيع طفلك النطق حاولي تدريبه على آداب اللياقة والألفاظ المهذبة وألا يردد أى لفظ خارج سمعه.
• بعد وصول ابنك لسن السادسة حاولي تدريبه بلطف على العبادات لأنها ترتقي بروحه وتساهم في تهذيب سلوكه.
***
حصة تربية .. الصيام وتهذيب النفس
الصيام فريضة على كل مسلم بالغ وتدريب الأطفال عليه أمر ضرورى ليستطيعوا القيام به عندما يكبرون, وعلينا أن نشرح لهم أن الصيام فريضة وأن له حكمة.
وحول كيفية الاستفادة من الصوم فى التدريب على الاستغناء عن الأشياء وتهذيب النفس وعدم تحقيق كل طلباتها تحدثنا مع د. أحمد عبد الرحمن,الاستشارى الأسرى والاجتماعى وخبير التنمية البشرية فقال: الصيام من أعظم الفروض التى فرضها الله على الإنسان حتى وإن بدى للوهلة الأولى أنها من الفروض الشاقة والصعبةلدرجةأن علماء الغرب أشادوا فى أبحاثهم بفوائد الصيام من الناحية الجسدية والنفسية والعقلية لذا علينا توعيه أبنائنا بالسلام النفسى الذى يولده الصيام والإحساس بالاطمئنان والهدوء, فالصيام تدريب ربانى للعديد من الصفات الإيجابية مثل تهذيب النفس والقدرة على السيطرة على الشهوات والتحكم فى السلوك وممارسة الصبروالشعور بالمسئولية, فالصيام يعزز قدرتنا على مواجهة الإغراءات والمشكلات, وعلى الطفل أن يتعلم أن الصيام يعلمه ثقافة الاستغناء والقدرة على التعايش فى أصعب الظروف وهذا يدربه على عدم الميل للاستهلاك العشوائى أو الإلحاح فى الطلبات بدعوى عدم قدرته على الاستغناء عنها, فهو يتحمل الجوع والعطش وبالتالى يتحمل عدم شراء لعبة يريدها أو عدم الذهاب لمكان يريده, وعلى الأم دائما أن تربط فى حديثها معه عن الصوم بين الفريضة وحكمتها وأنها تربينا وتهذبنا, فهى الهدية الربانية لنا حتى لا نكون ضعفاء أمام الاحتياجات الاستهلاكية, ويجعل الطفل مسئولا عن سلوكياته ويستخدم عقله فيما يفعل وفيما لا يجب أن يفعل, وهذه الفرصة يجب أن نحسن استخدامها ولا نكثر من الشراء فى رمضان لنضرب له نموذجا فى ثقافة الاستغناء وتهذيب النفس.
ساحة النقاش