بقلم د. صبورة السيد

فى العشرين من نوفمبر من كل عام نجد معظم الأطفال فى المدارس يستعدون لإقامة حفلة عيد الطفولة، لكننا إذا سألنا الأم أو أطفالها لماذا نحتفل بعيد الطفولة فى مثل هذا اليوم؟ وماذا يعنى أن يكون للأطفال عيد؟ لا أحد يستطيع الإجابة!

تعود أصول ذلك اليوم إلى عام 1856، عندما خصّص القس تشارلز ليونارد يومًا للطفل في الكنيسة، وكان في ذلك اليوم يلقي خطابًا، إلى أن أسهم في إطلاق احتفالية معروفة بـ "يوم الورود"، وقديمًا لم يفكر أحد في توفير حماية مختصة بالأطفال، وفي منتصف القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين، ظهرت الفكرة في فرنسا لتوفير حماية خاصة للأطفال، بدأت بحماية الأطفال في أماكن عملهم، وحق الأطفال في التعليم، بما في ذلك الحماية في المجالات الطبية والاجتماعية والقضائية، ثم انتشر هذا النوع في جميع أنحاء أوروبا.
وبدأ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والحكومات في إعطاء نوع من الأهمية لهذا المفهوم ووضع لجان لحماية الطفل، ففي الحرب العالمية الثانية كانت نتائج هذه الحرب وخيمة على الأطفال حيث تركت الآلاف منهم في وضع خطير خاصة في أوروبا، ونتيجة لذلك أنشأت الأمم المتحدة وكالة جديدة تركز على مساعدة ضحايا الحرب، وكثفت عملها في توفير الغذاء والرعاية لأطفال هذه الحروب، ومنذ نشأتها تركز وتكثف عملها من أجل الأطفال الأوروبيين ولكن وُسّع نطاق عملها إلى نطاق دولي لتشمل البلدان النامية أيضًا، وتتمثل مهمتها ونطاق عملها في حماية حقوق الأطفال، ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وإعطائهم الفرص المتاحة حتى بلوغهم السن القانوني، وفى عام 1989أقرتالجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمى لحقوق الطفل، كما أقرت يوم الطفل العالمى فى عام 1954 فى مؤتمر بباريس،ومن أهم ما جاء به حق الطفل فى التعبير عن رأيه، وحمايته من العنف والإهمال، وتوفير حياة كريمة ورعاية صحية له، وأيضا عدم السماح لهم بالعمل فى سن صغيرة.

ورغم الجهود التى تبذلها الدولة المصرية للحفاظ على حقوق الطفل وتوفير حياة آدمية له وفق ما جاء فى الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة إلا أنه قد انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة تسرب الأطفال من التعلم ليقوموا بأعمال تدر دخلا مما تعتبره الأسرة مصدر رزق لها منها قيادة الأطفال لـ«التوكتوك» ما يعد انتهاكا لحقوق الطفل حسب ما جاءت به الأمم المتحدة، وهم أطفال متسربون من التعليم أو من تعليم حرفة يدوية تجعل لهم قيمة فى المجتمع، لذا فمن واجب المؤسسات الاجتماعية حماية هؤلاء الأطفال من أنفسهم أولا، وحماية المجتمع منهم لأنهم ينشأون غير أسوياء ولديهم شعور بعدم المساواة بينهم والأطفال الآخرين، ويجب أن نساعدهم على العودة إلى مدارسهم ودراسة ظروفهم ومحاولة تحسين ظروف معيشتهم، أو محاولة إيجاد حرفة يدوية توفر لهم حياة كريمة، وأخيرا ينبغى ألا يقتصر الاحتفال بعيد الطفل على يوم واحد فقط فى العام، بل كل وقت والاهتمام بهم ورعايتهم.

المصدر: بقلم د. صبورة السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 771 مشاهدة
نشرت فى 25 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,359,077

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز