إشراف : منار السيد - إيمان الدربى - إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - أسماء صقر
تسعى الدولة بجهد كبير نحو تطور التعليم الجامعي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة والمنظومة التكنولوجية المتطورة، لذا تم افتتاح كلية النانو تكنولوجى لتصبح أول كلية من نوعها بمصر وبالشرق الأوسط، والتى تولت رئاستها د. هدي أبوشادي مايؤكد على ثقة وإيمان القيادة السياسية بقدرات المرأة على النجاح في أصعب المناصب والمجالات.
"حواء"التقت د. هدى أبو شادي، عميدة كلية النانو تكنولوجي لتحدثنا عن منصبها الجديد وعن تخصص الكلية.
بداية..حدثينا عن بداية عملك الجامعي ونجاحك مرورا بمنصب وكيل الكليةووصولا إلى منصب العميدة؟
بداية التحقت للدراسة بكلية العلوم عن اقتناع بالرغم من أنه كان لدي فرص أفضل في كليات علمية أخرى ولكنني اخترت كلية العلوم وذلك لحبي ورغبتي في دراسة الفيزياء النووية، وعلى مدار سنوات الدراسة الأربع تفوقت وحصلت على منحة التفوق، وبدأت في التدريس ثم حصلت على العديد من الترقيات في مجال الفيزياء النووية والإشعاعية، وأهلني ذلك للتفكير فيإجراء جسور من التواصل بين الدراسات النووية والإشعاعية والمواد المستخدمة في ذلك،ومن هنا بدأت أعرف ماهو "النانو"ليتطور الأمر فيما بعد حينما كان يقتصر معرفتنا به عندنا مركز صغير في جامعة القاهرة يسمى "مركز النانو تكنولوجي"، وعندما تولى الدكتور محمد عثمان الخشت رئاسة الجامعة اهتم به وأصدر توجيهاته لتطويره والاهتمام به لأنه كان لديه رؤية كبيرة أن هذا المركز سنحصل من خلاله على نتائج علمية مميزة من خلال هذا التخصص، ومن هنا اختارنيلإدارته كوكيلة للكلية وأعطاني مسئولية تطوير المعامل وإعداداللوائح والمقررات، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات تم وضع اللائحة النهائية وتم الاتفاق على التشكيل النهائي للإدارة والذي وجدنا ضرورة ليكون هناك جزء كبير للعمل الإلكترونيلمواكبة التغييرات التي نمر بها واستمريت في منصب الوكيللمدة عامين، وبعد الافتتاح الرسمي بعد التطوير تم تعييني عميدةلكلية النانو تكنولوجي.
وهل تختلف طبيعة العمل من منصب وكيل إلىمنصب عميد خاصة في كلية ذات تخصص نادر "نانو تكنولوجي"؟
أعتقد أن الأمر لن يختلف كثيرا من منصب وكيل لعميد ولن يكون هناك تعب جديد أو مسئوليات جديدة تضاف إلى عاتقي ، وهذا لأنني اعتادت على أجواء العمل وطبيعته، حيث إن المشرف العام على الكلية كان قد أعطاني فرصة وأولاني جزءا كبيرامن اختصاصات العميد من قبل،وكنت أشاركه في الإدارة وكان يمنحني حرية اتخاذ القرارات مادامت في إطار المناقشة والصالح العام وهذا منحني خبرة كبيرة في العمل والإدارة، بالإضافةإلى أنني أحب العمل الإداري وأشعر أنني بنيت هذا المكان،بالإضافةإلى حبي للتعامل المباشر مع الطلاب والابتكار معهم وعمل أشياء جديدة ليكون هناك تفاعل مستمر بيني وبين الطلبة.
الجيل الرابع
وما طبيعة الدراسة في كلية"نانو تكنولوجي" والتخصص الذي يؤهله لسوق العمل؟
طبيعة الدراسة في كلية النانو تكنولوجي هي دراسة بعد الجامعية والتي تشمل الدراسات العليا،حيث إنهيمكن لأي خريج حاصل على مؤهل ذات تخصص علمي مثل "هندسة، صيدلة، طب أسنان، علوم، زراعة وغيرها من التخصصات العلمية أوعلى درجة معادلة لها (من قبل المجلس الأعلى للجامعات) من أحد المعاهد أو الكليات العلمية المعترف بهايستطيع أن يتقدم للدراسة للحصول على درجة الماجستير، حيث إننا لدينا ثلاثة تخصصاتمهمة ودقيقة بالإضافةإلى أننا ننفرد بأننا لدينا إمكانية الحصول على دبلومةحفظ و ترميم الآثار وذلك لخريجي كلية الهندسة قسم العمارة، كما أن الدراسة في كلية النانو تكنولوجي قصيرة، حيث إن الطالب لايحتاج سوى عام للدراسة وعام آخر لتحضير رسالة، كما أن لدينا برامجا حديثة ومتطورة تتناسب مع المهارات الحديثة في التعليم، فنستطيع أن نؤكد أن كلية النانو تكنولوجي تعتبر الخطوة الأولى لدخول جامعة القاهرة عصر جامعات الجيل الرابع، ومواكبة متطلبات العصر، وصنع مستقبل جديد للتعليم في مصر.
الثورة الصناعية الرابعة
وماهي الخطة الدراسية التي وضعتها للعام الجامعي الجديد؟
أريد أن أنشئ وحدات تصنيع ووحدات إدراة مشروعات لأن الكلية تساهم من خلال برامجها الأكاديمية والمعامل الطلابية في تشكيل مستقبل الصناعات المعتمدة على مواد النانو في مصر، اكتشاف مواد وتطبيقات جديدة في أسواق الصناعات المختلفة بما يساهم في تحقيق التنمية الصناعية طبقًا لعصر الثورة الصناعية الرابعة، لذلك يجب أن يعرف الطالب قيمة مايدرسه ويجب أن نتيح له فرصة في تحويل هذه الدراسة والبرامج الأكاديمية إلى منتج برؤية العين، كما أنه يجب أن نوسع نطاق التفكير وأسلوب التطوير فيجب أن نخرج من إطار الميزانية ونطور من أنفسنا ونكون مستقلين ونحافظ على مركز وأهمية الكلية فهي الأولى في مصر والشرق الأوسط، كما أنني لدي اهتمام بالمظهر الجمالي للكلية والجانب الإنساني فيجب أن يشعر الطالب بجو مناسب ومهيأ للدراسة وأن البيئة المحيطة به تشجعه على الاجتهاد والإنتاج والنجاح،فأنا حريصة أن تكون الكلية تضاهي الكليات الأوروبية والعالمية.
هل المقرر هذا العام سيكون إلكترونيا وسيتم الاستغناء عن الكتاب الجامعي مثل بعض الجامعات؟
بالطبع تستهدف الكلية التوسع في مجالات تطبيقات النانو تكنولوجي وتعظيم علاقة الجامعة مع الصناعة والتكنولوجيا تماشيا مع رؤية مصر 2030، والمساهمة في تشكيل مستقبل الصناعات المعتمدة على مواد النانو في مصر من خلال إعداد نخبة من الباحثين الرواد القادرين على التعلم والابتكار واكتشاف مواد وتطبيقات جديدة في أسواق الصناعات المختلفة، وبالنسبة للدراسة ستكون ما بين الأونلاين حسب الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا والحضور للدراسة بالمعامل.
مكتسبات المرأة
المرأة تعيش عصرها الذهبي منذ تولي سيادة الرئيس لمقاليد الحكم ومنصب سيادتكم هو أكبر دليل على تمكين المرأة في الوظائف الإدارية؟
بالطبع هناك مكتسبات كبيرة للمرأة حصلت عليها منذ تولي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكمفي كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومجال الوظائف الإدارية، وأثبتت المرأة قدرتها على العمل وتحمل المسئولية والنجاح في كل منصب إداري ووظيفي تولته، كما أننا لايجب أن ننكر المكتسب الجديد للمرأة في النيابات ومجلس الدولة، وبالرغم من هذه المكتسبات ما زلنا نطمح في المزيد، فكم نتمنى أن يكون لديناسيدة رئيسة لجامعة الحكومية، فعلى مدار 100 عام لم يتول هذا المنصب سوى سيدتين فقط، لذلك نحتاج أن نرى المزيد في هذه المنصب خاصة أن المرأة تشكل نسبة 50% من أعضاء هيئة التدريس على الأقل ومنهن من يصلحن لرئيسات الجامعات، ونحن نثق أن الفترة القادمة سنشهد المزيد من التمكين في المناصب الإدارية وذلك لاهتمام الرئيس بتمكين المرأة، وكلنا شاهدنا أن المرأة في كل المناصب كانت على قدر كبير من المسئولية لذلك تمكينها كان عن جدارة.
دعم الوطن
كيف تستطيعين من خلال منصبك تشجيع الطلبة والطالبات على النجاح والتمكين والقيادة ودعم الوطن؟
حريصة دائما على دعم طلابي خاصة الطالبات وأن أشجعهم على العمل والقيادة والنجاح من خلال إعطائهم ثقة وقوة كبيرة وتعامل مباشرفي سوق العمل، وحاليا جميع طلابي في مراكز مرموقة علميا وأخلاقيا لتميزهم بالوعي والأمانة في عملهم، فكم فخورة بأن دعمت طلابي وأبنائي ليكونوا متفانين في عملهم ليكون كل منهم شخصا قائدا قادرا على دعم وطنه.
ماذا عن دور أسرتك في عملك في مسيرة العمل والنجاح؟
أهدي نجاحي لابني وزوجي اللذينتحملاالكثير بسبب طبيعة عملي، وكنت أحاول دائما بأن أكون متوازنة بين عملي وأسرتي، ولا أنكر أن زوجي تبرع بالكثير من وقته ليساندني ويدعمني وتحمل الكثير من أجل نجاحي العلمي، ودائما كان فخورا بأي إنجاز علمي فأتذكر عند إنشاء بنك المعرفة دعمني معنويا أشاد بهذا الإنجاز العلمي الكبير، فالدعم المعنوي مهم يحثنا على الاستمرار والنجاح لذلك فعائلتي المكونة من ابني وزوجي وأخي وأبنائه وعائلتي جميعا لهم فضل كبيرر فيما وصلت إليه، وأريد أن أؤكد أن الشخص الناجح في عمله يجب أن يكون ناجح في بيته ويحافظ على العلاقات المتوازنة داخل أسرته.
ساحة النقاش