كتبت : منار السيد

مع اجتياح فيروس كورونا المستجد العالم فرضت العديد من الإجراءات الوقائية والاحترازية والتي رفعنا خلالها شعار «خليك في البيت » وتطبيق التباعد الاجتماعي، وبالرغم من افتقادنا لبعض العلاقات الاجتماعية إلا أننا استطعنا كأسرة واحدة أن نجتمع لفترات طويلة معا، فكيف نحافظ على هذا التواصل الاجتماعى والتجمع الأسرى الذى افتقدناه لفترة طويلة واستطعنا بشكل ما تحقيقه مؤخرا، مع استمرار تعايشنا مع كورونا

مع إعلانا عن خطة التعايش مع كورونا كيف نحقق التباعد الاجتماعى مع الحفاظ على تواصلنا مع أحبائنا وأبناء وطننا ومجتمعنا بل وتجمعنا كأسرة واحدة؟

أجرى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية استطلاع رأى عينة من الجمهور الخاص حول تداعيات أزمة فيروس كورونا وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين القباج, وزير التضامن الاجتماعىوقسم بحوث وقياسات الرأى العام بالمركز على إعداد دراسة من خلال عرض المؤشرات الأولية التى ترصد تداعيات أزمة فيروس كورونا "كوفيد-19" على المجتمع المصرى، وتداعيات الأزمة على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة رأى نصف المستجيبين تقريبا بنسبة 49.3% أن العلاقات الاجتماعية سوف تتحسن، فيما اقتربت نسبة من قالوا إن كل حالة تختلف عن الأخرى من الربع بنسبة 22.1% وذلك مقابل نسبة 20% من المستجيبين قالوا إنها في سبيلها إلى مزيد من التدهور, ورأت نسبة 7% أن العلاقات ستبقي كما هى.

المشاركة

يقول إبراهيم ندا، مهندس: بالرغم من الحظر والشعور بالملل وحرماننا من ممارستنا أنشطتنا اليومية وابتعادنا عن الأحباء والأهل لكنني حريص بشكل يومي على التواصل مع الأهل والأصدقاء بمحادثات الفيديو، كما أنني حاولت استغلال فرصة تواجدي في المنزل للتقرب من أبنائي والتعرف عليهم أكثر وحثهم على روح المشاركة ومحاولة تحفيزهم على العادات الإيجابية وبعض المهارات التي يمكن اكتسابها في البقاء بالمنزل، وساعدتهم على التواصل مع أصدقائهم في المدرسة لأنهم افتقدوهم كثيرا وكل ذلك عن طريق محادثات الفيديو ليشجعوا بعضهم على اللعب سويا والقراءة والبحث، هذا بالإضافة إلى مشاركتهملوالدتهمكل الأعمال المنزلية.

لم تفقد إسراء مصطفى، موظفة بإحدى شركات الاتصالات تواصلها المجتمعي بأصدقائها وزملائها في العمل لتواصلها الدائم معهم فتقول: منذ بداية الأزمة ونحن نطبق الإجراءات الوقائية للتصدي لانتشار الفيروس، والتزامنا بالمنزل حيث أننا نعمل عن بعد لكننا لم نفقد الشعور بالعمل كفريق حيث إننا نتواصل بشكل دائم ونعقد الاجتماعات ونتناقش سويا.

أصدقاء الطفولة

تقول نادية حسين، مدرسة:هناك العديد من الإيجابيات التي اكتسبتها ولن أتنازل عنها فقد تمكنت من البحث عن أصدقاء الطفولة والتواصل معهم وأيضا الأقارب والزملاء التي انشغلنا عنهم بسبب العمل وضغوط الحياة، كما استغللت الفرصة لتعليم أبنائي أنه رغم التباعد لكننا نستطيع التواصل مع أحبائنا وأصدقائنا ولن نسمح للبعد عنهم مرة أخرى وسنتمسك بتواصلنا معهم حتى تعود حياتنا لطبيعتها ونلقاهم من جديد.

أما ريهام حسن، مهندسة فقد تعلمت كيفية التعامل مع وقت فراغ أطفالها خلال هذه الفترة وتقول: استطعت خلال هذه الفترة من جدولة أوقات فراغ أبنائي عن طريق إشغالهم بكتب التلوين ومواد التسلية التعليمية الخاصة بالطفل، وليس أبنائي فقط من استطعت جدولة وقتهم بل أنا أيضا أحاول استغلال هذه الفترة لترتيب حياتي من جديد سواء مع زوجي أو أبنائي حيث إننا ننعم بالتقارب والمكوث فترة أطول سويا ما ساعدنا على تصفية الخلافات والاتفاق على العديد من أسس التقارب والتشارك الأسري.

التعايش

تعلق د. هبه الله حمدي، أستاذ علم الاجتماع على التواصل فى زمن الكورونا قائلة: منذ انتشار فيروس كورونا تقلصت التجمعات والروابط الاجتماعية ومنعت الزيارات العائلية وأغلقت النوادي الثقافية والرياضية وغيرها من الأنشطة التي تربط اجتماعيا بين أفراد المجتمعات والتزمنا المنازل كإجراء وقائي للحفاظ على أرواح أحبائنا قبل أرواحنا،ورفعنا العديد من الشعارات التي تدعو للعزلة الاجتماعية وعدم الاختلاط, وأصبحت الأسرة الواحدة تجلس معا في المنزل طوال اليوم وتم قطع كافة العلاقات الاجتماعية واللقاءات مع الأهل والأصدقاء والجيران  للتصدي لانتشار المرض،وبالرغم من  كل ذلك فإن الإنسان كائن اجتماعي من الدرجة الأولى لكن العزل الحالي جعلنا نعيد ترتيب أولوياتنا مرة أخرى ونحاول الحفاظ على حياتنا وأحبابنا بالتباعد لكن مع التمسك باجتماعياتناوالحفاظ على علاقتنا والتواصل بشكل مستمر مع الأهل والأصدقاء من خلال الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي  وتكثيف هذه الاتصالات والمحادثات اليومية بالصوت والصورة.

وتتابع: يجب الاستفادة من المكوث في المنزل كأسرة واحدة لفترة أطول عن طريق استغلال هذا الوقت في توطيد العلاقة الأسرية وممارسة أنشطة جماعية مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي فهذه الأنشطةتقضى على الشعوربالملل وتعزز قيمة الاسرة، كما أنه من أكثر العادات الإيجابية التي اكتسبناها خلال الفترة الأخيرة استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز العلاقات الاجتماعية ودعم الأعمال الإنسانية والإيجابية ونشر وسائل التوعية والوقاية من الفيروس.

المبادرات الإنسانية

بما أننا حاليا نحاول الحفاظ على حياتنا وعلاقتنا وروابطنا الاجتماعية في ظل التعايش مع هذا الفيروس فنحن نحتاج إلى بعض المهارات للتعايش خلال الفترة المقبلة وتساعدنا على ذلك د. بسمة صابر، أستاذ التنميةالبشرية فتقول: من أكثر السلوكيات الإيجابية التي اكتسبناها منذ انتشار فيروس كورونا أننا أصبحنا أكثر إنسانية مع بعضنا البعض في الوقت الحالي، وأصبح لدينا قدر أكبر من تحمل المسئولية واتباع التعليمات الوقائية، وأصبحنا نخاف أكثر على أحبابنا أكثر من خوفنا على أنفسنا،كما ظهرت العديد من المبادرات الإنسانية كمساعدة كبار السن غير القادرين على تلبية احتياجاتهم من جانب العديد من الشباب لمساعدتهم على الالتزام بالمنزل لحمايتهم من خطر الإصابة بعدوى كورونا.

وتضيف: في ظل مانعيشه من إجراءات وقائية واحترازية والتزام المنزل يجب اعتبار ذلك فرصة لإعادة بعض الهدوء في حياتناوالابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب أفكارنا واكتشاف مواهبنا وأبنائنا فالملل لايدعو للاكتئاب بل يدفع للابتكار, فقد تكتشفين قدرتك في الطهي وإعداد أصناف جديدة لمتتوقعي قدرتك على طهيها من قبل، وأيضا يمكن اكتشاف القدرة على التصميم والرسم،كما أن هذه الفترة قد تكون فرصة لتعلم لغة جديدة من خلال التطبيقات المختلفة ومواقع التعليم عن بعد.

وتنهى د. بسمة حديثها قائلة: علينا الحفاظ على علاقتنا الاجتماعية داخل محيط الأسرة الواحدة في المنزل أو التواصل الافتراضي مع الأهل والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، والحرص على الحديث بشكل يومي واستخدام محادثات الفيديو كتعويض عن التواصل المباشر نتيجة العزل والحظر الوقائي فبالرغم من التباعد الاجتماعي لكننا لايجب أن نفقد المشاركة المجتمعية والانسانية حتى ولو عن طريق الحياة الافتراضية وداخل الأسرة الواحدة عن طريق تصفية الخلافات وإثراء روح التفاهم بين الزوجين.

المصدر: كتبت : منار السيد
  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 760 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

userseff

معلومات في غاية الاهمية يسعدني متابعتك

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,825,541

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز