أسماء صقر

العيال عزوة وسند للآباء والأمهات اعتقاد تحرص عليه الكثير من الأسر وتنجب أكثر من طفلين لتكوين أسرة كبيرة أو للرغبة في إنجاب الذكور وغيرها ما يسبب العبء على الأسرة ويعاني الأبناء من حرمان التعليم وعمالة الأطفال وكثرة الخلافات الأسرية وصعوبة في رعايتهم ماديا ومعنويا، فضلا عن انخفاض المستوى المعيشي للأسرة وزيادة الضغط النفسى والعصبي على الوالدين مما يؤثر ذلك بالسلب على  تنمية الأسرة ونهضة الدولة نتيجة الزيادة السكانية، وهذا ما جعلنا نتوجه إلي المتخصصين لمعرفة فوائد قلة الإنجاب ودورها في تحقيق السعادة والإستقرار الأسري فكان هذا التحقيق..

 

في البداية تقول شيرين جابر، موظفة: منذ بداية زواجي هناك اتفاق بيني وزوجي على إنجاب طفلين أو ثلاثة بحد أقصى لنستطيع توفير احتياجاتهم من رعاية واهتمام وإعطائهم الحب والحنان منذ الصغر، فكثرة الإنجاب تسبب زيادة في عدد السكان ما يزيد الضغط  أيضا على الدولة في توفير الوظائف والمساكن والمدارس والمستشفيات وغيرها.

وتقول فتحية عثمان، ربة منزل: تزوجت منذ خمس سنوات وأنجبت طفلين فقط ولم أفكر في الإنجاب مرة أخرى وأقوم باستخدام وسائل تنظيم الأسرة والمتابعة المستمرة مع الأطباء للحفاظ على عدم حدوث حمل مرة أخرى وذلك برغبة زوجي، فطفلان كفاية خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي نشهده.

ويقول أحمد يحيى، موظف: منذ بداية زواجي كنت أتمنى أن أنجب ولدا وبنتا لكني رزقت ببنتين ورضيت بما قسمه الله، لكن والدتي ضغطت علي في التفكير في الإنجاب مرة أخرى حتى أنجب الولد وكذلك حماتي، لكن أراد الله أن تنجب زوجتي بنتين توأم ما يجعلني أشعر بالعبء وأعمل طوال اليوم كي أستطيع تدبير أمور المعيشة فضلا عن الخلافات التي بدأت بيني وزوجتي بسبب رعايتها الأبناء وانشغالها عنى طوال اليوم.

أما أكرم عبد الله، موظف فيقول: أنا ابن وحيد ليس لي أخوات، تربيت على الرفاهية وعلى مستوى معيشة مرتفع من مأكل وملبس ومسكن ولكن دائما كان والدي لديه حلم تكوين أسرة كبيرة وإنجاب خمسة أبناء كي يكونوا عزوة في المنزل، وبالفعل تزوجت وأنجبت الخمس أبناء ثلاثة من الذكور وبنتين وأصبحت حياتي مليئة بالضوضاء في المنزل من خناقات الأبناء وعصبية زوجتي وأيضا أصبحت عصبي فأعباء الأبناء تزداد كلما كبروا والمعيشة صعبة ودخلي متوسط، لذلك لابد من التفكير جيدا في تحديد طفلين أو ثلاثة فقط عند الإنجاب لتوفير حياة كريمة لهم.

 

قوانين صارمة

يقول د. أحمد خيري حافظ، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: النمو السكاني مقبول في إطار إمكانيات كل دولة وبالتالي تتحدد نسبته طبقا لاحتياجات المجتمع، فهناك نماذج لدول نجحت في ذلك منها الصين، وفي أوروبا نسبة الوفيات أكثر من نسبة المواليد الجدد وبالتالي أصبح المجتمع في خطر وبدأ الطلب على أيدي عاملة خارجية، أما مصر فأزمتها الحقيقية هي الزيادة السكانية حيث تكون الزيادة السنوية من 2,5- 3مليون وهذه قمة الخطر في المجتمع لأن هذا العدد يستهلك كل ما تقدمه الدولة من مشروعات جديدة، لذا لابد من وضع قانون صارم لتحديد عدد الأبناء بحيث يقتصر الأبوان على طفلين، ومن يزيد عن ذلك تتحمل الأسرة مسئوليته بشكل كامل، وهذا ما يسمى بالعقاب الإيجابي.

 

الموروثات الثقافية 

ترجع د. إجلال إسماعيل حلمي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس أسباب كثرة الإنجاب للموروثات الثقافية الخاطئة وغياب الوعي بمخاطر كثرة الإنجاب من حرمان من التعليم وانخفاض مستوى المعيشة وعدم الحصول علي الترفيه للأسرة والأبناء، وتقول: من أجل ذلك حرصت الدولة على نشر الوعي من خلال عمل فصول محو الأمية  وتعليم الكبار لتغيير أفكارهم نحو الإيجابية وتغيير نظرتهم عن كثرة الإنجاب وعدم الضغط على الأبناء بإنجاب أكثر من طفلين كي يستطيعوا تعليم الأبناء وتلبية احتياجاتهم المعيشية، ومع ذلك لم تتغير النظرة حتى الآن ومازالت الزيادة السكانية مستمرة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها والتى تعد عقبة في طريق التنمية.

 

قنبلة موقوتة

"كثرة الإنجاب تعود بنا مرة أخرى لأزمة العشوائيات التي قامت القيادة السياسية بحلها من خلال توفير مساكن ملائمة للأسرة وحياة كريمة" هذا ما بدأ به د. عبد المنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية حديثه وتابع: يجب الانتباه إلى أن التزايد السكاني قنبلة موقوتة أمام الأسرة والدولة حيث ينخفض مستوى المعيشة للفرد وتزداد نسب البطالة والمعاناة من الانهيار الأسري وكذا الطلاق.

ويشير د. شحاتة إلى أهمية دور وسائل الإعلام المختلفة في نشر الوعي من خلال فقرات إعلانية تلفزيونية يعرض من خلالها مخاطر كثرة الإنجاب وضرورة التوجه لتنظيم النسل وإتباع وسائل تنظيم الأسرة خاصة للمرأة الريفية.

 

وترى د. مي رشوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها أن الاكتفاء بإنجاب طفلين أو ثلاثة كحد أقصى يضفي هدوءا على المنزل ويضمن حياة سعيدة للأسرة، بينما تعجز الأسر التى تنجب أكثر من ثلاثة أبناء على تلبية احتياجاتهم الضرورية ناهيك على الترفيهية الأمر الذى يؤثر على الأبوين والأبناء، حيث يعانى الأبوان الاكتئاب والضغط النفسي ما يؤثر علي تفاعلهم الاجتماعي، فضلا عن ميل الأبناء إلى الانطوائية والعزلة وشعورهم بالنقص والعوز نتيجة رغباتهم التى يعجز أبواهم على تلبيتها.

 

المصدر: اسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 419 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,019,547

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز