أسماء صقر
تحرص الأم على إسعاد أطفالها بشتى الطرق تشاركهم اللعب والاهتمامات وتستعيد معهم طفولتها وتكسبهم الحب والحنان وتحقق لهم الإشباع العاطفي الذي يعطيهم الإحساس بالثقة في النفس ويتكون لديهم القدرة على الإنجاز وتتشكل لديهم نمط الشخصية وبنائهم النفسي، "حواء" سألت الأمهات كيف تستعيدي طفولتك وتحققي السعادة لك وأبنائك؟
في البداية تقول إيناس عطية، مهندسة: أستمد سعادتي من سعادة أطفالي، أشعر بالسعادة عندما أشاركهم عمل أشكال من ورق القص واللزق والطين والصلصال والرسم والتلوين معا، ما يجعلني أستعيد ذكريات طفولتي وحبي للعب مع والدتي، فالسعادة أصبحت من أساسيات حياتي الأسرية.
أما ريم جمال، ربة منزل فتقول: أستعيد طفولتي عندما أذهب مع أبنائي لشراء الملابس الجديدة مثل ملابس العيد، فنظرات الحب والسعادة التي أراها في عيونهم والخروج معهم ومشاركتي لهم في اختيار الملابس المناسبة لهم يجعلني أشعر بالسعادة.
بينما أنشأت نسمة إسماعيل، ربة منزل حسابات إلكترونية لأبنائها للتواصل وممارسة الألعاب الإلكترونية معهم على وسائل التواصل الاجتماعي ما يجعلها تشعر بالسعادة خاصة عندما تتفق مع أفكار أبنائها ووجود انسجام روحي بينها وبينهم.
وتقول دعاء سامي، مدرسة: أذهب للنادي لمشاركة أبنائي ممارسة رياضة التنس ما يجعلني أشعر بالسعادة في اللعب والمرح معهم بجانب الحوار الذى يدور بيننا فتتقارب أفكارنا ونتشارك الاهتمامات، فالتربية على الحب تحقق السعادة للأبناء والوالدين من خلال التفاهم والاستقرار الأسري.
استجابة وجدانية
تعلق د. منى كمال مدحت، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس على كيفية إسعاد المرأة نفسها وأبنائها قائلة: تربية الأبناء على الحب من الأساليب التي تحقق السعادة الأسرية فضلا عن شعور الأم ذاتها بالسعادة فمن خلالهم تستطيع معايشة واستعادة ذكريات طفولتها مرة أخرى، والانسجام مع الأبناء ومشاركتهم اللعب وخلق تواصل فكري وعاطفي معهم، فالحب عطاء وطاعة وحياة قوامها الدفء الأسري والحنان العاطفي والتسامح والبهجة والحرية المسئولة والاستقلال والاحتواء، كما أن الحب استجابة وجدانية وشعور مشترك وتفاعل إيجابي بين أفراد الأسرة وعطاء بلا حدود فيه سعادة ورضا وإيثار وتناغم في العلاقات ومشاعر مشتركة غايتها القبول والمعايشة السعيدة في أمن وأمان بعيدا عن الأوامر والنواهي.
وتتابع: عندما يكون هناك حب وترابط عاطفي بين الأم وأبنائها تنشأ الثقة بينهم والصدق في المشاعر والتضحية بلا مقابل، وتحقيق السعادة لدى الأبناء يتطلب الحياة الديمقراطية من جانب الوالدين حيث احترام آراء الأبناء والاستماع إليهم ومناقشتهم والتلامس البدني يوميا معهم، وذلك بالمسح على رءوسهم واحتضانهم، والإجابة على تساؤلاتهم وأخذ آرائهم في الزيارات والمناسبات الاجتماعية، ومشاركتهم حل الواجبات المدرسية معهم، وحكاية القصص الهادفة وإشعارهم بأنهم أحرار ومستقلون ومتساوون مع إخوتهم كبيرهم وصغيرهم، ونشر البهجة والسرور في البيت، والتأكيد على أن غدا أفضل وأن اليوم الجميل لم يأت بعد ومن خلال هذه المعايير يتم تنشئة الطفل نشأة سوية قائمة على السعادة والثقة بالنفس والرغبة في تحقيق النجاح.
المكافأة النفسية
توضح د. هاجر مرعي، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية أن الأم تخلق تواصلا نفسيا وعاطفيا ناجحا مع أبنائها كي تشعر بالسعادة وتستعيد ذكريات طفولتها والاستمتاع معهم من خلال اللعب والمرح والتخطيط للسفر والخروج للتنزه والترفيه، وتنصح بضرورة تنظيم الوقت عند استخدام السوشيال ميديا لعدم حدوث عزلة أسرية.
وتقول: يجب على الأم عدم الانشغال بالأعمال المنزلية وشئون الأسرة اليومية ونسيانها الإحساس بالسعادة الذي يتولد بداخلها من خلال قضائها بعض الوقت مع الأبناء خاصة في مرحلة الطفولة والشباب، والاستمتاع بصنع ذكريات جيدة معهم والتخلص من فكرة الأمومة التي تقتصر على تنفيذ أوامر الوالدين فقط، واتباع أسلوب الأخذ والعطاء والمشاركة والاحتواء العاطفي بين الأم وأبنائها، فأحيانا تحتاج الأم إلى أن تجلس مع أبنائها في جلسة نقاشية أسرية.
وتضيف: د. مرعى: على الأم استخدام أسلوب المكافأة النفسية والاحتفال بالإنجازات عند تحقيق الأبناء نجاحات فذلك يساهم في رفع هرمون الدوبامين الذي يزيد من شعورها بالسعادة، كما يمكن للأم أن تسعد أبنائها من خلال تحضير الحلوى في المنزل مثل الكيك ومشاهدة أفلام الكارتون، ولكي تحصل الأم على السعادة يجب أن تجلس مع نفسها لمدة 40 دقيقة كل أسبوع تكتب الأحداث الإيجابية والسلبية، وأهم نقاط النجاح التي قامت بتحقيقها، وتفكر في الطرق المناسبة لإسعاد نفسها وأبنائها، كما يجب أن تدرك أن دور الأمومة غير قائم فقط على تلبية احتياجات الأبناء والمهام اليومية لكن دورها قائم على مشاركتهم وتربية جيل قادر على النجاح وتكوين علاقة جيدة معهم يسودها الحب.
ساحة النقاش