بقلم : د. هالة يســـرى

مع ارتفاع معدلات الانفصال وظهور سلوكيات جديدة على مجتمعنا المصرى مثل "سينجل ماما" أى الأم التى تعول وترعى ابنا أو أكثر بمفردها لكن حالت الظروفوالأوضاع دون استمرار العلاقة بينها وشريكها، وقد يتطور الخلاف بين الزوجين ويتحول إلى شقاق وقد ينتهى بالطلاق, ومن هنا تبدأ المعاناةثم صراع تزداد حدته مع الوقت خاصة حال زواج أحد الطرفين، وتبدأ سلسلةمن الأحداث غيرالإنسانية وغير الأخلاقية بعناصر جديدة لا حول لها ولا قوة ألاوهم الأبناء، وهنا ينتقل الصراع من بين طرفين إلى صراع متعددالأطراف، فيزج بالأبناء رغما عنهم ويصبح وجودهم بين المطرقة والسندان أو بمعنى أصحبين شقى الرحى، وتبدأ مراحل أكثر من المعاناة تأخذ أشكالا مختلفة من الإهمال والضغوطالمادية وأكثرها إيلاما الضغوط النفسية والتى تدمر الأطفال ووالدتهم نفسيا ووجدانيا وجسديا، هذا بجانب العنف المجتمعى الموجه ضد المرأة المطلقة وأبنائها وليس الرجل.

إن مفهوم الزواج والرباط المقدس لا يزال غائبا عن كثير من المتزوجين حديثا وغير المتزوجينأيضا، وما أن يحدث الشقاق والخلاف واستحالة العشرةيقع الطلاق، فإن مفهوم الطلاقغائب أيضا لماذا شرعه الله كما شرع الزواج وما آدابه؟ ولماذا يقعوما يجب على كلاالطرفين فعله لكى نحافظ على الأم والأبناء أسوياء صحيا ونفسيا؟

ومع بداية الدورة البرلمانية الجديدة تحتاج منا الأسرة المصرية إلى مزيد من الاهتمام من خلالتشريع ملزم للخضوع فى دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج للتعريف بقيمة الزواج وأهميته وقدسيتهومسئولياته, وكذلك حال استحالة العشرة بينهم وأصول الانفصال ودواعيهوعواقبه المحتملة على كافة الأطراف وكذا آدابه وأصوله.

نعم كانت هناك مبادرات مقدرة من جهات مختلفة مثل دار الإفتاء والكنيسة والمجلس القومى للمرأة ومجلة حواء وبعض مؤسسات المجتمع المدنى لكن تحتاج هذه الجهود أن تجمع وتمنهج وأن تصاغ بها قوانين ملزمة تحمى الأسرة من الجهل والنزعات الذكورية غير الدينية والأخلاقية.