إشراف: إيمان عبدالرحمن - سمر عيد - أميرة إسماعيل - نهى عبدالعزيز - جلال الغندور- أمانى ربيع - هدى إسماعيل

كثيرا ما تضعنا مشاعرنا بين نارين عند انتهاء علاقة حب أو صداقة، ونظل نتساءل هل تسرعنا في الحكم على الطرف الآخر؟ وهل يستحق فرصة أخرى؟ لتقتلنا الظنونويتبقى لنا مشاعر مختلطة من الألم والحزن لنبقى في حيرة بين هل نتسامح ببساطة ونتنازل وننسى ونعود كأن شيئا لم يكن، أم نبتعد بسرعة وننأى بقلوبنا عن الخيبات؟ وكيف نأخذ القرار الصائب؟ ومتى نعرف أن العلاقة تستحق فرصة جديدة؟

تقول هنادي محمد،مدرسة: ظللت في علاقة حب لمدة 5 سنوات كنت فيها الأم والأخت والصديقة، كان الطرف الآخر مترددا على الدوام، لذا كنا ننفصل لوقت قصير ثم نعود، وكنت أقبل ذلك كل مرة لأنني أحبه، حتى اكتشفت أن هذه العلاقة فاشلة وأنني لم آخذ منها سوى الخذلان، انفصلت وأغلقت كل أبواب التواصل معه، ثم عاد مجددا بعدما شعر بقيمة حبي لهلكننى رفضت العودة، في هذه المرة ظل هو يسعى لإرضائي، وقهر تردده وطلبني من أهلي، وعندما شعرت بجديته منحته فرصة جديدة وتزوجنا.

لم تكن سماء سيد، 32 سنة،موظفة، محظوظة بقدر هنادي، فقد مرت بتجربة مماثلة لكنها كانت مؤلمة أكثر، كان يبتز مشاعرها بشدة ويعاملها بعصبية شديدة، وجعلها تنعزل عن أصدقائها ليصبح هو كل دنياها، واكتشفت أحد الأيام أنه خطب أخرى، في تلك اللحظة تبدد الحب ولم يبق سوى الألم داخلها، وعندما أنهى خطبته وحاول العودة مجددا وطلب فرصة لإثبات حبه، رفضت بشكل قاطع، لأنها لم تستطع نسيان أو غفران ما فعله، ولأول مرة يتفق عقلها وقلبها على قرار بشأنه.

عانت ياسمين علي، فنانة هاند ميد طويلا من تداعيات غدر صديقتها المقربة بها، ولم تتصور أبدا أن الفتاة التي شاركتها أوقاتها وأحلامها وكل أمور حياتها، وتقول:اكتشفت خطبتها من فيسبوك رغم أننا نعمل بنفس المكان ونرى بعضنا كل يوم، قبلها لاحظت أنها لا ترد على مكالماتي وتتهرب من أي دعوة للخروج، شعرت بصدمة كبيرة، لم أعاتبها باركتلها على "الشات"، فردت ببرود وابتعدت عني بعدها وأصبح كل حديثها عن خطيبها والزواج والحياة الجديدة، لم يعد لي مكان في حياتها، فقدت ثقتي في كل الناس، وبعد الزواج عانت كثيرا لأنها لا تنجب، ثم حدث الطلاق، وحاولت الحديث معي لكنى لم أستطع محادثتها رغم أنى شعرت بالشفقة على أحوالهافمشاعري لم تعد كما كانت وفكرة الفرصة الثانية بالنسبة لي مستحيلة.

أما روان وليد، محاسبة فقدت ابتعدت عن صديقتها بعد زواجها، وتقول: رغم أنني كنت معها في كل خطوة وشاركتها فى تجهيز منزلها واختيار فستان زفافها إلا أن الاتصال بيننا انقطع بعد ذلك، وتهربت أكثر من مرة من دعوتي لمنزلها، وعند زواجي دعوتها لزفافى لكنها لم تحضر وهو ما أحزننى كثيرا، ولم أتصور أن تصل درجة القطيعة إلى ذلك حتى قابلتها صدفة، وأخبرتني أن زوجها وراء ذلك، وأنه جعلها تقسم على قطع الاتصال بي لأنه يعتقد أن أسلوب حياتي منفتح.

اختلاف الطباع

تعلق د. أمنية عزمي، استشارية العلاقات النفسية والأسريةعلى إعطاء فرصة ثانية لاستمرار العلاقة قائلة: لابد من شروط وتفكير قبل منح الطرف الآخر سواء حبيب أو صديق فرصة لاستئناف العلاقة مجددا، فإذا كان سبب الانفصال عن الشريك الغيرة التي تصل إلى الشك أو العنف اللفظي أو الجسدي أو الخيانةفهذه أمور لا يمكن معها منح فرصة ثانية، بل يكون الابتعاد هو الحل الوحيد والأفضل، كما أن اختلاف الطباع أيضا من الأمور التي يجب التفكير جيدا فيها قبل منح فرصة أخرى، فقد يكون هناك شخصان جيدان كأصدقاء لكن لا يمكن جمعهما في علاقة زواج بسبب اختلاف الطباع التي تجعل الحياة في بيت واحد مستحيلة، حتى بين الأصدقاء هناك صديق يميل للأخذ فقط واستنزاف الطرف الآخر وعندما تحتاجه لا تجده، أو يفشي أسرارك للآخرينفلابد من الابتعاد عنه فورا، وشرط العودة في أي علاقة هو وجود تغيير حقيقي يثبت أن الطرف الآخر باق على الصداقة والمحبة.

علاقة تسرق العمر

ترى د. أسماء صادق،خبيرة التنمية البشرية أن هناك علاقات سامة تسرق أعمارنا عندما نبالغ في التسامح والمغفرة، ولابد أن يتعلم الإنسان أن يحب نفسه ويقدرها ليستطيع الحكم على تعامل الآخرين معه بشكل صحيح، والمطلوب من أيعلاقة أن تجعلك سعيدا ومرتاحا وليس متوترا، فالعلاقة الجيدة تجعلك أفضل، لكن التي تؤدي إلى الضغط واستنزاف المشاعر هي علاقة مؤذية، ويجب أن ندرك أنه لا يوجد إنسان دون عيوب، كما يجب أن أسأل نفسي هل بإمكاني التعامل مع هذه العيوب واحتمالها ليس الآن فحسب، لكن للأبد خاصة إذا كانت هذه العيوب جزءا من الطباع التى لا يمكن تغييرها، فإذا كنت قادرا على التعامل معها والطرف الآخر يساعدك بالتفهم ومحاولة التغيير إذا فهذه العلاقة يمكن إصلاحها، ولو العكس يكون الانفصال هو الحل الأمثل، ولابد من التأكد من إرادة الطرف الآخر في استمرار العلاقة سواء صديق أو حبيب على أسس جديدة تحترم مشاعر الجميع، وإذا وجدت حماس ورغبة حقيقية في التغيير واستكمال المسار والتنازل والتضحية من أجلك فيمكنا لاستمرار وإلا فيجب إنهاؤها.

المصدر: إشراف: إيمان عبدالرحمن - سمر عيد - أميرة إسماعيل - نهى عبدالعزيز - جلال الغندور- أمانى ربيع - هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 548 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,281

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز