بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا سلمى كانت تتحدث مع جدتها عن ابنة عمتها جنى، فقد كانت تمر بأزمة نفسية حادة ومرت عليها بعد انتهاء مواعيد عملها واصطحبتها وذهبتا معا إلى "كوفي شوب"، وهناك انهارت جنى وهي تتحدث معها عن كم الغدر والخذلان التي تعرضت له الفترة الأخيرة من أقرب الناس إليها.
فقد تركها بلا سبب واضح الشخص الذي كانت مرتبطة به، وفي العمل تعرضت لوشاية من إحدى زميلاتها المقربات وكادت أن تفقد عملها بسببها لولا تدخل رئيسها المباشر الذي عالج الأمر بحكمة لكنها أصبحت لا تثق في أحد وتشعر دائما بمرارة الخيانة.
ردت الجدة بهدوء بأنها تتابع منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي وكلها تدور حول هذه المعاني وذلك منذ أكثر من ثلاثة شهور.
أكدت سلمى كلامها بأن تلك الأحداث وقعت في تلك الفترة تقريبا.
فحدثتها الجدة واصفة جنى بالغباء، فما تفعله هوأنها تمكن أعداءها من سرقة عمرها، فلمدة ثلاثة أشهر هي تعطي كل وقتها لهم ولا تدري أنها بذلك تضيع عمرها على الأعداء، فزميلتها الواشية في حقيقة الأمر ماهي إلا عدو حقير وبدل من أن تستمتع بوقتها في الحديث عن مديرها الذي أنصفها وتكتب منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي تمدح فيها المدير الشريف الناجح نجدها تتحدث عن خيانة الزملاء وكأنها تريد أن تسترجع دائما ألم الغدر سواء من صديقتها أو حبيبها الذي هو أيضا عدو لها، فهو جعلها تحلم وتتمنى أن تمسك السحاب بيدها وفجأة وجدت نفسها تسقط بقوة على الأرض، وبدلا من أن تحمد ربنا أنها نجت من شخص غادر قبل أن تتطور العلاقة بينهما تتمادى في البكاء على عدو يسرق عمرها.
ساحة النقاش