إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا غرام كانت تزين المنزل استعدادا للاحتفال بالعام الجديد، وأثناء عملها فاجأتها الجدة بسؤال عما فعلته في عامها الذي أوشك على الانتهاء؟ تعجبت الحفيدة من السؤال، فشرحت لها الجدة ما تهدف إليه بأنه عندما نودع سنة مضت ونستقبل أخرى جديدة علينا أن نراجع كل ما فعلناه في الاثني عشر شهرا الماضية ما هي الأشياء التي نجحنا في تحقيقها؟ وما هي الأهداف التي فشلنا في إنجازها ولماذا لم ننجح ؟
وعندما نحدد الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة وقتها نستطيع أن نضع أهدافا نسعى للوصول إليها في عامنا الجديد، وذلك بأسلوب موضوعي بعيدا عن الأحلام الوردية أو الرؤى التشاؤمية لأننا ببساطة عندما نقيم تجربتنا في العام الماضي سنستطيع بسهولة تحديد إمكاناتنا وقدراتنا ونقاط الضعف والقوة لدينا، ومن هنا نبدأ في وضع خطة للأيام القادمة نتفادى فيها كل أسباب الفشل ونركز على عوامل النجاح.
قاطعتها غرام بأن الأمور لا تسير هكذا فكثيرا ما تحدث مفاجآت أو نواجه عقبات لم نكن نتوقعها لذلك مهما وضعنا من خطط فقد لا نستطيع تحقيق أي هدف منها.
أنكرت الجدة كلامها مؤكدة أنه حتى في تلك الحالة فإنه عندما يقيم الشخص تجاربه السابقة سيكون على معرفة تامة بقدراته ولذلك سيواجه أي عقبات مفاجأة تظهر في طريقه بسهولة ويسر ثم يواصل بعد ذلك مشواره لتحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه، لكن أن يترك نفسه لأمواج الحياة المتلاطمة تأخذه يمينا ويسارا ولا يعرف ما لديه من قدرات وماذا يريد؟ وكيف سيحقق أهدافه وقتها؟ سيظل دائما واقفا في نقطة البداية ولن يختلف عامه الماضي عن القادم.
ساحة النقاش