أصحابي الأعزاء صديقتنا منة ذهبت مع أسرتها لزيارة جدها في العيد والاحتفال معه بهذه المناسبة.. وكعادته أعطاها العيدية خمسين جنيها.
نظرت منة إلى ورقة النقود وسألت جدها عن الجامع المرسوم على وجه الورقة والمعبد الموجود على ظهرها.
أجابها الجد أن الورقة النقدية فئة الخمسين جنيها مثلها كباقي الفئات تحتوى على صورا للآثار الإسلامية والفرعونية الشهيرة لكن ما هو مرسوم على الخمسين جنيها له حكايات وأساطير طريفة، فالمسجد الجميل الذي تزين صورته وجه العملة هو جامع قجماس الإسحاقي أو أبو حريبة، وقد بناه أحدأمراء المماليك في عهد السلطان قايتباي وهو سيف الدين قجماس الإسحاقي الذي كان يعمل مشرفا على اصطبلات السلطان، ويقع المسجد في حي الدرب الأحمر حاليا، وهو يعد تحفة معمارية وكان به مقبرة له لكن لم يدفن بها حيث توفي في الشام، أما المدفون فيه أحد الدراويش المسمى بأبي حريبة وهو الاسم الأكثر شيوعا للمسجد.
أما المعبد المرسوم على ظهر العملة فهو معبد إدفو المبني للإله حورس، ويقع في مدينة إدفوبأسوان، وقد تم إنشاؤه في العصر البطلمي ويتميز بجماله الأخاذ وله قصة أسطورية، فقد تم بناؤه في المكان الذي قتل فيه حورس عمه ست الذي قتل والده بخديعة حقيرة وأخذ مكانه في الحكم.
وفي هذا المعبد كانت تقام الاحتفالات خاصة في اليوم الذي كانت حتحور زوجة حورس تأتي إليه من معبدها في دندرة لزيارته حاملة معها الهدايا.
أبدت منة إعجابها بقصة الخمسين جنيها وأخذت تتأمل الصورتين المرسومتين على الوجه والظهر
-والله يا جدي أنا حبيت الخمسين جنيها جدا يا ريت تعطيني كام ورقة منها.
ساحة النقاش