تحقيق: سمر عيد
على مدار سنوات عديدة عانت الشواطئ العامة الأهمال سواء من الجهات المسئولة بالمحافظات أو المصطفين، ما دفع الكثيرين للعزوف عن الذهاب إليها، لكن مع اهتمام الدولة بها وتطويرها باتت مقصدا للكثير من الأسر الباحثة عن مصيف اقتصادى خاصة محدودى الدخل.
"حواء" تقدم لك قائمة استرشادية بالمدن التى يمكن زيارتها خلال إجازة المصيف دون أن تتحملى أعباء إضافية على ميزانية أسرتك.
البداية من رأس البر والتى تعد أحد أهم الأماكن المميزة حيث يلتقي فيها البحر الأبيض المتوسط بمياهه المالحة بالنيل العذب، وعنها تقول نورا محمد، صاحبة سوبر ماركت: أخذت أبحث طويلا على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت عن رحلات موفرة لكن مع الأسف أغلب العروض المقدمة من الفنادق أو القرى السياحية كانت أعلى من الميزانية التي اتفقت عليها وزوجي للمصيف، وأخيرا قررنا التوجه إلى رأس البر وهناك وجدنا شواطئ كثيرة يمكننا دخولها مجانا، بجانب الشواطئ الخاصة ذات التكلفة البسيطة، حيث تبدأ أسعار تذاكرها من 50 جنيها، بالإضافة إلى الممشى السياحي بمنطقة اللسان والذى يمكن الاستمتاع بالتمشية عليه ليلا، وكذلك القرية الأوليمبية ومنطقة الخليج والمسرح الروماني والعديد من الأماكن التى يمكن زيارتها والاستمتاع بإجازة سعيدة.
وعن الإسماعيلية تقول أماني سعيد، ربة منزل: تقع الإسماعيلية في منتصف شاطئ قناة السويس، وتتميز بمعمارها الفرنسي القديم الفاخر، كما أنها تتميز أنها قريبة جدا من القاهرة فالمسافة بالسيارة لا تستغرق أكثر من ساعة ونصف من القاهرة، ويمكنك في الإسماعيلية الاستمتاع بالشواطئ المختلفة وببحيرة التمساح، وطبعا شواطئ فايد الساحرة.
وإذا كنت ترغب في مصيف بسيط وعلى (قد الايد) تنصح آية محمد، عاملة بأحد مصانع الملابس بزيارة كفر الشيخ خاصة بعد تطوير شواطئها وإنشاء ملاهي للأطفال وأماكن ترفيهية كثيرة بالمدينة.
أما رانيا أحمد، مدرسة تربية رياضية بإحدى المدارس الخاصة فجذبتها شواطئ بور سعيد الجميلة والتى لم تتكلف فيها سوى تأجير الشمسية والكراسي، وتقول: أكثر ما جذبني هذا العام للمدينة اختيار بعض الفنانيين منطقة بور فؤاد لتنظيم حفلات وسهرات غنائية أسوة بالساحل الشمالي، وتوجد قرى سياحية وفنادق ببورسعيد وببور فؤاد وتختلف أسعارها باختلاف مستوى الفندق والإقامة والوجبات، لكننى أنصح بتأجير شقق سكنية أو فندقية، فأسعارها تبدأ من 1000 جنيه فقط في الليلة ويمكن طبعا لثلاث أسر أن يتقاسموا هذا المبلغ لأن الكثير من هذه الشقق كبيرة بحيث تتسع لأكثر من أسرتين، وطبعا أسعار الشاليهات أرخص نوعا ما وتبدأ من 900 جنيه في الليلة وحتى 3000 أو أكثر على حسب موقع الشاليه.
زيادة الوعي السياحي
بعد الاستماع إلى تجارب المصطفين توجهنا إلى خبراء السياحة للتعرف على أفضل أماكن التصييف وأقلها تكلفة، حيث توجه د. غادة علي عبد الحميد، أستاذ الدراسات السياحية والتسويق السياحي بجامعة حلوان أنظارنا إلى أهمية زيادة الوعي السياحي لدى المواطنين قائلة: تعمل سيكولوجية السياحة الداخلية على تعميق الإحساس بالانتماء لدى أطفالنا، وأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، والمصايف الموفرة والشعبية واهتمام الدولة بها دليل على حرص سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يحصل كل مواطن على حقه حتى في الترفيه، لكن ما نحتاج إليه هو زيادة الوعي، فليس من المنطقي أن توفر لي الدولة شاطئ بالمجان أو بأسعار مخفضة وأماكن للإقامة في متناول الجميع، وأقوم أنا وأطفالي بتدميرها، كما أنه ليس من المنطقي أن تنفق الحكومة على الخدمات والنظافة مبالغ طائلة وأقوم وأسرتي بإساءة استخدامها، لذا علينا أن نوعي أطفالنا وأسرنا بأهمية الحفاظ على هذه الشواطئ المجانية لأنها لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.
ويرى د. حسام محمد درويش، الأمين العام المساعد للتدريب والسياحة الإلكترونية بالمنظمة العربية للسياحة بجامعة الدول العربية ورئيس الاتحاد الأفريقي الأسيوي والخبير الدولي بالسياحة والتسويق الإلكتروني أن ما تقوم به الحكومة من تطوير للشواطئ الشعبية أمر يستحق الشكر، ويقول: لابد من مشاركة رجال الأعمال في تطوير هذه الشواطئ، وعمل مشاريع سياحية في متناول الطبقة المتوسطة والشعبية والغنية أيضا بحيث لا تصبح منطقة سياحية حكرا على طبقة بعينها، مع ضرورة تأهيل المجتمع المحلي لتشجيع السياحة الداخلية لهذه الأماكن بالتعاون مع الوزارات المختلفة لتنشيط عوامل الجذب السياحي.
اللامركزية في السياحة
تشيد د. غادة محمد وفيق، أستاذ الدراسات السياحية بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم أن بتبنى الرئيس السيسى لفكرة اللاطبقية واللامركزية في السياحة، وتوضح: كانت السياحة في الماضي حكرا على أبناء الطبقة الغنية فقط الذين يزيد دخلهم السنوي عن احتياجاتهم من الطعام والشراب والفواتير والتعليم والأمور الأساسية، كما أنها مع الأسف كانت حكرا على محافظات ومدن دون الأخرى، لكن إستراتيجية تطوير السياحة الداخلية التي تبناها سيادة الرئيس والتى تجلت في الاهتمام بالمصايف الشعبية قد جعلت الناس أكثر وعيا أن هذه المناطق التي تنفق على تطويرها الدولة ستنفعهم وأبناءهم من بعدهم وستفتح فرصا جديدة للعمل لأبناء أية محافظة تنهض بها السياحة الداخلية وتزدهر.
وتناشد د. غادة الوزارات بالتكاتف من أجل تنشيط السياحة الداخلية من خلال عمل معسكرات شبابية ورحلات لطلاب المدارس والجامعات، وتقديم عروض مصيفية للموظفين بالقطاعين الحكومي والخاص وأصحاب المعاشات لترسيخ قيمة الانتماء وتعميق الإحساس بالهوية المصرية لدى كافة فئات الشعب.
ساحة النقاش