كتبت: إيمان العمري
عندما يتحول الشاب الوديع إلى وحش كاسر أمام كلمة الرفض من قبل من يريد الارتباط بها، وقتها تتملكة الأفكار الشيطانية، ويخطط للانتقام لكرامته المجروحة كما يعتقد، ليتحول الأمر في النهاية إلى جريمة مدمرة له ومن أحبها، فكيف يحدث ذلك؟
لم تكننيرة أشرف الضحية الأولى لمثل هذه الجرائم، فرغم بشاعة ما حدث لها حيث ذبحها أمام جامعتها زميلها بعد رفضها الارتباط به، فإننا نجد أنه سبقها العديد من الجرائمالأخرى على مر السنوات الماضية، فقد تعرضت بسنت خالد لابتزاز بصور مفبركة لأنها رفضت علاقة عاطفية مع شاب فاسد، فشوه سمعتها وصديقه ما دفعها إلى الانتحار، وهذه أحدث الأمثلة والتى انتشرت لأنها وصلت إلى المحاكم لكن هناك جرائم انتقام كثيرة تدمر الفتاة التى كل جريمتها أنها رفضت شخص ما وللأسف قد لا ينال عقابه لأن البنت تخاف من الفضيحة فلا تبلغ الشرطة عنه، فكيف يرى المختصون مثل هذه الجرائم؟
يرى د. جمال فيرويز، استشاري الأمراض النفسية بالأكاديمية الطبية العسكريةأن الشخص الذي يرتكب مثل هذه الجرائم ليس لديه أي مشاعر حب، لأنها أحاسيس جميلة وتسمو بالإنسان، وإنما تسيطر عليه مشاعر حب التملك،فهو يسعى للحصول على ما يريده، والرفض ليس في قاموسه وذلك نتيجة للبيئة التي تربى فيها وأسلوب تنشئته وما يحيط به من مسخ ثقافي جعله شخصية سيكوباتية تكره المجتمع مؤذية للآخرين، إضافة إلى أن بعض هؤلاء من مدمني المخدرات وهو ما يجعلهم يرتكبون جرائم الانتقام حتى لو وصلت للقتل بدم بارد.
وسائل التواصل الاجتماعي
أما نوران خالد الضو،مدرس مساعد بكلية التربية النوعية بجامعة بنها فتؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي بما تتميز به من سرعة الانتشار عندما تنقل أحداث العنف ومشاهد الدم قد يؤدي ذلك إلى إصابة المتابع بتبلد المشاعر وتقتل إنسانيته فيصبح أشبه بالقنبلة الموقوتة، كما أنه يتضافر مع ذلك ما للدراما من تأثير خاصة عندما تركز على النماذج السلبية بشكل مبالغ لإثارة المشاهد وتقديم نماذج دموية للانتقام، في حين أنه لو حدث العكس وركزت على الجوانب الإيجابية ستقلل من الضغوط التي يتعرض لها المواطن خاصة من فئة الشباب فيقلل التوتر لديه وينعكس ذلك على سلوكه العام.
وتقدم د. هالة منصور،أستاذ الاجتماع بجامعة طنطا تفسيرا لمثل هذه الجرائم بأنها انعكاس لحالة العنف العام في المجتمع نتيجة للعديد من المتغيرات، ومنها ما يحدث على الصعيد العالمي من حروب ومشاهد القتل،إضافة إلى ما يقدم في الإعلام والدراما من عنف حتى مشاهد الحب الرومانسية تم استبدالها بمشاعر حب التملك والسيطرة، هذا فضلا عما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي من حوادث عنف مصورة، وأيضا نجد أن الخطاب الديني أصبح يسيطر عليه الترهيب لا الترغيب، ونأتي بعد ذلك للعنصر المهم وهوالأسرة التي قل بين أفرادها المودة والرحمة وأصبحت العلاقات تحكمها النواحي المادية في أغلب الأحيان.
وتستطرد: للحد من مثل هذه الحوادث يجب عدم الاكتفاء بعلاج الآثار بل لابد من معالجة الأسباب والبدء بالأسرة فهي الأساس.
***
التهديد
يقدم سليم حمدى، المحامى بالاستئناف ومجلس الدولة نصيحة لأي فتاة تتعرض للتهديد من قبل من رفضته ويقول: لابد من التبليغ عن أى واقعة تتعرض لها الفتاةسواء تهديد أو ابتزاز، وعمل محضر رسمى بالواقعة من خلال التوجه لأقرب قسم شرطةأو الاتصال على ١٠٨.
ويتابع: هناك عقوبات مشددة على أى فعل يثبت صحته،حيث نصت المادة 327 على أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال، أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور خادشة للشرف، وكان التهديد مصحوبا بأمر يعاقب بالسجن، ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب.
ساحة النقاش