هايدى زكى 

يشتهر شهر رمضان بالعزومات التى يتبادلها الأهل والأصدقاء، ولأنها تشكل عبئا على ميزانية أى أسرة خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار لجأ البعض إلى تقسيم أنواع الأطعمة على المدعوين كأن تحضر كل أسرة صنفا من الطعام يختلف عن التى تحضره أسرة أخرى، فهل يرحب المصريون بهذا الشكل من العزومات؟

البداية مع عبد الرحمن مصطفى ويقول: مع ارتفاع الأسعار وتأثيرها أصبحت العزومات مكلفة بشكل كبير علينا خاصة فى الشهر الكريم لذا أرى أنه لا مانع من تقسيم الوجبات والطعام على المدعوين للإفطار للتخفيف على صاحب العزومة، خاصة وأن الهدف منها فى المقام الأول التجمع واللمة فى وقت لن يتكرر إلا فى السنة مرة واحدة وليس تحميل من نحب فوق طاقته.

ويختلف معه محمد الزينى، موظف 55 عاما ويقول: لا أوافق على فكرة العزومات الجديدة التى تحدث الآن فى الشهر الكريم كأن تحضر كل عائلة بجزء من الطعام وأعتبرها إهانة كبرى لى، وأرى إن لم يستطع تنظيم عزومة وشراء كل طلباتها وتجهيز احتياجاتها فلا داعى لتنظيمها من البداية ويفضل عدم إقامتها أفضل من ذلك.

وترحب هبة محمد، ربة منزل بالفكرة وترى أنها توفر المجهود على ربة المنزل التى تقوم بإعداد أصناف عديدة بمفردها كما توفر المال أيضا، وتقول: أصبح من الصعب على شخص أو عائلة واحدة تحمل تكلفة عزومة كاملة، خاصة فى ظل ما نعانيه من أزمة اقتصادية، لذا لا مانع من المشاركة والتعاون، خاصة وأن العزومة الرمضانية عادة إيجابية للحافظ على لمة العائلة.

الديش بارتي.. فطار رمضان

أما همت الحسينى، مهندسة كهرباء فتقول: فكرة "الديش بارتي" الآن هى المسيطرة على عزومات شهر رمضان، وكثير يرونها أمرا مقبولا اجتماعيا، وأرى أنها الأنسب خاصة بالنسبة للشباب والمتزوجين حديثا على عكس كبار السن، فبدلا من أن تعد كل أسرة بمفردها مائدة مكلفة للغاية فإن تقسيم الأصناف يقلل التكلفة ويخفف من أعباء العزومة.

بينما رفضت سلسبيل خليل، موظفة فكرة أن تطلب من ضيوفها إحضار أكلات معهم خاصة أنها تقيم عزومات رمضانية لأصدقائها وأهلها وليس كل المدعوين علاقتها بهم تسمح بأن تطلب منهم تقسيم الطعام والأصناف، لذا تعتبره أمرا غير مقبول وصعب لبعض المدعوين. 

الحفاظ على عادات وتقاليد رمضان

تعلق دكتورة سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى وتقول: هناك قطاع عريض من الأسر قرر منع إقامة العزومات فى رمضان هذا العام بسبب التكلفة المرتفعة للغاية فى إعداد وصفات الطعام، لذلك علينا البحث عن بدائل وطرق للتوفير حيث يستطيع الأهل أو الأصدقاء التجمع فى جو مبهج وغير مكلف ولكن مع الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا وعدم التنازل عنها، ومع الأسف ما يحدث من الآثار الاقتصادية العالمية اليوم بالطبع يؤثر علينا بطرق مباشرة وغير مباشرة، وعلينا البحث عن التوفير وتقليل الإنفاق على قدر الإمكان لتلبية كل الاحتياجات والعزومات، اليوم لا أحد ينكر أنها أمر مكلف بطبيعتها ومع الأحداث الحالية يزداد الأمر وتصبح مكلفة أكثر من المعتاد عليها مما قد يؤثر على العديد من الأسر المصرية ويجعل اللمة التى يتميز بها الشهر الكريم تقل ولن تحدث فى العديد من العائلات بسبب الأحوال المادية للعديد من الأسر مما يزيد البعد الاجتماعى والمشكلات الاجتماعية داخل الأسر الواحدة، فتزداد المشكلات رغبة فى الزوج أو الزوجة فى إقامة عزومات وبالطبع مكلفة فمن هنا تبدأ المشاكل الزوجية المادية والعائلية. 

وتابعت: علينا جميعا مراعاة إمكانياتنا وقدراتنا وعدم الضغط وإقامة عزومات مكلفة ومرهقة للأسرة، وفكرة تقسيم الأصناف بين المشاركين فى الإفطار جيدة للغاية، فعندما يتم توزيع مهام إعداد أنواع الأطعمة على كل أسرة، بحيث تقوم كل واحدة بإعداد طبق معين، نستطيع فى النهاية تحضير أجمل وأغنى مائدة إفطار بسهولة وسبيل لإقامة العديد من العزائم وتشجيع لمة العائلة وتواصل الأرحام. 

واعتبرت د. وفاء الشاطر، خبيرة التنمية البشرية واستشارى العلاقات الأسرية الفكرة وسيلة للتخفيف على الأسرة وسبيل للقضاء على العديد من المشاكل الأسرية التى تنشأ خلال رمضان، وتقول: فى ظل الارتفاع الحالى إذا لم تتكاتف الأسرة ومن حولها وكل شخص يراعى الآخر سيحدث العديد من المشكلات وتنهار العديد من الأسر، وفكرة "الديش بارتي" ليست جديدة لكن ارتباطها بشهر رمضان أمر لم يكن معتادا، فهي تعتبر طقساً لطيفاً يقوم به الأطفال في المدارس أو بعض الأصدقاء في ما بينهم، وتتكون عادة من أطباق خفيفة، يحضر كل شخص من المشاركين البعض منها لتتكون في النهاية وليمة بأبسط تكلفة، وقد وجدتها ربات البيوت هذا العام بديلا ملائما للغاية، بل حلا مثاليا يقلل العبء عن العائلات، ويوفر المجهود أيضا.

وتضيف: يلعب العمر دورا كبيرا فى قبول هذه الفكرة أم لا فهناك من يفضل عدم إقامة العزومة بدلا من طرح الفكرة خاصة كبار السن، وهناك من لا يجد صعوبة فى تقبل الأمر وطرح الفكرة وتوزيع الأصناف، كما تشكل طبيعة العلاقة بين المدعو على الإفطار وصاحب الدعوة معيارا مهما فى قبول الفكرة للتنفيذ فمن الممكن طرح الفكرة على الأشخاص المقربين أكثر من الغرباء والمناقشة معهم فى العزومة وتفاصيلها.

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 144 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,787,245

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز