إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا هدى ذهبت مع جدتها في جولة في وسط البلد وعندما شعرتا بالتعب دعتها الجدة لاحتساء القهوة في أحد الكافيهات المنتشرة في تلك المنطقة.
ما إن أخرجت هدى تليفونها المحمول وبدأت النظر في شاشته وتصفح صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أمسكت الجدة بالجهاز وأخذته منها ووضعته في حقيبتها وهي تقول: "في الخروج الموبايل ممنوع"، تعجبت هدى مما فعلته جدتها والتفتت حولها وهي تجد كل الجالسين حولهما يمسكون بهواتفهم وهم يتحدثون مع من معهم ويتناولون المؤكولات والمشروبات، بل بعضهم يصورون ما يتناولون وينشرون الصور سريعا على صفحاتهم فى واحد من مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل أن تجادل الحفيدة جدتها فيما فعلته فسرت لها الموقف بهدوء بأنه لكل وقت ما يناسبه من تصرفات، فحينما يكون الشخص جالسا بمفرده في بيته ويحتاج إلى صحبة وقتها من الجميل أن يتواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لكن وهو يجلس في كافيه مع الأصدقاء ويتناول مشروبات ومأكولات لا يقل قيمة الطلب فيها عن مبلغ وقدره فليستمتع بالأجواء من حوله ولا داع لتضيع تلك اللحظات في النظر إلى شاشة المحمول وإلا كان من الأفضل البقاء في المنزل واحتساء الشاي في الشرفة وعدم ترك التليفون من يده.
وواصلت الجدة كلامها مؤكدة أن لكل شيء وقته وعلى الإنسان أن يتمتع بكل ما حوله في وقته المناسب ولا يترك نفسه عبدا لشاشة في حجم كف اليد تسرق عمره دون أن يدري وتجعله لا يستمتع باللحظات الجميلة التي يكون فيها في تواصل اجتماعي حقيقي مع أشخاص من لحم ودم على أرض الواقع الحقيقي وليس الافتراضي، فهذه هي الحياة التي يجب أن نستمتع بها.
ساحة النقاش