بقلم : إقبال بركة
من أهم وسائل مقاومة وباء كوفيد 19 ، أو كورونا، وأي وباء، التعاون والتكافل بين كل الناس في مواجهته، أن نعتبر البشر جميعا جيشا واحدا في حرب ضد عدو واحد لا يمكن تجاهله، هذا ما تعلمناه من كورونا الذى لم يرحم أي شعب من اعتدائه حتى الشعوب القليلة التى لم يصبها حتى اليوم عليها أن تستعد لغزوه بلادها فى أى لحظة، فلا مفر من مواجهته عاجلا أم آجلا.
وقد أعجبنى ما فعلته ممرضة إنجليزية في أحد مستشفيات العزل بلندن، لقد طلبت الممرضة على حسابها في إحدي مواقع التواصل من المتابعين لها، أن يتبرعوا للمرضى بهواتف محمولة )موبايلات(، وأجهزة آى باد لكي يتواصلوا مع أسرهم أثناء احتجازهم فى الحجر الصحى، هؤلاء المرضى، خاصة الذين تسوء حالتهم ممنوع زيارتهم، وقد يفارقون الحياة دون رؤية ذويهم أو وداعهم، ومن بينهم أبناء وأزواج، وأمهات.. إلخ، وكانت المفاجأة استجابة الكثيرين لندائها، وتلقت الممرضة الشهمة عشرات الأجهزة التى قامت على الفور بتوزيعها على الحالات الصعبة، وبالطبع كان لاتصال المريض بأهله تأثيرا كبيرا، بل أن بعض المصابين تحسنت حالتهم، وقد انتشرت مبادرة تلك الممرضة الذكية فى مستشفيات أخرى وكبرت، فتلقت تبرعات بالشاى والقهوة والبسكويت والحلويات، ومعجون وفرش الأسنان ومعقم لليدين.. إلخ بل أنها تلقت أيضا تبرعات مالية لبعض أفراد الأطقم الطبية، لأن الناس يشعرون بالعرفان لملائكة الرحمة، طبيبات وأطباء وممرضات وممرضين وإداريين، الذين تفرغوا تماما لواجباتهم في الحجر الصحى، تاركين أعمالهم الخاصة وأبناءهم وربما أزواج وآباء وأمهات كانوا في حاجة لرعايتهم، هذه المبادرة الرائعة تدل على أن الخير لازال يسكن قلوب الناس وأنه لن ينتهى أبدا مهما صعبت ظروف الحياة، نحن جميعا مطالبون بهذه النظرة الإنسانية، فالوباء قد يدق أبوابنا في أي لحظة، إنه عدو يتربص بنا جميعا ولا يفرق بين غنى وفقير أو متعلم وجاهل وليس له جنسية محددة، ولنتذكر أن في مصر ضحى الكثير من أفراد الأطقم الطبية بحياتهم في سبيل إنقاذ من لا يعرفونهم، وفقط تنفيذا لقسم أبي قراط، أهدي فكرة المبادرة إلى نساء مصر، وأنا على يقين أنهن لا تنقصهن الشهامة ولا تعوزهن الإرادة، وأتمنى أن تجد هذه الفكرة من يتبناها وينفذها ويكسب ثوابا عظيما، وربنا يستر.
ساحة النقاش