بقلم رانيا شارود

يحرص الآباء والأمهات فى حياتهم على تربية أبنائهم وتنشئتهم بصورة سليمة وسلوك قويم، متبعين فى ذلك كافة الأساليب التربوية الحديثة التى يرون فيها السبيل إلى تخريج أبناء صالحين نافعين، يؤدون رسالتهم التى استشعروها منذ رزقهم الله طفلهم الأول، مسئولية تحملهم منذ يومه الأول بداية من تربيته وتعليمه وتقويم سلوكه والعبور به إلى بر الأمان، يدركون بحق أنه وإخوانه فلذات أكبادهم ونور عيونهم، لكن كيف يمكننا كأمهات العبور بأبنائنا إلى شاطئ الأمان ونحن نتعرض لحرب شرسة، عدوها مجهول وأهدافه وغاياته معلومة، يتخذهم وأجيالهم وسيلة لتحقيق أهدافه ومخططاته، يدرك أنهم أمل المستقبل وسواعد بنائه لذا يسعى للقضاء على هويتهم وإفقادهم وطنيتهم وانتمائهم للأرض التى من أجلها مات أجدادهم وآباؤهم؟

أبناؤنا مستهدفون من أعداء الوطن، يبثون فى عقولهم أفكارا هدامة، ويغرسون بداخلهم عادات وتقاليد وسلوكيات أبعد ما تكون عن هويتنا المصرية والعربية، وقد سهلت التكنولوجيا الحديثة وما أحرزته من تقدم مذهل ووصولها إلى كافة البيوت ومختلف المستويات، أقول هذا وأحذر من المخططات التى تحاك بأبنائنا ونحن على أعتاب عام دراسى جديد يستقبله الآباء كل باستعداده الخاص، سواء ما يخصص الملابس المدرسية أو المناهج والطرق التربوية أو حتى التهيئة النفسية لأبنائهم، أقول هذا لأنبه الآباء بالخطر الذى يهدد أبناءهم ومستقبلهم الذى طالما نسجوا أحلاما لهم ليحيا أبناؤهم حياة سعيدة.

إن الأسرة ليست هى المؤسسة الوحيدة التى يقع على عاتقها مسئولية تنشئة الأبناء وغرس روح الانتماء والمواطنة بداخلهم، بل هى مجرد حلقة فى سلسلة متكاملة تكمل كل حلقة منها الأخرى، فالمدرسة لا يقل دورها فى الأهمية عن الأسرة، فهى المصدر والمنبع الذى ينهل منه الطالب فى مراحل تنشئته المختلفة حتى وصوله إلى الثانوية ومن بعدها الجامعة، كما يقع على الدولة مسئولية كبيرة فى هذا الصدد وهو ما أدركته القيادة السياسية التى لم تتوان لحظة عن دعم الأطفال وتقديم يد العون لهم، من خلال إطلاق العديد من المبادرات التى تهتم بالجوانب الصحية والتربوية والتوعوية، لتقطع على أعداء الوطن كافة السبل التى قد يهددون من خلالها أمن الأبناء ومستقبلهم.

دعوتى للأمهات بالاستفادة من الجهود التى تقدمها الدولة متمثلة فى المبادرات الصحية التى تكافح الأمراض السارية بين الطلاب، وتوعية أبنائهن بالمخاطر التى قد يتعرضون لها سواء فكرية أو بدنية كل حسب عمره وقدرته الإدراكية، وقيامهن بالدور المنوط به فى تنشئة جيل نافع لوطنه.  

المصدر: بقلم: رانيا شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 807 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,851,915

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز