أماني ربيع

خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح هناك توجها عاما لإنشاء كليات جديدة وإدخال برامج وتخصصات بالجامعات المصرية في العلوم المستقبلية وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وذلك لمواكبة متطلبات سوق العمل، واستجابة لاستراتيجية الدولة نحو التحول الرقمى وتحقيقًا لرؤية مصر 2030، والتماشي مع خطط الدولة مستقبلًا في تنفيذ العديد من المشروعات القومية الحيوية التي تتطلب مهارات خاصة وتخصصات فريدة في التكنولوجيا، وهو ما يتيح الفرصة لخرجين هذه التخصصات للمشاركة في مسيرة التنمية المصرية.

فى السطور التالية نقدم لطلابنا نموذجا استرشاديا للكليات التكنولوجية التى تؤهله لسوق العمل واحتياجاته الحديثة..

بدأ توجه الدولة نحو تخريج طلاب متسلحين ومؤهلين للعمل فى السوق العالمية ومتطلباتها التكنولوجية على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تحدث عن إنشاء كلية الذكاء الاصناعي خلال مؤتمر الشباب في شرم الشيخ عام 2019، واستجابت جامعة كفر الشيخ لهذه الفكرة، وأنشات كلية خاصة بالذكاء الاصطناعي، لتنتشر الفكرة بعد ذلك في العديد من الجامعات المصرية.

وبالفعل افتتحت العديد من الكليات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في الجامعات الخاصة والحكومية، ليس في القاهرة وحدها بل في العديد من المحافظات المصرية، منها: جامعة طنطا وكفر الشيخ  وبني سويف ودمنهور والزقازيق والأقصر والمنوفية وبنها بخلاف جامعتي حلوان والقاهرة، ويدرس الطلاب في كليات الذكاء الاصطناعي أقسام مختلفة، منها: علوم البيانات والروبوتات والآلات الذكية وبرمجة الآلة واسترجاع المعلومات وأيضا، تكنولوجيا أنظمة الشبكات المدمجة.

مواكبة لطرق التعليم الحديثة

تقبل كليات الذكاء الاصطناعي الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة علمي رياضة وعلوم وما يعادلها من شهادات، ويتم الدراسة فيها بنظام الساعات المعتمدة خلال أربع سنوات، بعدها يحصل الطالب على درجة البكالوريوس في علوم الذكاء الاصطناعي.

وتواكب الدراسة في هذه الكليات طرق التعليم الحديثة القائمة على إدخال التقنية وإنشاء معامل روبوتات ومعامل حاسبات بإدخال العديد من الأساليب التعليمية والتقنية الحديثة ومعامل الروبوتات ومعامل الحاسبات، وهو ما يوفر تدريبا وإعدادا مميزا للطلبة يؤهلهم بعد التخرج للمنافسة في سوق العمل سواء محليا أو إقليميا ودوليا والتعامل باحترافية مع ما تتطلبه الثورة التكنولوجية الجديدة من تحديات.

مجالات العمل لخريجيها

لا تنفصل الدراسة في هذه الكليات عن متطلبات سوق العمل الفعلي، وهناك العديد من مجالات العمل المتوفرة لخريجين كليات الذكاء الاصطناعي منها: هندسة البرمجيات، والدعم الفني وإدارة الشبكات، وأمن المعلومات وإدارة أنظمة التشغيل وتحليل النظم والبيانات والتدريس الأكاديمي، بخلاف العمل بتطبيقات علوم الروبوتات في الطب والصناعة وغيرها من المجالات.

ضرورة وليس ترفا

يرى د. عبدالمنعم بيومي، مدرس بكلية الهندسة بجامعة القاهرة قسم هندسة الحاسبات، أن التوسع في إنشاء كليات جديدة لتدريس مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أمر مهم يضع مصر على طريق المستقبل، مشيرا إلى أن تدريس الذكاء الاصطناعي ليس جديدا، حيث يدرسه الطلبة كجزء من التخصص العام في قسم هندسة الحاسبات، لكن إنشاء كليات جديدة لهذا التخصص وحده يسمح للطالب بالتركيز أكثر على فهم تقنياته وتطويرها بصورة أكثر تخصصا.

ولفت بيومي إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة وليس ترفا، وهو ليس مختصا بمجال تكنولوجيا المعلومات فحسب، بل له تطبيقات أيضا في الهندسة المدنية حيث يتم استخدامه للتخطيط وحساب التكلفة وتسهيل القرارات على متخذ القرار، ويمكن الاستفادة من دراسة تطبيقاته في كليات الزراعة والتجارة والفنون ولتخطيط عمليات التسويق.

وأوضح المدرس بهندسة الحاسبات، أن في كلية الهندسة أو الحاسبات والمعلومات أو كليات الذكاء الاصطناعي يدرس الطلبة من أجل التخصص كمطورين للتقنية بحيث يتمكنون من فهم التكنيك القائم عليه وكيفية استخدامه وإجراء تحديثات عليه، بيننا يمكن تدريس تطبيقاته في المجالات الأخرى بكليات ليس شرطا أن تكون كليات علمية.

المساهمة في التنمية

من جهته أوضح د. عادل النجدي، عميد كلية تربية أسيوط أن التعليم القائم على الدراسات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي أصبح أمرا حتميا من أجل المستقبل، والهدف منه ليس مجرد إعداد خريجين للمنافسة في سوق العمل فحسب، ولكن للمساهة في التنمية الصناعية والزراعية بالمحافظات ومواكبة الجديد في التكنولوجيا عالميا.

ويشير النجدي إلى أن سوق العمل الآن اختلف تمامًا عن الماضي ولم تعد التخصصات التقليدية وحدها كافية في وقت يتحدث فيه العالم عن التكنولوجيا والتنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي الذي غزى جميع المجالات، بخلاف تناقص الطاقة الذي يحتاج إلى حشد كل الجهود للبحث عن طريقة جديدة لإنتاج الطاقة المتجددة والنظيفة، لافتا إلى أن العديد من التخصصات التي كانت متاحة فقط في الجامعات الخاصة أصبحت متوفرة في الجامعات الحكومية والتكنولوجية التي أنشئت مؤخرًا لمواكبة تطور التعليم في العالم.

يتماشى مع مفهوم الجمهورية الجديدة

تقول د. بثينة عبد الرءوف: توسع الدولة في إنشاء الكليات الجديدة ودفع الطلاب إلى دراسة تخصصات جديدة وعصرية مثل الذكاء الاصطناعي يفتح المجال لخريجي هذه التخصصات لأخذ الفرصة في سوق العمل الذي سيصبح الطلب فيه مستقبلا على هذه التخصصات الجديدة، وهذا يتماشى مع مفهوم الجمهورية الجديدة التي تواكب التطور الذي يحدث في العالم والذي بات يعتمد الآن على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والرقمنة وتحليل البيانات وهو الأمر الذي يحتاج إلى تطوير التعليم 

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 744 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,839,374

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز