كتب: محمد الشريف 

فى السادس والعشرين من يوليو منذ عشر سنوات لبى المصريون دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان فريقا أولا بالجيش المصرى آنذاك بتفويضه للقضاء على الإرهاب، ليحتشد الملايين بمختلف ميادين مصر مرتدين "تيشيرتات" ورافعين لافتات وأعلام مصحوبة بعبارات التأييد والتفويض من قبيل "الشعب يأمر ويفوض الجيش بالحرب على الإرهاب"، "أنا أفوض السيسى" و "لا للإرهاب".

المرأة كعادتها دائما كانت حاضرة وبقوة، مشاركة.. حاشدة.. وهاتفة ضد الإرهاب الذى كان يهدد استقرار مصر ويسعى للانقضاض على شرعية وإرادة الشعب الذى أطاح بجماعته الإخوانية، وتبخرت على صخرة وعيه أحلامها ومخططاتها الخبيثة.

ومع حلول الذكرى العاشرة لجمعة التفويض التى حملت "وعدا وعهدا" من الرئيس تسترجع "حواء" مع قارئاتها مشاهد الميادين التى امتلأت بالملايين الذين لبوا النداء وتجمعوا من كل حدب وصوب لتفويض الجيش والشرطة بالقضاء على الإرهاب..

محمد الشريف

كان التفجير الإرهابى الذى نفذ أمام مركز للشرطة بمدينة المنصورة والذى أودى بحياة جندي وإصابة 29 آخرين الشرارة الأولى لدعوة التفويض الذى أطلقها الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى الرابع والعشرين من يوليو خلال حفل تخرج دفعتى "64 بحرية"، و "41 دفاع جوي" بمحافظة الإسكندرية قائلا "بطلب من المصريين طلب.. يوم الجمعة الجاية لابد إن المصريين الشرفاء والأمناء ينزلوا في الميادين.. ينزلوا ليه عشان يدوني تفويض وأمر عشان أواجه العنف والإرهاب المحتمل".

رحبت بالدعوة العديد من الحركات السياسية والتى كان من بينها جبهة الإنقاذ الوطنى وحركة تمرد التي دعت الشعب المصري – عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" – إلى تلبية الدعوة والنزول بكثافة لإظهار الدعم للجيش وخطته للفترة الانتقالية.

أما الاستنكار الذى أعربت عنه الجماعة الإخوانية وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" فقد كان احتشاد الملايين من المصريين بميادين مصر من شمالها إلى جنوبها الرد البليغ والصفعة القوية على وجهها القبيح، وهو ما وصفه الفريق السيسى – آنذاك - بقوله "عايزين نقول للناس إن دى إرادة المصريين وشوفوا هيخرجوا ولا لأ، والناس لبوا النداء يوم 26".

حشود بالملايين

لم تكن مشاهد المصريين فى الميادين العامة دليلا على رفضهم للإرهاب وما ترتكبه الجماعة الإخوانية من انتهاكات، أو حتى تلبية لدعوة الفريق فحسب، بل كانت صورة مشرفة لوحدة المصريين وتماسكهم ووحدة صفهم، حيث امتزجت أصوات المآذن بأجراس الكنائس التى أطلقت إيذانا بانتهاء صيام المسيحيين الذي قررته الكنائس المصرية تحت شعار من "أجل مصر"، ليجتمع المصريون من المسلمين والمسيحيين في الميادين وأماكن التظاهر لتناول طعام الإفطار، وسط مشاركة عدد من القساوسة وشيوخ الأزهر فى إشارة إلى أن المصريين صف واحد لا أحد يمكنه شقه.

كان انطلاق مدفع الإفطار إيذانا بثقة الشعب المصرى فى قواته المسلحة وقائده العام، وليتحول مع دويه ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة إلى مائدة عملاقة تضم مختلف طبقات وأجناس المجتمع المصرى، الكل سواسية على مائدة الوطنية والتأييد والتفويض.

لم يختلف الأمر كثيرا فى الاتحادية فعلى صوت واحد رفع الأذان فى المساجد ودقت أجراس الكنائس ليفطر المسلمون ويوزع أشقاؤهم المسيحيون عليهم التمر، فيما أهداهم المسلمون الوجبات والمياه المعدنية، وفى محيط ميدان الاتحادية تم إذاعة الأغانى الوطنية التى ألهبت حماس المتظاهرين.

وفى بور سعيد انطلقت سيارات الدعم المعنوى التابعة لأحياء المحافظة عقب الإفطار لتجوب شوارع المحافظة بالأغانى الوطنية، وأطلق أصحاب المحلات عبر شاشات عرض كبرى أغنية "امرك ياسيدى" وسط حشود من المواطنين المرددين: "يا سيسى أمرك أمرك يا سيسى".

وفى محافظة المنوفية رفع الآلاف اللافتات المنددة بالإرهاب والعنف "منها خلص يا سيسي مرسي مش رئيسي، جيش وشعب وشرطة إيد واحدة"، فيما رفع المتظاهرون صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وصور عدد من شهداء الجيش والشرطة في أحداث العنف التي شهدتها البلاد.

حتى لا ننسى

إذا كان مشهد الميادين فى جمعة التفويض حاضرا فى ذاكرة المصريين حاله كقسم الرئيس بحماية مصر وشعبها " "محدش يفكر إن طولة بالى وخلقى الحسن معناه أن البلد دى تقع، قسما بالله اللى يقربلها لأشيله من فوق وش الأرض"، فإن جرائم الإخوان يجب ألا تنسى، فمع حلول ذكرى الـ26 من يوليو كل عام يجب أن نتذكر مخطط الإخوان لاستغلال احتشاد الشعب المصريين في الميادين لتفويض القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب، في مؤامرة لإيهام الرأي العام الدولي باندلاع حرب أهلية في مصر رفضا لعزل مرسي، أو تعديهم على المتظاهرين وحصارهم وإرهاب المواطنين الآمنين، أو المذابح التى نفذوها، واشتباكات النصب التذكاري المعروفة إعلاميا بأحداث المنصة، وكوبرى 6 أكتوبر التى أطلق خلالها المسلحون النيران بشكل عشوائي على المتظاهرين وإلقاء عبوات المولوتوف الحارقة تجاه منازلهم لإرهابهم.

لا يجب أن ننسى قتلهم العشرات من أهالي منطقة المنيل أثناء مهاجمتهم من أعلى كوبري الجامعة وذلك بإطلاق أعيرة نارية من بنادق آلية، وليس ببعيد موقعة القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية التى أسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 180 آخرين.

شهادة وعرفان

لم تكن المرأة بعيدة عن المشهد أثناء جمعة 26 يوليو بل كانت وسط الحشد تردد الهتافات وتندد بجرائم الإخوان، وعلى الرغم من تسجيل التاريخ لموقف المرأة المصرية ومشاركتها الإيجابية فى كافة الاستحقاقات لكن ستظل شهادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وكلماته التى رددها خلال احتفالية المرأة المصرية والأم المثالية فى الثالث من مارس من العام الجارى وساما على صدور المصريات، حيث أكد على أهمية دور المرأة في حماية المجتمع والدولة قائلا: "لن ننسى أن المرأة منذ عام 2013 وحتى الآن لعبت دورا كبيرا في حماية مصر، ففي 30 يونيو تصدرت المشهد، وعندما طالبت بنزول المواطنين يوم 26 يوليو خلال شهر رمضان من نفس العام لإعطائي تفويضا كانت محور الحركة والدافع وراء نزول كافة أفراد الأسرة".

المصدر: كتب: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 231 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,884,789

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز