بقلم : د. رانيا شارود

لماذا أكتب عن الحب الزائف ونحن نحتفل بعيد الحب؟لأن الحب أجمل شعور يشعر به الإنسان فى الدنيا، وهو كلمة لها معانى وأحاسيس جميلة وكثيرة، فالحب هو العطاء والحنان والمودة والسكينة، هو إحساس جميل ينعم فيه كل حبيب بحبيبه فلا يعلم الحبيبين سببه هل هو القلب أم العقل أم العين؟ وهل يحدث من أول نظرة؟ الحب هو شعاع يخترق من الحبيب لحبيبه،والحقيقي منه يكون بالقلب والعقل والعين كى يرى الحبيب حبيبه فى أحلى صورة له، فلا يصح أن يكون الحب إحساساأوعطاء من طرف واحد لكن ما نجده هذه الأيام بعض الحالات يولد الحب على الأخذ من الحبيب واستغلال لمشاعره وأحاسيسه، ويكون سياسة الأمر الواقع،ليجد الحبيب حبيبه يأخذ منه مشاعره ووقته وتفكيره حتى خياله الذى يغوص فيه ولا يشعر بحب حقيقى يكافئ حبه فيكون نهايته سريعة لتزداد حالات الانفصال بين الأحبة، والبعض يدخل فى علاقات كثيرة لكنها فاشلة أو غير مكتملة ولا توجد فرصة بين الحبيبين للرجوع، ولا يعرف سبب البعد ويكون سبب الشعور بعدم الراحة فى هذه العلاقة لأن الحبيب أو الحبيبة يجد نفسه يعطى ولا يشعر  بالحب الحقيقى فيشعر أنه زائف وآه من لوعة ومرارة هذا الشعور لأنه قاس جدا، فكيف يعيش الإنسان بلا حب حقيقى وهو يعطى و يحب فيكون رد هذا الحب والمشاعر الجميلة بحب زائف لا أساس له.

وتعود أسباب الحب الزائف إلى عدة أسباب منها التربية الخاطئة، كما نجد فى بعض الأسر الآباء يربون أولادهم على الأنانية وعدم تقدير الحب ولا مراعاة مشاعر الغير كتفضيل بعض الآباء ابن أو ابنة على باقي الأبناء، ويعطونه كل الحب و يعلمونه أنهيأخذ ولا يعطى، فكيف به أن يحب ويكون نفسه قنبلةموقوتة للآباء،لأنه عندما يكبر يكون جاحدا على والديه لأنه أصبح إنساناأنانيا، وهى الصدمة التى يعيشها الآباء لكن بعد فوات الأوان، وتكون هذه المعاملة ثمار ما زرعة الآباء، وفى الوقت نفس نجد الأبناء الذين تربوا على معاملة قاسية هم الذين يحنون على آبائهم لأنهم تربوا على أنهم يعطون حتى لو أخذوا قليلا من المشاعر لأنهم يعيشون يبحثون عن الحب، فتكون عندهم رغبةأن يعيشوا فى حب ويتمسكون بحبهم أكثر فأكثر ويعبرون عنه بمشاعر جياشة ويحاولون التمسك بمن أحبوا ويخافون فقدانهلأن الحب يكون لهم كالماء والهواء، ومنهم من يصبح الحب حب امتلاك لخوفهم أنيفقدوه، وبعضهم يخاف أن يقع فى الحب ويتجنبه ويرتبط فقط عن طريق العقل فيعيش حياة جافة بلا أحاسيس أوأى مشاعر لأن قلبه يتحكم فيه العقل، فنجد هذا النوع من الترابط قد ينجح لكن ليس فى كل الأوقات.

الحب لابد أن يكون أساسه المحبة بين الطرفين والتوازن بين القلب والعقل والعين حتى يشعر بالحب الحقيقى ويعيشه ويكون كل حبيب قلبه على حبيبه ويقف بجانبه ويسانده ويساعده ويتمنى له التوفيق فبه يعلو ويكبر، وهنا يكون الحب الرباط المقدس بينهم الذى ينجح بالتماسك والقدرة على التعايش وامتصاص أى صدمات، أتمنى من الله عز وجل أن يعيش الجميع وينعم بالحب الحقيقى وأن يسعدوا به وجمال إحساسه ومدى سعادته.

المصدر: بقلم : د. رانيا شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 522 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,026,034

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز