حوار: محمد عبد العال

دعوات عديدة بحت لها أصوات العلماء والخبراء على مستوى العالم بضرورة الاهتمام بالبحث العلمى باعتباره أساس تقدم الأمم وهو ما أفرزته الأزمة الحالية التى يعانيها العالم، لتؤكد أنه لا بديل عن الاهتمام بالبحث العلمى منذ المراحل الأولى من التعليم حتى مراحل البحث المتقدمة، وهى خطوة قطعت فيها مصر العديد من التحركات.

حواء ألتقت د. هدى أبوشادى، عضو أول مجلس استشارى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية لتتعرف على البحث العلمى بعد كورونا..

فى البداية هل زاد الاهتمام بالبحث العلمى على المستويين العالمى والمحلى؟

بعد انتشار فيروس كورونا ظهرت أهمية البحث العلمى فى مواجهة هذا الوباء وهو ما جعله فى المقدمة بعدأن كانت شعوب العالم تستخدم وسائل البحث العلمى والتكنولوجى فى مجالات عديدة كوسائل الترفيه وتطوير صناعة أسلحة الدمار الشامل،ومن ثم سيتجه العالم الآن إلى الاهتمام بالبحث فى مجالات الاكتفاء الذاتى من الماء والغذاء والصحة ودعم السلام والأمن وهى خطوات مهمة فى مجال البحث العلمى فرضت على العالم كله، فقدثبت أن جميع الشعوب فى قرية كونية صغيرة، أما بالنسبة للاهتمام المصرى بالبحث العلمى لايمكن أن تفصل مصر عما يحدث فى العالم من تغير أولوليات،بكل تأكيد تتجه أنظار الدولة إلى البحث العلمى فى مختلف المجالات.

ما الخطوات الإيجابيةالتى بدأت الدولة فى تنفيذها فى مجال البحث العلمى؟

من الواضح أن معظم الطلاب فى الجامعات المصرية بدأواالاتجاه إلى الامتحانات على شكل أبحاث، ورغم أن هذا النظام يعد مستحدثا إلا أنه خطوة جيدة فى تطوير الطالب الجامعى واهتمامه بالبحث العلمى إلا أن تطبيقه على المراحل التعليمية الأقل سيعطى قدرة أكبر على البحث العلمى فيما بعدمن خلال معرفتهم بطرق البحث الصحيحة وعدم الاعتماد على نقل ونسخ الأبحاث دون إضافة لتصبح هناك دائما محاولة لهضم المعلومات العلمية فى تلك المجالات والخروج بفكرة جديدة من كل بحث بحيث لايكون البحث مجرد قرصنة علمية أو أدبية،ومن شأن الأبحاث أن تطور أجيالا وتعلمهم الأمانة العلمية مع كتابة كل المصادر التي تم استخدامها  فى القرآت والأبحاث.

هل يستفيد أساتذة الجامعات من الاستخدام التكنولوجى فى التواصل مع الطلاب ما بعد انتهاء كورونا؟

بالفعل.. فعندما يقوم أساتذة الجامعات برفع محاضراتهم الخاصة بالجامعات على المواقع الإليكترونية كما يحدث الآن يساعد على رفع التقييم العالمى للجامعات،فمعظم جامعات العالم الكبرى يكون لكل أستاذمنصته الإليكترونية على الموقع الخاص بالجامعة التابع لها،وبالنسبة للكليات العمليةكالهندسة والطب والصيدلة يوجد جزء منها فيديوهات ونماذج محاكاة عملية يتم رفعها على الانترنت وهو ما تحقق بالفعل فى مصر خلال الفترة الماضية، فجميع الأساتذة اضطروا فى ظل أزمة كورونا  للتواصل مع الطلاب من خلال الانترنت، وقد أتاح ذلك قدرا هائلا من المحاضرات الإليكترونية وهو ما كانت تسعى إليه الدولة، ومع احتمالية استمرار فيروس كورونا إلى الترم الأول من العام المقبل فتكون إمكانية استخدام وسائل التواصل التكنولوجية أكثر سهولة على الأساتذة والطلاب بحيث يكون كل طالب قادر على سؤال أستاذه فى أى توقيت أو معرفة اسم مرجع وطريق بحث جديد.

وما دور البحث العلمى فى تطوير المنظومة الصحية خلال الفترة القادمة؟

تحاول الدولة توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والصحية ومن ثم على الجميع التكاتف واتباع التعليمات الصحية، أما عن الخطوات فى المجال البحثي الخاص بالفيروس فهى تأتى متلاحقة لأنها تحتاج إلى معامل مجهزة بعوامل أمان عالية، وهناك بعض الإجراءات السريعة التى من الممكن اتباعها فيما بعد بخصوص المجال الصحى منها وجود مستشفى ميدانى مصغرة فى جميع مواقع العمل للاهتمام بصحة العاملين بخلاف تواجد حكيمة صحية أو أحد أفراد أطقم التمريض داخل كل مدرسة لإعطاء الطلاب الإرشادات السليمة ومساعدتهم.

هللوسائل الإعلام دور في مجال النهوض بالبحث العلمى؟

كما للمدرسة دور مهم وأولياء الأمور منذ الصغر فى تعليم الطالب البحث وذلك رأيناه خلال الفترة الماضية بصورة متسارعة بسبب تداعيات كورونا فإن للدراما التليفزيونية والسينمائية دورا مهما فى إيصال الرسالة بصورة غير مباشرة وهو ما يلقى قبولا أكثر عند الطلاب، فالمطلوب فقط عرض النماذج الناجحة من العلماء والمدرسين فى الدراما والبعد عن مشاهد البلطجة.

وهلنجحت الخطة التعليمية الراهنة فى محاربة الدروس الخصوصية؟

أفادت فترة الحظر فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية وبدأ نشاط الطلاب على الانترنت للاطلاع على كتب أو مراجع أو حتى بعض المحاضرات المصورة وهو ما يعدأسلوبا تعليميا جديدا ساهم فى تعليم الطالب طرق البحث عن المعلومة فضلا عنالتصدى للدروس الخصوصية التى تستنزف أموال أولياء الأمور بالإضافة إلى أنه سلوك بحثى جديد ممتدإلى ما بعد انتهاء فيروس كورونا.

هل تحتاج مواجهة كورونا إلى مزيد من الترابط بين مختلف الباحثين فى العالم؟

لقد أثبتت تلك الأزمة أن البشر باختلاف انتماءاتهم الدينية يجب أن يتوحدوا ويفكروا بمنظور مختلف، فما وحد البشرية هو وجود الكل تحت اختبار إلاهى جعل الجميع فى سفينة واحدة من يخرقها يغرق الباقيون،توحدهم صحة البشر بكل أديانه، فلاينظر الآن إلى ديانة أحد بقدر ماننظر إلى ما ستقدمه كل مجموعة بحثية فى سبيل التقدم العلمى أيا كان انتماءه.

المصدر: حوار: محمد عبد العال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1290 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

userseff

مقال مهم ورائع نريد المزيد عن كرونا

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,821,072

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز