كتبت : سكينة السادات

 

يقول المثل الأعلى المصرى.. الضرب فى الميت حرام بمعنى أنه لا يصح أن ينتهز المرء ضعف الآخر حتى ولو كان غريمه فينقم منه وهو فى أسوأ حالاته، لكن يصح أن تجابهه بقوة فكرية عنها يكون مستعدا للدفاع عن نفسه.

  تقول قارئتى إنعام حسنى (42 سنة) أنها عاشت فى ذل وإهانة (وبهدلة) وبخل 12 سنة هى عمر حياتها الزوجية، وكان زوجها دائماً القوى الجبار الذى يتعمد إهانتها والتكيل بها حتى أمام أطفالها! والآن هو فى أضعف حالاته بل هو لا يستطيع أن يسقى نفسه كوب ماء إلا بمساعدتها ولا يستطيع أن ينهض من فراشه أو يذهب إلى دورة المياه دون مساعدتها فهل تنتقم منه وتثأر لنفسها على إهاناته لها خلال ١٢ سنة؟ هل تتركه لمرضه وضعفه وفقره وتمضى إلى حال سبيلها لأنه لا يستحق أن تضيع باقى حياتها معه؟ أن تستمر فى رعايتها له من أجل أولادها وتحمل سخافاته حتى وهو مريض ومحتاج إليها بدون كلمة شكر أو نظرة امتنان على ألا تنتظر جزاء ولا شكورا وثوابها ومجهودها عند الله سبحانه وتعالى؟

قالت لى قارئتى السيدة إنعام (42 سنة): سوف أحكى لك حكايتى منذ البداية حتى تكوني فى الصورة على حقيقتها وبينى وبين كل من سأحكى لك عند ربنا سبحانه وتعالى بمعنى أننى سوف أقول الصدق ولو على نفسى!

قالت أنا كبرى أولاد ضابط كبير بالجيش، وأم ربة بيت محترمة، ولى من الأشقاء والشقيقات ثلاثة وأنا الابنة (البكرية) أى الأولى لأمى وأبى، وهم ولدان جاءا بعد مولد أخت صغيرة ما زالت تدرس هى بالجامعة، ولن أقول لك أننا كنا نعيش فى بحبوبة بل إننا كنا نعيش بالكاد ولولا حسن تدبير أمى لما وصلت إلى الجامعة وكذلك إخوتى جميعا، وسوف لا أنكر أننى من ناحية الجمال لا أحصل إلا على درجة مقبولة أننى لست جميلة ولست قبيحة فأنا مثلا خمرية اللون ملامحى عادية وشعرى أسود ومتوسطة القامة أميل إلى النحافة لكننى أختار ملابسى بدقة وأضع حجابا بسيطا يخفى شعرى ورقبتى أى أنه ليس إسدالا ولا خمارا فهو إيشارب حريرى خفيف.

واستطردت قارئتى إنعام.. عشت فى بيت يحكمه والدى بالحزم والدقة والأصول ولا أقول إنه كان جائرا فى أحكامه لكنه كان دقيقا وحازما فى الحق فنشأت على قول الحق والتصرف الصحيح.

كانت حياتنا جدا فى جد ونادرا ما كنت أرى أو أسمع شيئا من (الهزار) وكأننا فى معسكر جيش ما عليه إلا أن ينفذ الأوامر الصادرة من قائده! وظل الحال على ما هو عليه حتى تخرجت فى الجامعة والتحقت بالعمل فى إحدى الشركات الكبرى ولم يكن حتى ذلك الحين قد دخل حياتى أى شاب لأن تلك الأمور غير مسموح بها، والغريب أنه لم يتقدم لخطبتى سوى شاب من جيراننا حاصل على مؤهل متوسط وبالطبع تم رفضه حتى قبل أن يتقدم لخطبتى رسميا!  ومرت الأيام بل السنوات ودخلت فى سن الثلاثة والعشرين والتاسعة والعشرين وكانت أمى حزينة لعدم زواجى حتى هذه السن المتأخرة من وجهة نظرها.

وأخيراً تقدم لخطبتى قريب لأبى يكبرنى بقرابة 14 عاما وله تجربة زواج سابقة فشلت ولم ينجب أولادا من تلك الزيجة، ولما سألناه عن سبب عدم الإنجاب أبرز لنا إقرارات من مختلف الأطباء تفيد بأنه صالح للإنجاب، ولما كان هو العريس الوحيد الذى تقدم بعد عدة سنوات وكانت أمى ترتعب من كلمة عانس، وكانت حالته المالية ميسرة فهو يمتلك سوبر ماركت ناجحا فضلا عن أنه خريج كلية التجارة وبناء عليه لم يكن هناك اختيار لأنه من وجهة نظـر أمى وأبى الفرصة الأخيرة، وكنت فى التاسعة والعشرين من عمرى، وأيضاً خائفة من كلمة عانس، فوافقت ولم نجد صعوبة فى تأثيث منزل الزوجية فقد كان جاهزا بالفعل وتزوجنا ومنذ أول يوم لزواجنا فوجئت لما لم يكن فى الحسبان والأسبوع القادم اكمل لك الحكاية!

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 961 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,804,876

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز