عيون حواء

ابتسام أشرف 

تعد أيام العيد فترة ذهبية لاستعادة العلاقات الأسرية ولمة العائلة وكذلك استرجاع البهجة والسعادة مرة أخرى إلى قلوب أفراد الأسرة وصنع جو من الألفة والترابط خاصة بين الشباب والأطفال في العائلة للحفاظ على تماسك الأسر، ولمعرفة طرق وأساليب الحفاظ على لمة الأسرة والشعور ببهجة العيد كان لحواء هذا الحوار مع آمال إبراهيم، استشاري العلاقات الأسرية ورئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية.

 كيف نستعيد لمة العائلة وبهجة العيد؟

في البداية علينا داخل أسرتنا الصغيرة أن نصنع أجواء العيد داخل المنزل، وأن نعلم أبناءنا لماذا نحتفل من الأساس بعيد الأضحى والشعائر الدينية للحج، أما العائلة الكبيرة فيجب ترك كل الألواح الإلكترونية بكل أنواعها فلا توجد أي متعة فى جلسة بها عشرات الأشخاص الذين يحدق كل منهم فى هاتفه ولا يعير لحديث الآخرين أي اهتمام، وتجنب الحديث في موضوعات نعلم مسبقا أنها تصنع الجدال والخلافات، فالعيد ليس الوقت الملائم أبدًا للحديث عن المشاكل العائلية بل هو فرصة لمحاولة تناسيها وإعادة المياه لمجاريها، لذلك حاول دائمًا أن تبعد الحديث عن هذا الاتجاه وتغير مساره بشكل لطيف، ومن المهم أن نعلي قيمة اللمة على أي اعتبارات مادية أخرى خاصة في ظل تلك الظروف الاقتصادية لذا لابد من التعاون في الطعام فلا خجل حاليا من أن نصنع الوجبات ونأخذها معنا ونتفق على ذلك فيما بين أفراد الأسرة وبذلك نقلل من النفقات ونساعد في زيادة عدد المرات الـتي تجتمع بها العائلة.  

ما الطرق التي تصنع البهجة مع أسرتنا في أيام العيد؟

السعادة شعور داخلي تأتي مع الرضا وهي أفضل الطرق للبهجة، وتعد مصر الحبيبة أكثر دول العالم التي تحتوي على كل أنواع السعادة والبهجة، فالفقير يستطيع أن يقضي أوقاتا سعيدة ويخرج هو وأسرته وكذلك ميسور الحال فتمشية بجانب النيل أو خروجة في أحد المنتزهات العامة تفي بالغرض تماما وقد يحظى بأفضل الأوقات مع العائلة، وقد نصنع السعادة بلعبة جماعية مع العائلة خاصة بواحدة من ألعاب الطفولة القديمة الطريفة التى تحلو فى اللمة، ولا شيء ينجح فى استعادة الذكريات القديمة ولا يمتع أكثر من إعادة مشاهدة ألبوم صور العائلة القديمة واستعادة الذكريات، وعلينا دائما التذكر أن تلك التجمعات تعزز الشعور بالإيجابية من الامتنان لجميع اللحظات والذكريات التي شاركوها وهم صغار من الذهاب للمدرسة والمذاكرة ومشاركة الألعاب، وأيضا التقاط الصور بعفوية وفرحة تزيد من مشاعر الإيجابية والشعور بالسعادة.

ما فائدة لمة العائلة في العيد للصحة النفسية لأفراد الأسرة؟

تعمل تلك التجمعات على تعزيز التواصل الاجتماعى السليم، وكذا مهارة الإدراك، كما تقلل من حدة الشعور بالعزلة والوحدة وما يترتب عليها من أعراض اكتئابية، فالتواصل أصل الحياة، لذا فهو يغذى الشعور بالانتماء للعائلة، وأيضا يساعد تبادل الخبرات في تنشيط مهارات الدماغ، وتبادل الأحاديث والمواقف السعيدة يحسن من النفسية والمزاج، وتقليل حدة التشتت والشعور بالفراغ ويساعد على الانتباه والانخراط في التجمع، ويعمل على تقليل مشاعر القلق والتوتر.

كيف نتفادى الخلافات الأسرية أثناء وقبل الأعياد؟

الأم هي أكثر شخص قادر على تجاوز الخلافات ونظرا لأن أغلبها مادية فعليها تجنب الإفراط فى الإنفاق خلال أيام العيد واتباع ميزانية محددة من قبل تتوافق مع الظروف المادية للزوج، ويفضل الابتعاد عن مناقشة أى مشكلة مع الزوج خلال أيام العيد حتى لا تتسبب فى تعكير صفو الحياة الزوجية وتفسد فرحة أسرتها بالعيد، ومن الجيد أن يشارك الأطفال الظروف الاقتصادية للأسرة فلا مشكلة من توفيق الملابس القديمة بشكل جديد ومنظم أو شراء قطعة جديدة وتوفيقها مع أخرى قديمة وإعادة تدويرها، وتعد المشكلة الأكبر التى تثير المشكلات الزيارات العائلية لذا وجب التخطيط والاتفاق المسبق لها وقضاء العيد مع العائلة دون مشاكل من ذلك النوع.

ماذا نفعل لنتصالح مع الأصدقاء والأقارب في فترة الأعياد؟

العيد فرصة لإعادة العلاقات، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إرسال رسالة معايدة بسيطة نستعيد علاقة صداقة أو نصل رحم قد انقطعت مرة أخرى، ففي وقفة عرفات ترفع الأعمال، وخيركم من يبدأ الصلح، فما المانع أن نجعلها بداية جديدة للحياة ونتصالح مع الجميع من أجل صحة نفسية أفضل.

أي الطرق أفضل لاستغلال الطاقة الإيجابية لما بعد العيد خاصة وأننا في فترة إجازات دراسية؟

لابد أن نستغل الطاقة الإيجابية لما بعد العيد الناتجة عن لمة العيد فهي تجعلك تتحدث وتتفاعل معهم جميعا بصدق وحب، لذا يجب الاتفاق على تكرار تلك اللمة باستمرار على مدار السنة على الأقل مرة شهريا، للحفاظ على تواصل الأجيال القادمة وتوعيتهم  بأهمية الأسرة.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 265 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,711,441

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز