المحلة الكبرى:  بسمة عادل - تصوير: مصطفى سمك

سطرت السيدة صفية أبو العزم ابنة مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية قصة بطولة حقيقية ونموذجا مشرفا بعدما أظهرت المعدن الأصيل للست المصرية وتصدت لكمسري ورئيس قطار المنصورة القاهرة، رافضه المعاملة السيئة والأسلوب غير الآدمي الذي بدر منهما حيال المجند عبدالله محمد عنتر بسبب ثمن التذكرة ورفضت محاولتهما للتنمر عليه.

قصة السيدة » صفية « موقف عفوي قد يحمل خلفه عشرات المواقف التي يمكن أن تكون أقدمت عليها  على  ، دون أن تلتقطها كاميرا، وعكست ردود الفعل الواسعة حجم الانبهار بموقفها » حواء «حرصت على استضافة السيدة صفية فى ضيافتها... فكان هذا الحوار

فى البداية تقول السيدة صفية عن الواقعة: كنت متواجدة فى آخر كرسى بالقطار وسمعت حوارا خلفى حول أن الكمسرى أصر على تسليم المجند والإضرار به، فقررت أن أقف بجانبه لم أفكر فى ثمن التذكرة لكننى قررت دفعها حتى لا يتم تسليم المجند فقد اعتبرته أحد أبنائى، وبعد انتهاء الواقعة قال لى أحد الركاب أن هذا الفيديو الذى قام بتصويره سيصل لرئيس الوزراء وقال لى "إنت ست بـ100 راجل".

تقدير "صفية" للزى العسكرى وما يمثله من رمز لمصر كان أحد دوافعها وراء مؤازرة المجند محمد التى لم تكن تعرف اسمه ولا بلده "أنا عندما شاهدت المشادة بين المجند والكمسرى بالقطار بسبب عدم دفعه ثمن التذكرة، فتدخلت لمنع إنزال المجند من القطار فالزى العسكرى له احترامه وتقديره ولا يمكن إهانته بهذه الصورة، وهذا ما نعلمه لأبنائنا بالمدارس ومختلف مراحل التعليم".

بطولة مجند

لم تكن تعلم السيدة صفية أن إحدى كاميرات الهواتف المحمولة ستسجل موقفها البطولى بل كان غايتها فى ذلك مساعدة المجند وابتغاء مرضات الله "بكت كثيرا عقب الموقف فقد فعلت ذلك لوجه الله، لدي أبناء فى مثل سن ذلك المجند ولا أرضى نهائيا إهانتهم بذلك الشكل".

وتصف سيدة القطار موقف المجند محمد عنتر بالبطولى قائلة: "المجند كان فى قمة الإحراج ورفض دفع تذكرته إلا أنها أصرت على دفع ثمنها وأثبت أنه شخص ذو خلق وأن أفراد المؤسسة العسكرية يحافظون على ضبط النفس دائما في مختلف المواقف، ورغم تهديدات رئيس القطار والكمسرى إلا أنه لم يهتز أو يخاف من أى منهما، وبعد دفعى ثمن التذكرة أصر على إعطائى ما دفعته".

شكر وتكريم

تتابع: هاتفنى وزير الدفاع وشكرنى على الموقف مع المجند وقال إن كل أبناء الشعب المصرى والجيش المصرى أبنائى، وأخبرنى أننى سيتم تكريمى، كما شكرت وزير النقل على تقديمه الاعتذار للمجند وتحويل الكمسري ورئيس القطار للتحقيق، لذا أوجه الشكر لوزير النقل، وأقول لكل مسئول "بدلة العسكرى والمجند والضابط فى الجيش لها قدسيتها، و 22 جنيها لا يتعدوا ثمن كرسى لعسكرى يقدم حياته فداء للوطن".

وعقب انتشار الفيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية انهالت الهدايا والشكر على السيدة الصفية، حيث أهدى لها أحد رجال الأعمال هاتفا ذكيا، بينما أهداها آخر رحلة عمرة، وقدم لها مجندان خاتما من ذهب، كما تم تكريمها من قبل مسئولى مجلس المدينة القاطنة بها، بالإضافة إلى مكالمة هاتفية استقبلتها أثناء تواجد "حواء" معها من قبل د. طارق رحمى، محافظ الغربية الذى قدم لها الشكر والتقدير على ما فعلته في القطار، مؤكداً لها أنها خير مثال يحتذى به وأنها شرف للمحافظة.

سعادة أسرية

أكد محمد أبو صايمة، زوج السيدة صفية عن سعادته بموقف زوجته المشرف، وما قامت به من موقف بطولي في واقعة قطار المنصورة القاهرة، وتصديها للكمسرى ولرئيس القطار بعد تعاملهما بطريقة سيئة مع المجند، لافتا إلى أنه علم بما حدث من زملائه حيث طلبوا منه فتح "فيس بوك" ومشاهدة الفيديو المنتشر عليه والذي تظهر فيه زوجته، مشيرا أنه فور عودته للمنزل شاهد الفيديو وشعر بسعادة بالغة لموقفها، مؤكدا أن ما فعلته زوجته ليس بجديد عليها فهى زوجة وأم مشرفة.

من جانبه أعرب أحمد محمد الصايمة، نجل السيدة صفية أبو العزم بسعادته بموقف والدته ودورها المشرف، ويقول: تفاجأت باتصال من شقيقى يخبرنى فيه بالفيديو الذى يتشاركه رواد فيس بوك والذى يظهر تصرف أمى الذى جعلنى أزداد اعتزازا وافتخارا بها أمام زملائى وأصدقائى، وفور مشاهدتى الفيديو اتصلت بها وقدمت لها الشكر الجزيل على ما قامت به من رد فعل لأم رفضت أن يهان شاب فى مقام أبنائها، وما فعلته والدتى وساما على صدرى.

لقاء بالصدفة

لم يكن يتخيل شادى محمود بلال أحد ركاب القطار الذى استقله من المحلة الكبرى أن الصدفة ستدفعه للجلوس بجوار المجند محمد ليكون شاهد عيان على الواقع بل سببا فى انتشار الفيديو الذى سجلته كاميرا هاتفه، ويقول: "المجند كان راكبا للقطار وجلست بجواره ولم يكن بيننا سابق معرفة، وعندما شاهدت الكمسرى يمر فى القطار سألته عن عدم ارتداء الكمامة فأجابنى "سيبك من الكلام ده"، ثم تحدث إلى المجند بشكل ملفت للانتباه وانصرف لباقى العربات، وفور وصول القطار لطنطا حضر المشرف على القطار للمجند وطلب منه خلع الكمامة وتحدث معه بشكل غير لائق، بل ويحتوى على درجة من درجات التنمر التى لا تليق بمجند يبذل روحه فى القيام بدوره للدفاع عن الوطن، فى تلك اللحظة أخرجت هاتفى وقمت بتسجيل الواقعة التى شاهدها الملايين وعكست تصرف السيدة البطولى، فيما بعد حيث تصدت لهذا التنمر ودافعت عن المجند بكل قوة وبسالة.

المصدر: المحلة الكبرى: بسمة عادل - تصوير: مصطفى سمك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 262 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,688,443

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز