سمر الدسوقي 

لطالما تسببت الاختلافات العديدة بين طريقة تفكير الرجل والمرأة وتركيبة كل منهما في وجود مشكلات بينهما لدرجة أن البعض أرجع هذا إلى انتماء كل منهما إلى كوكب مختلف دعونا نبدأ من بداية التعارف والعلاقة التمهيدية

التي قد تؤدي لعلاقة عاطفية أو ارتباط رسمي، لنجد أن الرجل وبنسبة كبيرة جدا يميل إلى الاختيار وفقا لعقله وبأسلوب منطقى وبخاصة إذا كان يبحث عن علاقة حقيقية مستقبلية.

حتى إذا كان يحب أو لديه نوع من الإعجاب بالطرف الآخر فهو لا يظهر هذا أو ربما لا يتسرع في إظهاره بعكس المرأة التي تميل ومنذ الخطوات الأولى لأى علاقة إلى الحكم عليها وفقا لعواطفها، ثم نجدها تتسرع وفقا أيضا لهذه الطبيعية العاطفية فتعبر عن هذه العواطف دون أن تنتظر أن يصل الرجل لمثل هذه المرحلة، وهو ما يتسبب بالطبع في بعض المشكلات بينهما نتيجة الرؤية كل منهما للموقف بصورة مغايرة، فاذا تجاوزا هذه المرحلة بسلام ووصلا إلى ارتباط فعلى نجد بعض الصدمات في فترة الخطبة على وجه الخصوص فالمرأة بطبيعتها العاطفية تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والتعبير عن الحب والعاطفة، بل وتبادل الهدايا في حين يقوم الرجل بهذه الأمور بشكل محدود، ففي رأيه مثلا ان اهتمامه بإعداد منزل للزواج أو تأمين المستقبل ماديا أكثر أهمية من هذه الأمور التي قد يراها بسيطة، فحين تراها المرأة صلب العلاقة وتفسر ابتعاد الرجل عنها بأنه لا يحبها أو لا يهتم بها، وفى نفس الإطار قد تنشأ بعض المشكلات البسيطة بينهما من جراء عدم إجابة الخطيب على اتصالها التليفوني المتتابع أو اهتمامه بزيارتها وأسرتها في المناسبات أو الاحتفال معها بذكرى أول علاقة أو نسيانه لتاريخ خطوبتهما، في حين يكون هو مثلا يهتم بتأسيس وضعه عمليا أو ماديا ويجد أن عدم القيام بهذه السلوكيات ونظيرتها أمر غير مهم ولا يؤثر على سير ونجاح علاقتهما!

أما بعد الزواج فيزداد الأمر سوءا مع الطريقة التي يتعامل كل منهما بها في معالجة المشكلات الحياتية اليومية وبخاصة ما يتعلق منها بطرق الإنفاق وتربية الأبناء والمجاملات الاجتماعية وغيرها 

كل هذا لا شك أنه ومنذ البدايات الأولى لأي علاقة اجتماعية يكون طرفيها رجل وامراة سواء كانت علاقة عاطفية أو ارتباط رسمي يؤدي إلى العديد من المشكلات بل وربما التصدع في أسس العلاقة نفسها عند تفاقم الأمر، والغريب هنا أن كلا منهما لا يدرك أن الأمر يرجع إلى اختلاف طبيعتهما وبالتالي نظرتهما لكافة مناحي الحياة وطريقتهما في الحكم على الأمور، فلو أدركا ذلك الاستطاعا وببساطة إيجاد طريقة للتواصل فيما بينهما تحافظ على طبيعة العلاقة التي تجمع بينهما، فالمرأة مثلا عليها أن تدرك أن الرجل لا يميل كثيرا إلى الحديث والفضفضة وبخاصة عندما يعاني من أي مشكلة عملية أو مادية، كما أنه لا يحب دخول أطراف خارجية في علاقته بنصفه الآخر مهما كانت طبيعة هذه الأطراف وعلاقته بهم وهو أيضا أكثر عمليه وميلا لتحكيم العقل في الحكم على أي من الأمور الحياتية، كما أنه لا يستطيع إنجاز أكثر من عمل واحد في نفس التوقيت، لو أدركت المرأة هذا العرفت أنها يجب ألا تعاتبه، أما هو فعليه أن يدرك طبيعتها الرومانسية وحاجتها إلى التعبير من أن لآخر عن حبه ولو بعبارة جميلة هذا بجانب حاجتها للدعم في مواجهة مشكلاتها سواء في العمل أو المنزل ولمن يستمع إليها ويشعرها بأنها ليست في حاجة إلى الفضفضة مع الأهل والأصدقاء، فلو أدركا ذلك لاستطاع

 

المصدر: سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 31 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,798,406

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز