كتبت : سماح موسى
"القبة يانجيبة..العريس يانجيبة"، حوار بين أبطال فيلم "الثلاثة يشتغلونها"بطولة ياسمين عبدالعزيز وصلاح عبدالله، تبين الصورة الذهنية لدى الشباب عن الجامعة بشكل غير مباشر، هناك أيضا مشاهد من أفلام"الباشا تلميذ"،و"مرجان أحمد مرجان"،"صعيدي في الجامعة الأمريكية"..وغيرهامنالأفلامالسينمائيةالتي تناولت صورة الحياة الجامعية،فهل للفن تأثير قوي على الشباب ليرسخ داخله صورة ما عن الجامعة، وما الدور المفترض أن يقدمه الفن في هذا الإطار؟هذا هو موضوع هذا التحقيق..
في البداية يقول محمد عبدالله طالب بالفرقة الرابعة كلية علوم: خلال مشاهدتي للأفلام والمسلسلات قبل التحاقي بالجامعة تصورت أن مرحلة التعليم تنتهي عند الثانوية العامة بعد ذلك وداعا للالتزام في حضور المحاضرات والمذاكرة؛ فقضاء العام كله في الفسح مع زملاء الجامعة من شأنه اختصار المذاكرة في شهر واحد فقط قبل نهاية كل ترم، ولا مانع من إقامة علاقات حب من أول يوم,لكن تغيرت الصورة منذ التحاقي فعليا بالجامعة فلأن كليتي عملية وجدت من الأساتذة اهتمام وضمير في الشرح جعلني لا أنشغل إلا بمذاكرتي.
"مرجان أحمد مرجان سبب فشلي الجامعي"، هذا مابدأبه عبدالرحمن محمد خريج حديث حاصل على بكالويوس تجارة حديثه, يضيف عادل إمام قدوتي في الحياة, أتابع كل أعماله فمن خلال تكرار مشاهدتي لفيلم "مرجان أحمد مرجان"، أدركت أن العلم ليس له فائدة مثل المال فبماله استطاع أن يشتري جميع البشر,فكان دخولي الجامعة تحصيل حاصل فلم ألتزم بحضور المحاضرات, كنت أحصل على مبالغ من والدي كي أشتري الكتب الجامعية لأنفقها على الفسح مع أصدقائي, كان لدي يقين أنني أحصل على تقدير مقبول وأعمل بشهادتي في أي مجال حتى أجمع أموالا وأصبح "مرجان الثاني".
بعد سرد آراء بعض الشباب الجامعي عن الفن, وانطباعتهم عن الجامعة, توجهنا إلى د.السيد السعيد أستاذ مساعد العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة المنوفية الذي بادرنا بقوله: إن الدراما والسينما من أكثرالوسائل المؤثرة في المجتمع على توجهات وفكر ووعي الجمهور، لذا لابد
أن يلتزم كتاب الأعمال الدرامية والسينمائية بالدقة والموضوعية والحيادية في نقل الأحداث،وأن يركزوا على البعد النفسي للمواطن من إيجاد الدفاعية والحماسية والتشاركية في البناء بالتركيز على المؤسسات الكبيرة المؤثرة أكثر في المجتمع وأولها الجامعات, رغم أن المجتمع الجامعي له أبعاد وتأثيرات مجتمعية عديدة إلا أن الدراما والسينما اختزلت هذا المجتمع في صورة ذهنية نمطية تقلل من أهمية الجامعة عبر التاريخ.
يضيف د.السيد كنت أتمنى أن تقدم الدراما والسينما أعمالا حقيقية تذكر البحث العلمي داخل الجامعات وأهميته, إنجازات حقيقية لعلماء مصريين عاديين لكنهم أصبحوا أكثر شهرة في الغرب, نحتاج إلى أعمال فنية تواجه توغل الفكر الخاطئ، فكم من شاب تفوق دراسيا وفقد إرادته للإبداع والابتكار بسبب الفن.
أما د. آية صلاح دكتوراه في علم الاجتماع تقول لابد أن يكون لكل طالب عند التحاقة بالجامعة هدف محدد بصرف النظر عما يشاهده عبر وسائل الإعلام أو من خلال الدراما والسينما, أن يكون لديه يقين بدور الجامعة التوعوي الخدمي, التثقيفي ليس مجرد حصوله على تقدير معين فقط, الفن للأسف أخفق في طرح قضايا اجتماعية مفيدة.
تتفق د. عزة عزت أستاذ بكلية الإعلام جامعة المنوفية مع الآراء السابقة وتضيف: ذكر الجامعة في الدراما والسينما ماهي إلاحيلة درامية للحديث عن قصة حب بين البطل والبطلة , والحياة الجامعية مختلفة تماما عن الصورة التي يعكسها الفن عن الجامعة, لم يتعمدوا الإساءة للجامعة وقدسيتها, المفترض أن يعكس الفن من خلال كتاب الدراما الحياة الجامعية الآنية على حقيقتها, مع حث الشاب على التفوق وأن يكون مثلا صالحا ناجحا يحتذى به.
تستطرد د. عزة أن الفن ليس بمفرده هو المذنب في عكس صورة ذهنية خاطئة عن الجامعة لكن علىالإعلام خاصة برامج التوك شو دورا كبيرا لايقل عن دور الفن بل يزيد فيناقش دور الجامعة للمجتمع وأن الحرم الجامعي له قدسيته واحترامه, أخلاقيات الحياة الجامعية التي ترفض التلفظ بالألفاظ النابية الخارجة غير المقبولة, آداب التعامل مع زملاء الجامعة, أساتذته, على الأسرة قبل الفن والإعلام دورا كبيرا في أصل التربية الصحيحة.
لابد أن يكون الفن مصاحبا للقيم والعادات المصرية، هكذا التقط طرف الحديث د.محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس, يضيف إذا خالف الفن تقاليد المجتمع يصبح هابطا وليس له أهمية, مثلما عرض شخصية الأسطورة (محمد رمضان) بعد أن اتخذه الشباب كقدوة, انتشرت أعمال العنف والبلطجة, والتلفظ بالعبارات الخارجة البعيدة كل البعد عن أصول مجتمعنا الراقية, وعمل هزة قوية لفئة الشباب.
النقاد لهم رأي
أخيرا وليس آخرا تقول الناقدة خيرية البشلاوي، لا شك أن أي صورة مقنعة لابد أن تتمتع بقدر كبير من المصداقية في طريقة رسم الشخصيات، تحريكها، ونقل المكان بروحه باعتباره كائن حي، وإذا نظرنا إلى الجامعة وطبيعة الحياة الجامعية وكيف قدمت على الشاشة سنجد أن بعض الأعمال الفنية لم تقترب من الصورة الحقيقية لهذا، حيث قدمت الجامعة فى بعض الأعمال كما كان لعلاقات الإنسانية والعاطفية، ولم يكن هناك اهتمام برصد الجامعة بصورة صحيحة وبالأخص فيما يتعلق بالعلاقة بين الطلاب وبين الطالب والأستاذ وأهمية التفوق والنجاح، وهو بالتأكيد ما كان له دورا سلبيا على بعض شبابنا قبل التحاقهم بالدراسة الجامعية حيث قدمت لهم الحياة داخلها بشكل جعلهم يتصورون شيئا آخر مختلف عن الواقع وهو ما تسبب لهم فى بعض المشكلات من خلال علاقتهم بغيرهم داخل الجامعة بل ونجاحهم فى تحقيق النجاح والتفوق.
ساحة النقاش