بقلم : إقبال بركة

كانت جداتنا زمان يصفن المرأة الجذابة بأن جسدها كان أى أنها كانت شديدة السِمنة! وكن يشجعن » طيات طيات « بناتهن على اكتساب المزيد من الوزن لكى يصبحن مرغوبات فى سوق الزواج، وكانت النساء يتفنن فى اختراع أنواع من الطعام وصلصة الخل والثوم » المفتأة « تؤدى إلى زيادة الوزن كالمخللات و مع زيادة السمن البلدي.. إلخ لم تكن السِمنة مشكلة تهدد صحة ونفسية المراهقين، فقد كانت تصيب من هم فوق سن الأربعين فقط، أما اليوم فقد اختلفت الظروف بعد انتشار المطاعم التى تقدم أنواعا جديدة من المأكولات شديدة الإغراء للمراهقين والشباب مثل البيتزا والهامبورجر والبطاطس المقلية بالكاتشب إلخ، وأصبح أبناؤنا المراهقون يفضلون الأكل فى الخارج على طبيخ أمهاتهم، والضحية هى أجساد أبنائنا المراهقين والمراهقات، وأصبح الكثير منهم يعانون من السِمنة المفرطة، مما يصعب الحركة والانطلاق عليهم، وفى منتصف القرن العشرين اكتشف الأطباء خطورة السِمنة على الصحة، ونبه خبراء الصحة إلى أهمية الرشاقة كعنصر من عناصر الصحة والجمال، ويقول خبراء التغذية فى مصر إن نسبة السِمنة بين المراهقات الإناث أكبر منها بكثير بين المراهقين الذكور، بسبب قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، أضف إلى ذلك أن ما تعانيه المراهقات احيانا نتيجة الصدمات العاطفية الكثيرة ما يدفعهن للإكثار من تناول الطعام غير المفيد الذى يسبب السِمنة المفرطة، كما أن طبيعة الحياة التى ولد فيها جيل المراهقين الحالى تحرضهم على عدم الحركة، » الريموت كونترول « فكل شيء يمكن تحريكه ب ومشكلة أمهات اليوم عدم وعيهن بالغذاء الذى يجب أن يقدم للمراهق فى تلك المرحلة العمرية، إن خبراء التغذية ينصحون بأن حجم السعرات الحرارية الداخلة إلى جسم الشخص خلال اليوم يجب أن يتساوى مع المجهود والسعرات الحرارية التى يبذلها، فإذا كان حجم السعرات الحرارية التى يستهلكها ابنك أكبر مما يفقده جسده تبدأ هذه السعرات فى التراكم يوما بعد يوم ثم تظهر على هيئة دهون مخزنة فى أجزاء عديدة من الجسم خاصة البطن والأرداف.

فإذا كنت حريصة على صحة أبناءك المراهقين شجعيهم على الانضمام للفرق الرياضية بالمدرسة، وعلى صعود الدرج بدلا من استخدام المصاعد، واحرصى على المشى معهم يوميا لمدة نصف الساعة على الأقل مع تنظيم مواعيد النوم ومواعيد الأكل للجميع وستجدين نتائج مذهلة، وليتك تمنعين أبناءك من الإكثار من التهام الوجبات السريعة، ومن تناول كميات كبيرة من الطعام فى الوجبات الثلاث وليس من الضرورى الإصرار على أن تضم الوجبة نشويات وبروتين حيوانى فهى من العادات الضارة لك ولأبنائك، امنعى أبناءك من الأكل أمام التليفزيون والمواد الحريفة على » المخللات « ومن التهام المائدة، ومن شرب المياه الغازية أثناء الأكل لأن كمية السكر والسعرات الحرارية فيها كبيرة ولأنها تزيد من حموضة المعدة وتقلل وقت عملية الهضم، وتسبب الغازات بالمعدة، ولا تحرميهم من أنواع الطعام المصرى اللذيذ مثل المحشى بشرط يأُكل وحده وبدون لحوم فهو وجبة مفيدة.

ومن أهم أسباب السِمنة بين الشعب المصرى عدم الحركة، فمعظم الناس يقضون فترة العصر بالساعات أمام التليفزيون، » متسمرين « والمساء التى » العصاري « واختفت تماما عادة التمشية فى كان المطربون يتغنون بها.