بقلم : طاهـر البهـي

عندما أقدم الفنان الكبير محمد صبحي على فعل شيء لإسعاد زملائه الفنانين، الذين عملوا معه في أعماله الفنية، ورأى صبحي وهو أحد فرسان المسرح والدراما التليفزيونية في مصر، أن يمنح المكرمين تمثالا صنعه له واحدا من أعظم مثالي مصر الفنان جمال السجيني ناحت تماثيل أم كلثوم وطه حسين والعقاد، أطلقت على تمثال صبحي نميمة التواصل الاجتماعي اسم "أونكل زيزو" على اسم الشخصية السينمائية التي لعبها، قامت الدنيا ولم تقعد على المبادرة وصاحبها بدعوى أنه فنان نرجسي، يحب نفسه، مختال بنجوميته، ولم يتذكر أحد أن تمثال الأوسكار الشهير الذي يمنح لنجوم هوليوود جاء اسمه من عم سكرتيرة مصممه التي صاحت عندما رأت تصميم الجائزة "إنه يشبه عمي أوسكار"؛ فحصلت الجائزة على هذا الاسم ولم يرفضها أحد، وكأن صبحي الذي كرم 267 فنانا بجهد شخصي، بعضهم كان هذا هو التكريم الوحيد له في حياته ـ أو بعد مماته ـ الذي سوف يترك ذكرى لأبنائه، كأنه يجب عليه أن يصنع تماثيل لكل فنان مكرم! وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل حول "من يكرم الفنان"، من يقول لصغار الفنانين: "أحسنت"، من يقول له "شكرا"، لقد أسعدتنا، وما هي الجهة التي تتصدى لذلك، بعيدا عن تكريم صبحي لزملائه الذي أزعج أبواق التواصل الاجتماعي، البعض يرى أن أفضل طرق التكريم ألا نذكر الفنان بسوء، ألا نجرح مشاعر أسرته عن طريق الشائعات والأكاذيب والافتراءات، أن نتكلم عن فنه ونترك حياته الخاصة، فمعجبي أي فنان أحبوه بسبب فنه، بأعماله التي نحمد الله أنها باقية وشاهدة على عظمة الفن المصري خاصة في حقبته الاستثنائية التي تعود بقوة هذه الأيام، حافظوا على تراثه، احترموا سيرته، أهم بكثير من إقامة سرادقات التكريم والنعيق! إن كل عاشق للفن الأصيل يستطيع أن يكرم أسرة فنان راحل؛ بعدم ترديد الشائعات التي تهدف إلى تدمير الإبداع المصري.

المصدر: بقلم : طاهـر البهـي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 372 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,074

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز