كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية الزميلة السابقة السيدة صفية 54 سنة التى تخرجت فى كلية الإعلام وعملت بإحدى دور الصحف القومية الكبيرة، ومن خلال عملها التقت برجل أعمال كبير فى ذلك الوقت وقدم لها الرجل رعاية خاصة فى عملها ثم تطورت الأمور إلى حب جارف وانبهار من البنت العشرينية الجميلة الخفيفة الظل نحو الرجل الذى يكبرها بأكثر من عشرين سنة والذى كان متزوجا من سيدة من أسرة كبيرة معروفة وله منها ثلاثة أولاد فى مثل سنها تقريبا.

وتقول إن أهلها نصحوها بألا تتزوج من رجل متزوج وله أبناء لكنها كانت تحبه كثيرا وارتضت أن تتزوجه سرا دون علم زوجته ولكن بعلم أهلها هى وعلم بعض أصدقائه المقربين، وقالت إنها رضيت بذلك الوضع لشدة حبها وانبهارها به وقام هو بشراء شقة ضخمة وكبيرة فى شارع كبير وسيارة فارهة باسمها وظل زواجهما سرا حتى أنجبت ابنها الوحيد وائل ثم انكشف المستور وعلمت زوجته ذات الحيثية الكبيرة بأمر زواجه فخيرته بين أن تفضحه وتشهر به وبين أن يطلقها ولا ينفق على ابنه ولا يعطيها حقوقها، ومن أجله قبلت كل تلك الأوضاع وقالت عشت حياة متقشفة أنا وابنى على معاش ضئيل من عملى السابق الذى كنت قد تركته من أجل رعاية ابنى وائل ومعونات من أهلى الذين نصحونى كثيرا بألا أتزوج من رجل متزوج وله أولاد لكننى أدخلت ابنى مدارس اللغات ثم الجامعة الأمريكية ثم حصل على منحة لدراسة فن السينما الذى كان يعشقه منذ الصغر فى أمريكا وسافرت معه لمدة ثلاثة سنوات وعدنا إلى القاهرة لكى يبدأ حياته العملية وكان وائل الوسيم الذى يبدو وعليه دائما أنه ابن ناس محبوبا من كل الفتيات، وكانت له صداقات عديدة لكنه لم يتحدث معى أبدا بشأن الزواج حتى كان أن عمل مساعدا لأحد كبار المنتجين الذى استعان به لاختيار بعض الوجوه الجديدة وكان من بينهم فتاة يبدو أن وائل ) استلطفها( ، فلزقت فيه ولم تتركه يوما واحدا حتى فوجئت به ولأول مرة يطلب منى الموافقة على زواجه منها وكان تاريخ الفتاة هو المفاجأة!

***

واستطردت السيدة صفية.. عندما طلب منى وائل الموافقة على زواجه من )شهد( كدت أزغرد من الفرحة فقد كنت أتمنى أن يتزوج ابنى الوحيد وأرى أولاده قبل أن أموت وعندما قلت له إننا يجب أن نتحرى عنها وعن أسرتها قال إنه يعرف كل شىء عنها بالتفصيل فهى ليست آنسة بل إنها كانت متزوجة وتعيش مع زوجها لمدة 7 سبعة سنوات فى الخارج ولم تنجب منه، وأنها قد حصلت أخيرا على الطلاق منه وأنها مستعدة للزواج منه كما أنه يرحب بالزواج منها لأنه يحبها!! ولما سألته عن عدم إنجابها طيلة السنوات السبع التى كانت متزوجة فيها قال إنها أفهمته أن المشكلة فى زوجها.

وقالت السيدة صفية هذا الكلام أقلقنى فرد ابنى الذى أضعت عمرى عليه.. قائلا لى .. يا ماما حتى ولو كانت لا تنجب أنا لا أريد أى أولاد؟ لماذا أنجب أولاد نجيء بهم إلى الدنيا لكى يعانوا الشقاء والمعاناة؟

قالت سكت أو قولى يا سيدتى )انخرست( وقلت له .. أنت ابن وحيد وليس لك أى أخوة أو أخوات منى فهل ينتهى الأمر هكذا؟ قال.. نعم .. أنا أريدها هى ولا أريد أى أولاد!! وعلمت يا سيدتى أن أسرتها دون المتوسط وأن أهلها يطلقون لها الحرية فى أن تستقل بحياتها ولا يتدخلون فى أمرها ويبدو أنها تساعدهم ماليا منذ أن كانت تعمل هى وزوجها السابق فى الخارج.

***

واستطرد السيدة صفية .. وائل مصمم على الزواج منها بل أنه اشترى الدبلتين الذهبيتين وهى لا تفارقه ليلا ولا نهارا وأنا الأم التى أفنت حياتها من أجله )مركونة( على الرف! إنها ليست غيرة ولا حب تملك لابنى فأنا أريد له السعادة والتوفيق فى حياته ومادام هو سعيدا فإننى لن أعارض، ولكن ماذا عن المستقبل يا سيدتى ولمن أترك ميراثى ومقتنياتى التى هى شقاء العمر كله ماذا أفعل؟

***

يا زميلتى الفاضلة .. لا تفعلى أى شىء بل اتركى ابنك يختار حياته بنفسه فهو يناهز الثلاثين من عمره أى أنه يعرف مصلحته جيدا وقد يكن فعلا مرتاحا وسعيدا مع تلك السيدة ولا أساس لما تتوجسين منه من أن يكون اهتمامها به ليس إلا طريق أو كوبرى تنتهزه لكى تعمل بالفن عن طريقه؟ قد يكون ذلك هدفا؟ .. الله أعلم؟ وقد تكون قد أحبته فعلا وتريد أن تكون زوجة صادقة محبة له ،وكل ما أرجوه أن يحدث هو إجراء الفحص الطبى الشامل للعريس والعروس قبل الزواج راحة لك أنت شخصيا وربما يكون الفحص إيجابيا وتحب هى أن تنجب لك صغيرا أو حفيدة تفرح قلبك الحائر .. سلمى أمرك إلى الله سبحانه وتعالى ودعى ابنك يخوض التجربة وهو ونصيبه والله سبحانه وتعالى يكرمه ويجبر خاطره!