تحقيق: سمر عيد

تواجه الفتاة العديد من الصعاب في عام زواجها الأول خاصة خلال شهر رمضان الكريم، حيث الاستقلالية عن الأهل وتكوين كيان أسري جديد وتحمل مسئولية شئون المنزل وتحضير الإفطار والسحور والعزومات الرمضانية، وتزداد الصعوبات إذا كانت موظفة أو حاملا ما يجعلها تشعر بالتوتر والقلق الذي ينعكس على حياتها الزوجية.

ولمساعدة المرأة في مواجهة أزماتها قررت "حواء" التوجه للخبراء والمختصين لمعرفة رؤيتهم عن رمضان في سنة أولى زواج. 

البداية مع آية محمد، معلمة لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة وتقول: العام الماضى كان أول رمضان أقضيه بمنزلي مع زوجي، وعلى الرغم من أننا قضينا نصف الشهر تقريبا نفطر خارج المنزل إلا أنني وجدت نفسي بقية الشهر الكريم مطالبة بكم كبير من المسئوليات، كما وجد زوجي مشكلة كبيرة في عمل ميزانية لرمضان فهو أيضا كان رب أسرة لأول مرة في حياته، لكن بدعم كل منا للآخر استطعنا التأقلم مع الوضع وعبور التحديات التى واجهتنا.

وتقول أسماء شعبان، ربة منزل: كان أول رمضان لي في منزل الزوجية بمثابة تحدي حقيقي؛ فلقد طالبني زوجي بعمل صواني في الفرن ومحشيات ومقبلات وسلاطات لم أكن أعرف من الأساس كيفية تحضيرها، لكن بفضل مساعدة أمى وحماتي استطعت أن أصنع أصنافا جيدة من الطعام.

ولأن لكل منا روتينه اليومى فى حياته قبل الزواج والذى عادة ما يختلف عن أى شخص آخر، فقد واجهت رندة سيد، معلمة لغة إنجليزية بإحدى المدارس الخاصة مشكلة في توفيق روتينها اليومي مع زوجها في عام زواجهما الأول خاصة وأنها تستيقظ مبكرا في رمضان وتذهب إلى عملها بينما لدى زوجها مشروعه الخاص والذى يديره ليلا، ما أفقدهما لذة الشهر وما يتميز به من دفء أسرى وتجمع عائلى، فزوجها خارج المنزل طوال الليل ونائم بالنهار، بينما هى فى عملها بالنهار منشغلة بتحضير الإفطار، وما أن تتفرغ للجلوس مع زوجها ومشاهدة المسلسلات الرمضانية وأداء العبادات يتركها للذهاب إلى عمله.

ورغم اختلاف الروتين اليومى بين رندة وزوجها إلا أنها سرعان ما اعتادت على ذلك وتفهمت ظروف عمل زوجها، وفى المقابل كان الأخير حريصا على قضاء بعض الوقت معها وتناول وجبتى الإفطار والسحور بصحبتها.

الأعباء المصاحبة للعام الأول من الزواج لا تقتصر على الفتيات فحسب بل يتشارك فيها الرجال، فكريم طلعت، مهندس كمبيوتر تعود أن يفعل ما يريد وألا ينتقده أي شخص أو يحاسبه، حتى أنه قد يفطر مع أصدقائه لأكثر من نصف شهر رمضان، لكن مع دخوله عش الزوجية وقضائه أول رمضان مع زوجته وجد نفسه ملزما بالإفطار يوميا مع زوجته، بالإضافة إلى تحمله مسئولية المنزل المالية كاملة وهو ما لم يعتد عليه قبل الزواج خاصة وأن والده لم يكن يشعره بأى مسئولية تجاه المنزل.

التخطيط والقواعد الأساسية

يعلق د. وائل الكميلي، خبير التنمية البشرية على الصعوبات التى تواجه الزوجين خلال عامها الأول من الزواج خاصة فى رمضان قائلا: رمضان بسنة أولى زواج هو اختبار حقيقي لمدى عشوائية أو تنظيم الزوجين، حيث يتضح خلاله مدى التقارب الفكرى بينهما والاتفاق على الأمور التى قد تكون مثار خلاف مستقبلى، كالمكان الذى سيفطران فيه أول يوم من رمضان، وأين سيقضيان العيد، حيث يميل كل منهما لقائه هاذين اليومين عند والديه ووسط أشقائه، فالاتفاق على مثل هذه الأمور يجنبهما الكثير من المشكلات التى تحدث غالبا فى العام الأول من الزواج.

تدخل الأهل مرفوض

تقول د. ماجدة حبشي، وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وأستاذة المناهج بجامعة الإسكندرية: تدخل الأهل بين الزوجين وخاصة في عزومات شهر رمضان الكريم والتجمع العائلي قد يفسد العلاقة الزوجية، علما بأن شهر رمضان فرصة كبيرة لصلة الرحم وتقوية أواصر الترابط بين أفراد العائلة الواحدة، لذا أنصح الأمهات ألا يتدخلن في حياة الزوجين خاصة فى عامها الأول، وألا توجه الحماة النقد لزوج ابنتها أو زوجة ابنها إذا ما ارتكبا أي خطأ فما يبعد زوجة الابن أو زوج الابنة عن زيارة أقارب شريك حياته هو النقد المستمر والتنمر الذي قد يقع عليه من قبلهم؛ فمثلا إذا وجهت الأم النقد لزوجة ابنها وتنمرت على ملبسها أو بيتها أو طعامها، فهذا سيدفعها إلى تجنب لقائها وعدم الذهاب إليها، والعكس صحيح مع زوج الابنة طبعا.

وتتابع: كما أن العام الأول للزواج فرصة اختبار حقيقي للزوجين ومدى قدرتهما على حل المشكلات التى تواجههما سواء كانت مادية أم عائلية، وليس سباق لفرض أى منهما السيطرة على الآخر، كما أنه فرصة لتعلم إدارة المنزل واكتساب كلا الطرفين لخبرات لم يكونا يعرفاها قبل الزواج.