بقلم : طاهــر البهــي
تحل الذكرى السابعة والعشرين لرحيل "بليغ عبدالحميد حمدي مرسي" الملحن والمغني العظيم، ابن البلد المولود في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931ـ عاش 61 عاما فقط ـ وكان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة"، أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من العمر، التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي"معهد الموسيقى العربية حاليا"، أجد متعة في الكتابة عن بليغ حمدي الموسيقار الذي أحب وطنه وأعطاها من فنه الكثير جدا وأثرى وجدان المصريين والعرب، وهو أحد فرسان انتصارات أكتوبر 1973؛ الذي اقتحم مبنى الإذاعة المصرية إبان اندلاع شرارة حرب العزة والكرامة وافترش طرقاتها هو والأبنودي قائلين: سوف نغني للجنود حتى يتحقق النصر، وأقاما بالفعل معسكرا داخل الستوديوهات، الأبنودي يكتب وبليغ يلحن، وأنغامه تملأ الدنيا حماسا ووطنية، وكان يعمل ليل نهار مسكونا بحب الوطن، لا نقول بليغ فقط، بل كل الفنانين المصريين الوطنيين احتشدوا للدفاع عن الوطن وإلهاب حماسة الجنود، بداية من عبدالحليم حافظ مرورا بوردة الجزائرية وحتى سعاد حسني، فقد سجلت الإذاعة المصرية عددا من الأغاني الوطنية لمشاركة الشعب فرحتهم وخوفهم على الأبطال في ذلك الوقت، والذي بات مسلما به أن الأغنية المصرية الحديثة قد مرت بثلاث مراحل: الأولى جاءت بعد ثورة يوليو 1952 والثانية بعد هزيمة 1967 والثالثة مرحلة انتصارات أكتوبر عام 1973، والتي امتدت حتى نهاية القرن العشرين، نضيف إليها مرحلة رابعة وهي تلك التي واكبت ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، ولكل مرحلة رموزها ونجومها، واستحق بليغ لقب "أمل مصر في الغناء".
ساحة النقاش