إشراف : إيمان عبدالرحمن - سمر عيد-  نهى عبدالعزيز - هدى إسماعيل - أمانى ربيع

سجل المشاهير ذكرياتهم في سيرهم ودونوا حبهم وتفضيلاتهم لكل شيء، بينما كانت الصور خاصة للفنانين ذكرى لا تنسى، وعن الصيف ولياليه بحثنا عن قصص المشاهير وذكرياتهم معه، حتى نتعرف على مشاعرهم خلاله وبخاصة مع حراراته وزحامه.. حتى الأماكن التي فضلوا قضاء الصيف فيها.. فكانت هذه الحكايات والمغامرات.

 

عرف الأديب العالمي نجيب محفوظ بحبه الشديد للشتاء، وكان يفضل الكتابة في الشتاء، وفي مذكرات أديب نوبل التي كتبها رجاء النقاش قال: إنه يشعر بنشاط بدني كبير فى الشتاء، فكان يخرج من منزله فى حدود السادسة صباحًا يمشى على النيل حتى مقهى علي بابا بميدان التحرير، يتناول القهوة ويقرأ الصحف، حيث تزول لسعة البرد الأولى بمجرد أن يبدأ فى المشي ويشعر بالدفء في كل أوصاله فور وصوله للمقهى، لكنه أصيب بحساسية في الجلد والعين تعاوده في الربيع والصيف فتمنعه من العمل، لكنه اعتبرها مساحة من الراحة تمنحه لحظات تأمل يستفاد بها في الكتابة، فعندما  يحل الصيف يمتنع عن الكتابة تمامًا ويسافر إلى الإسكندرية".

 

عكاشة.. عاشق الإسكندرية

صرح السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة في أكثر من لقاء تلفزيوني أنه لا يكتب إلا في الإسكندرية ويسافر صيفا هناك، وقد أنجز العديد من روائعه على بحر الإسكندرية في فصل الصيف.

كما كان لفناني الزمن الجميل حكايات مع الصيف ولهم أماكنهم المفضلة، فكوكب الشرق أم كلثوم كانت تعشق رأس البر، وكانت تتخذ منها ملتقى لكبار الشخصيات، وكانت مريم فخر الدين وفريد شوقي من عشاق الإسكندرية، بينما كانت ماجدة وليلى مراد يفضلان مرسى مطروح وبالأخص شاطئ الغرام، أما الراحل د. أحمد خالد توفيق فلم يكن من عشاق الصيف أو المصايف حيث كتب عن الإسكندرية في الصيف قائلا: كان أبي يرحمه الله يحمل للاصطياف ألف هم، ويبدو أنني ورثت عنه هذا الاعتقاد حتى لو نحينا الأسباب الاقتصادية جانبًا.. إن الاصطياف عبء نفسي ومعنوي وجسدي لا يمكن تحمله، لم أذهب إلى الإسكندرية هذا الصيف، لكن بعض أعمالي أرغمتني على أن أكون هناك في شهر يوليو، فمشيت وسط زحام مروع.. الرطوبة عالية جدًا.. حرارة الأنفاس تذيب نسيج ثيابي الصناعي.. لا توجد نسمة هواء.. لا يوجد موطئ قدم، حتى إنني جرؤت على أن أقارن هذا المشهد بميدان رمسيس ساعة الذروة، وكانت المقارنة يا للعجب في صالح ميدان رمسيس.. إسكندرية حارة جدًا.. حقيقة غريبة لكنها حقيقة.

 

فرصة للتزاور

الكاتبة الروائية دينا أبو حلوة لا تحب الصيف كثيرا لكنها تحب الأنشطة من سفر وخروج مع الأصدقاء والأهل وهو أكثر ما تحبه فيه، ولها ذكريات كثيرة مع فصل الصيف وتقول: إنه يذكرها بالامتحانات، لكن اكثر ما يلطف أيامه الحارة هو اللقاءات العائلية التي تضيف جوا من الدفء، ففي الصيف دائما ما تتقابل أفراد العائلة ويتزاورون، وعن ذكريات طفولتها عن المصيف فتقول :" كنا قليلي السفر ونحن أطفال ولكن لازلت أذكر مصيف رأس البر فمهما كان الصيف حارا ولكن ذكرياتنا الجميلة هي ما تلطف الأجواء عندما نتذكرها.

وتحكى الإعلامية نيفين منصور لحواء عن أكثر ذكرياتها مع فصل الصيف فتقول: أكثر ذكريات الصيف والتى أصفها بالمغامرة كانت سفرى إلى سانت كاترين وشرم الشيخ وجبل الطور، فالإجازات كانت دائما حلما صعب تحقيقه نظرا لظروف عمل الزوج وصعوبة الإجازات، فكان السفر نادرا ولم يكن في استطاعتي أن أخطط للصيف، وبعد معجزة حصل على إجازة ثلاثة أيام، وكان المخطط الذهاب لشرم الشيح ونحن في الطريق قررت الذهاب إلى مدينة الطور، وأردت الذهاب إلى سانت كاترين فوافق، وعندما وصلنا للمدينة بحثنا على فندق وهناك أوصوا بالصعود إلى جبل موسى، ومتابعة الشروق أو الغروب من قمة الجبل، وقررنا أن نذهب ليلا لمتابعة الشروق ثم نذهب للدير ونتابع جولتنا لشرم الشيخ، وسألنا عن تفاصيل الصعود ولم يكن لدينا أي خلفية عنه ولا طبيعته ولا أدواته، ولكن ما حدث أن وصلنا مدخل الجبل والأمن أعلمنا بالتفاصيل، وكان يوجد سواح ومرشدون سياحيون طلبوا منا كشاف وكان متواجدا معنا في السيارة، والأمن وصى مجموعة سواح معهم مرشدين لننضم معهم حتى لا نتوه، ووافق المرشد، واكتشفنا الفرق فالمجموعة كبار السن ولكن لديهم سرعة في الحركة لم نستطع اللحاق بهم، واختفوا من أمامنا، كانت مفاجأة وكان موقفا صعبا جدا، وكان متاح تأجير جمال للصعود بها، وقررنا ذلك، وكانت ليلة غير قمرية على ظهر جمل في الظلام، ورفض العراب صاحب الجمل إضاءة الكشاف لأن الجمل لا يري في النور، كنت أشعر بالرعب ليس لدينا أي إثبات شخصية أو  متعلقات، حالة من الذعر، حتى مرحلة معينة ولا يصعد الجمل، ونزلنا في الظلام وأكملنا على الأقدام حتى القمة ووجدنا أجانب كثيرين وحضرنا الشروق، وعند النزول وجدناه أشق من الصعود وهي مغامرة لا تنسى ودائما ذكرياتها معي.

 

مصايف زمان

تقول المذيعة رانيا محمود عن الصيف وذكرياته: بالنسبة لي الصيف يعني إسكندرية، فمنذ طفولتي وأنا مرتبطة بها وبذكرياتها التي لا تنسى، البحر، والحنين والأمهات وذكريات العائلة، والمصيف هنا لا يختص بالبحر فقط بل بتجمع العائلة، سمر وسهر وفسح وتجمعات للوجبات الغذائية، العائلة الكبيرة وليس الأسرة فقط، وما زالت محفورة في ذاكرتنا حتى الآن، المسارح والسينمات في الصيف، إسكندرية قبلة الفنانين وتقديم المسارح لذلك فهي محفورة في قلبي.

أما د. نادية جمال الدين، خبيرة التنمية البشرية فترى أن المصايف لم تعد بنفس البهجة ولا الفرحة أو الشوق، وتتذكر الأيام الخوالى عندما كانت تحرص أسرتها على السفر إلى الإسكندرية كل عام والاستمتاع بالجو والبحر والتسوق.

المصدر: إشراف : إيمان عبدالرحمن - سمر عيد- نهى عبدالعزيز - هدى إسماعيل - أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 463 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,693,989

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز