بقلم د.رانيا شارود
للحب وجوه كثيرة تتغير حسب الطقس والجو العام الذى يحيط بالطرفين، وبكافة الظروف المحيطة به أيا كانت، فكثيرا ما تطل علينا قصص الحب فى فصل الصيف خصوصا تلك التى تنشأ خلال المصيف وتنتهى بانتهائه، وأحيانا قليلة تستمر بعد ذلك بفترات، ما يجعل البعض يرى أن الحب والصيف وجهان لعملة واحدة، لكن يبقى السؤال هل هذا حب حقيقي أم مشاعر مؤقتة لسعادة لا تدوم؟
لا شك أن البحث عن صدق المشاعر التى تنشأ خلال إجازات الصيف بين الشباب يحتاج إلى الوقوف على عدد من تجارب الفتيات والشباب، وتقييم العلاقات التى نشأت بينهم، وما إذا كان كتب لها الاستمرار أم باءت بالفشل، فالمعيار الحقيقى لنجاح أى علاقة ديمومتها واستمرارها، لكن بعيدا عن تلك العلاقات التى غالبا ما تكون عابرة ووقتية هناك وجه آخر للحظات الرومانسية التى يمكن أن يقضيها الأحباب فى الليالي الصيفية!
لا أقصد باللحظات الرومانسية تلك الساعات التى يقضيها العشاق من الشباب أثناء فترة الخطوبة أو حتى فى العلاقات الصادقة والجيدة لكن أعنى بها العلاقات الزوجية والأسرية والعائلية، حيث أجد فى ليالى الصيف -الطويلة- فرصة جيدة لإشعال جذوة الحب والمشاعر بين الزوجين والتى أضعفتها مشاغل الحياة ومسئولياتها ووتيرتها المتسارعة، لذا يمكن للزوجين -خاصة المرأة- استغلال ساعات الليل والتى يقضيها الزوج فى بيته بعد عودته من العمل فى استرجات ذكرياتهما الجميلة خلال جلسة شاى عبر شرفة منزلهما أو حديقته إن وجدت.
تجديد مشاعر الحب ليست قاصرة على العلاقة بين الزوجين واسترجاع جميل ذكرياتهما، بل يشمل العلاقات الأسرية بين الآباء والأبناء والعكس، تلك العلاقات التى أصابها الفتور، فأصبح الأب لا يجد متسعا من الوقت للتحدث مع أبنائه ومعرفة أحوالهم والتقرب إليهم، وشغله سعيه لتوفير حياة كريمة لهم عن زيارته والديه أو أقاربة حتى تقطعت أواصر الود بين الأقارب بعضهم البعض، لذا فإن دعوتى خلال الصيفية هى تقوية العلاقات سواء كانت عاطفية أو أسرية أو حتى عائلية.
ساحة النقاش