كتبت : أميمة أحمد

تشغل المرأة وقضايا الأسرة مرتبة متقدمة للغاية ضمن اهتمامات السينما المصرية، فالمرأة تشكل نصف المجتمع؛ ودورها يماثل دور الرجل تماما في بناء الوطن والنهوض به ومساندته والمساهمة في تطوره، لذلك لم يكن غريبا أن تتلامس خطوط السينما مع قضايا المرأة الشائكة؛ حيث كانت هناك أفلام تبرز دور المرأة وتساعدها في نيل حقوقها وحثها على المطالبة بها.. من هنا رأت "حواء" أن تقدم هذا التحقيق لاستعراض أفضل الأفلام التي ناقشت قضايا المرأة وتسببت في تغيير القوانين لصالح المرأة المصرية والمجتمع..

كانت السينما سباقة بقصصها التي تناولت قضايا المرأة، فكان اهتمام السينما بالقضايا التي تهم المرأة أمرا مهما جدا ومبكرا جدا، فعندما نتذكر أن أفلاما كانت هي السبب في حل مشاكل ضخمة للمرأة المصرية، حيث نجد فيلما مثل "أريد حلا" لسيدة الشاشة المصرية فاتن حمامة، عن قصة حسن شاه، يدور حول قصة "درية" المتزوجة من رجل صعب الطباع لتجد بعد وقت استحالة الحياة بينهما، ليشعر هو أن الأمر يمس كرامته ويرفض الطلاق وأصبح يعنفها أكثر مما جعلها تلجأ للمحكمة الشرعية من أجل رفع دعوى طلاق، لتفاجأ بالمشاكل من كل اتجاه من ناحية أنها أول امرأة تقوم برفع دعوى طلاق فكان القلق والخجل يحيط بها، ومشاكل أخرى تحيط بزوجها الذي كان يلجأ للحيل مما أدى إلي رفض دعوى الطلاق وإجبارها للعيش في بيت الطاعة، ولكنها استجمعت شجاعتها من أجل نيل حياة كريمة والتغلب على عادات المجتمع وظلت تناضل من أجل حريتها إلى أن استردتها وتم الطلاق، وقد أحدث هذا الفيلم ضجة كبيرة حين عرضه وأثار غضب الرأي العام مما أدى إلى تغيير قانون بيت الطاعة الزوجية وأعطى للمرأة الحق في الطلاق من الرجل إذا لم تكن تحيا حياة كريمة.

هناك فيلم آخر حمل عنوان "الأستاذة فاطمة" للفنانين فاتن حمامة وكمال الشناوي، فهي كانت تعمل بمهنة المحاماة هي وخطيبها الذي كان يقلل من شأنها ويحاول بشتى الطرق إفشالها؛ فهو الذي لم يؤمن قط بعمل المرأة وعدم قدرتها على النجاح لتحاول هي جاهدة أن تكون ناجحة وموفقة في عملها، ثم يحدث أن يتهم خطيبها بقضية قتل، لتترافع هي بدورها عنه وتنقذه من المشنقة، يعد هذا الفيلم مشجعا للمرأة على العمل وعزز ثقتها بنفسها وصحح وجهة نظر المجتمع تجاه عمل المرأة.

تحيز الرجل

يأتي فيلم "أنا حرة" للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس والبطولة للفنانة لبنى عبدالعزيز، بين الأفلام المهمة لنصرة قضية حرية المرأة واستقلالها عن تحكم بعض الرجال الذكوريين، ليتغلب على عادات وتقاليد المجتمع التي كانت تنظر للمرأة على أنها كائن لا يحق له التعليم أو العمل أو حتى اختيار الزوج، حيث نجد "أمينة" التي تعيش مع عمتها في حي شعبي، وتشعر أمينة أنها محاطة بمجتمع ذكوري يرفض أن يعطي للمرأة أبسط حقوقها كالتعليم فتتمرد هي بدورها على هذه التقاليد لتلتحق بالجامعة وتعمل وتظل تبحث طوال الفيلم عن معنى الحرية حتى تجد أنها تستطيع أن تحققها، نجح الفيلم في تغيير بعض المفاهيم عن للمرأة.

حق العمل

في إطار كوميدي جاءت أحداث فيلم "للرجال فقط" بطولة سعاد حسني ونادية لطفي" فنجد نادية لطفي صاحبة الطموح الكبير والتي تعمل في إحدى شركات التنقيب عن البترول ولكنها غير راضية عن عملها في المقر الإداري؛ فهي تريد أن تذهب للصحراء حيث العمل الميداني لتلقى الرفض من جميع الجهات المسئولة لاقتناعهم أنه عمل يخص الرجال فقط، فاضطرت هي وزميلتها "سعاد حسني" للتنكر في زي رجال، تدور الأحداث في إطار كوميدي رومانسي بينهما وزميليهما في العمل، وقد نادى الفيلم بالمساواة بين الرجل والمرأة في العمل.

قضية التحرش

على الرغم من أن التحرش بالسيدات لم يصل إلى حد الظاهرة في مصر، إلا أن الكاتب والمخرج محمد دياب عالج القضية في فيلمه 678 وهو رقم خط أوتوبيس عام جرت فيه الأحداث، وقامت بالبطولة: بشرى، نيللي كريم، ناهد السباعي، سوسن بدر، ماجد الكدواني وباسم سمرة.

رأي النقاد

تعليقا على ما سبق تتحدث الدكتورة درية شرف الدين الناقدة السينمائية، ووزيرة الإعلام الأسبق عن دور السينما المصرية في الدفاع عن قضايا المرأة وتغيير القوانين، فترى أن هذا هو الدور الرئيسي الذي ينبغي أن يقوم به الفن، فهو في الأساس دوره بث الوعي في كل القضايا سواء قضايا المرأة أو الرجل أو الطفل مع مراعاة وجوده في قالب فني متميز لا تتغلب فيه القضية عن فنون السينما أو العكس، لأنها من المؤكد أنها العامل الأول في زيادة وعي الإنسان وتقوم بتقريب الموضوع لعموم الناس، واستطردت بقولها: السينما المصرية حاليا في حالة ركود ولا تقوم بدورها كسابق عهدها إلا فيما ندر، والكثير من الأفلام تهمش دور المرأة دون وعي، وقد يكون مسيئا لها في بعض الأحيان، وأنا أدعو صناع السينما بزيادة الوعي بقضايا المرأة، مثل ما حدث في فيلم"عفوا أيها القانون" على سبيل المثال فالرجل والمرأة كل منهما إنسان له حقوق وعليه واجبات ومع تطور المجتمعات اقتربت حقوق المرأة والرجل، فأعتقد أنه آن الأون لأن تلعب السينما والتليفزيون دورا في هذا الإطار.

زيادة الاهتمام

من جانبها أوضحت الناقدة خيرية بشلاوي: أن السينما المصرية كانت سباقة في مناقشة قضايا المرأة، أما في الوقت الحالي فترى أن السينما تعد متراجعة إلى حد ما عن آداء هذا الدور، وتقول: ألاحظ حاليا أن السينما تختزل دور المرأة في أدوار محدودة ولا تبرز دورها فى بناء الوطن سواء داخل المنزل أو خارجه، ونفس الأمر ينطبق على تناول كافة قضايا ومشكلات المرأة سواء الاجتماعية أو غيرها فى حين أننا نعيش العديد من المكتسبات للمرأة المصرية ولا بد أن يدرك صناع الفن هذا الأمر وبالتالى يخصصون مساحة أكبر للمرأة وبصورة تتناسب مع دورها ومكتسباتها فى الوقت الراهن .

المصدر: كتبت : أميمة أحمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 594 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,705

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز