authentication required

 

ابتسام أشرف

في شوارع القاهرة الكبرى، تختبئ حكايات لا تنتهي داخل الأسواق الشعبية، هذه الأماكن ليست مجرد ساحات لبيع الخضراوات أو الملابس أو المفروشات، بل هي عالم متكامل يجمع بين التجارة، التراث، والحياة اليومية للمصريين، فمن العتبة إلى وكالة البلح، ومن الروبيكي إلى العبور، تتحول الأسواق إلى مرآة للمجتمع تعكس احتياجاته وتغيراته، بينما تبقى أسعارها الرابحة هي السر الأكبر وراء شعبيتها التي لا تُقارن.

تعد الأسواق الشعبية شريان أساسي للتجارة الداخلية فهي تتيح الفرصة للأسر متوسطة الدخل لتلبية احتياجاتها بأسعار مناسبة، وتوفر آلاف فرص العمل للتجار والباعة، وهي أيضًا جزء من التراث الشعبي، إذ يتوارث الأبناء مهنة البيع من الآباء.

العتبة

من يزور القاهرة لابد أن يمر على سوق العتبة، ذلك السوق الذي يضج بالحياة منذ ساعات الصباح الأولى، هنا تجد كل ما تبحث عنه: ملابس، أحذية، أجهزة كهربائية، وأقمشة، العتبة لا تعرف حدودًا للسلع ولا للزوار، فالجميع يأتي بحثًا عن السعر المناسب.

يقول عماد عبدالله، بائع أحذية: الزبون الشاطر بيفاصل، والفصال فن وذكاء.

وتضحك منى أحمد، 32 سنة، موظفة قائلة: بشتري ملابسي كلها من هنا، حيث تتوافر نفس الموديلات التي تعرضها "المولات" لكن بسعر أقل من النصف.

الروبيكي

على أطراف القاهرة يقف سوق الروبيكي كواحد من أهم مراكز بيع الملابس بالجملة، السوق أشبه بمدينة للأزياء، حيث تنتشر المحلات والمعارض بأحدث الموديلات، بأسعار تضمن للتجار والزبائن صفقة رابحة.

" يقول سامي عبدالرحمن، 39 سنة، تاجر ملابس: نبيع منتجاتنا للمعارض الكبيرة، الفرق أن السعر هنا بالجملة للكل سواء تاجر أو مواطن عادى.

وتؤكد داليا مصطفى، 28 سنة، معلمة أنها تشترى من السوق فساتين الخروج بأقل من نص السعر المعروض به فى المحلات التجارية.

وكالة البلح

منذ عقود طويلة، ارتبط اسم وكالة البلح بالأسعار المخفضة وبواقي التصدير، على بعد خطوات من ميدان التحرير، تجد الموديلات المستوردة، وأحيانًا ماركات عالمية بأسعار زهيدة، وعن سر الاستفادة من المنتجات المعروضة بها يقول أبو بكر حسن، 52 سنة، تاجر ملابس مستعملة: "الوكالة سرها في الفرز، اللي يفهم يلاقي حاجات براندات بعشر تمنها".

وتقول ياسمين رأفت، 24 سنة، طالبة جامعية: "الوكالة جنتي.. بطلع منها بستايل جديد ومش مكلفني كتير".

سوق الجمعة

في قلب القاهرة القديمة، قرب مقابر الإمام الشافعي، يقام سوق الجمعة مرة كل أسبوع، هو أكبر تجمع متنوع في العاصمة، حيث تباع الملابس، المفروشات، الأدوات المنزلية، والقطع النادرة، ومنها يقول محمود فاروق، 41 سنة، بائع أدوات منزلية: "هنا تلاقي اللي ما يخطرش على بالك..من الإبرة للصاروخ".

أما سلوى محمد، 36 سنة، ربة منزل فتؤكد أنها تشترى احتياجات منزلها من سوق الجمعة الذى يعرض خلاله التجار المنتجات والأدوات بأسعار لا تقارن مع غيره من الأسواق.

سوق كرداسة

في شارع سياحي بالهرم، يلمع اسم كرداسة، السوق الأشهر للعبايات والملابس المطرزة، يجمع بين الطابع التراثي واللمسة العصرية التي تناسب النساء في كل الأعمار.

"كرداسة من سنين طويلة معروفة بالجلابيب المطرزة، وزبونها بييجي من آخر الدنيا"، هكذا قال حسن علي، 50 سنة، صاحب مصنع عبايات.

بينما تقول رحاب سيد، 29 سنة، موظفة: بلاقي هناك عبايات أنيقة تعرض في محلات أخرى بأسعار تتجاوز الآلاف، لكن هنا يمكننى شراؤها بأسعار معقولة جدًا.

الموسكي والغورية

تاريخ طويل يزين الموسكي والغورية، حيث الأزقة الضيقة والألوان الزاهية للأقمشة والمفروشات، الموسكي على وجه الخصوص هو الوجهة الأولى لأي عروس تبحث عن تجهيزات منزلها بأقل تكلفة.

يقول أشرف إسماعيل، 47 سنة، تاجر مفروشات: الموسكي العنوان الأول لأي عروسة، حيث تتوافر به كافة احتياجاتها من المفروشات وأدوات منزلية وبأسعار أقل بكثير من الأسواق الأخرى.

أما نهى عادل، 27 سنة، فقد حرصت على شراء جهاز منزل الزوجية من المنطقة، وتؤكد أنها استطاعت توفير الكثير من المال نظرا لأن التجار يعرضون المنتجات بأسعار لا تقبل المنافسة.

سوق أكتوبر للجملة

في مدينة السادس من أكتوبر، يتوهج سوق الجملة كأحد أكبر مراكز توزيع الخضار والفاكهة، السيارات المحملة قادمة من الفيوم وبني سويف والجيزة، والمشهد يبدو كخلية نحل.

يقول محمد عبد السميع، 42 سنة، تاجر خضار: إحنا بنبيع للتجار من كل المحافظات والأسعار هنا أقل من أي مكان ومنافسة.

ويؤكد محمود زكريا، 37 سنة، صاحب مطعم أنه يشترى  خضار مطعمه من السوق وهذا يمكنه من توفير نصف التكلفة.

سوق العبور

أما سوق العبور فهو السوق المركزي الأكبر بالقاهرة، والمسئول عن تحديد أسعار الخضار والفواكه يوميًا، السوق لا ينام، فالعمل فيه على مدار 24 ساعة.

سوق العبور هو ما يحدد أسعار الأسواق كلها فأي زيادة أو انخفاض في الأسعار تبدأ منه وفق تصريح عادل حسن، 50 سنة، تاجر جملة.

وتقول هالة مصطفى، 34 سنة، ربة منزل: أشتري خضارا يكفيني أسبوع كامل بنصف سعر السوبر ماركت أو الأسواق العادية، وأحيانا أشترك مع جيراني في شراء كميات كبيرة للاستفادة من سعر الجملة.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,394,159

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز