أماني ربيع

منذ توليه رئاسة مصر، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حريصا في أغلب خطاباته على ترسيخ مبدأ بناء الإنسان عند حديثه عن الجمهورية الجديدة، باعتبار تنمية الإنسان خطوة أساسية نحو تنمية الوطن.

وفي إطار اهتمام الرئيس ببناء الإنسان المصري، أطلق الرئيس مبادرة حياة كريمة عام 2019 للارتقاء بجودة حياة المواطنين في الريف المصري عبر مجموعة من الخدمات المتكاملة في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وشحذ الرئيس كل قطاعات الدولة من حكومة ومجتمع مدني وقطاع خاص بهدف إنجاح هذا المشروع القومي الطموح.

د. عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس تحدثنا عن مدى نجاح المبادرة في تحقيق أهدافها خلال السنوات الماضية، وكيف تساهم إنجازاتها في تحسين جودة حياة الأسرة المصرية والمجتمع المصري ككل، والإعداد لمستقبل أفضل للوطن.

ما تقييمك لإنجازات مبادرة حياة كريمة خلال السنوات الماضية؟

في الحقيقة نجحت حياة كريمة في بناء جسور من الثقة بين القيادة السياسية والشعب الذي رأى الإنجازات تتحقق على أرض الواقع ودون شعارات، وحياة كريمة هي جزء من مشروع كبير وطموح هو مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، حيث كان بناء الإنسان أحد الأولويات المهمة لدى الرئيس، الذي تحدث دائما عن أهمية الاستثمار في الإنسان المصري من أجل بناء مجتمع متماسك يحافظ على هويته، ويحقق أهداف التنمية المستدامة مستقبلا.

ما أهم ما يميز مبادرة حياة كريمة؟

اللافت في المبادرة أنه ولأول مرة أصبح هناك اهتمام جدي بالفئات المهمشة في الريف والصعيد، فالقيادة السياسية لديها وعي بقيمة الطاقة البشرية المهدرة في هذه المناطق بسبب ضعف البنى التحتية وتدني الصحة والتعليم، وانخفاض جودة الحياة بشكل عام، وكلها كانت معوقات تعرقل عملية التنمية، لذا كان يجب القضاء على هذه المعوقات، وهو ما قدمته حياة كريمة كمشروع متكامل يهتم بكل جوانب الحياة من صحة وتعليم وتمكين اجتماعي واقتصادي واهتمام بالمرأة والطفل وكبار السن وذوي الهمم.

كيف تساهم مبادرة حياة كريمة في تحقيق أهداف التنمية؟

 عبر البعد الإنساني لمبادرة حياة كريمة عن إيمان القيادة السياسية بضرورة حصول المواطن المصري على سكن جيد وتعليم جيد والاهتمام بصحته، لأن الجمهورية الجديدة لن تقوم إلا بالإنسان، ولابد أن يكون هذا الإنسان متعلما وبصحة جيدة، وأن يكون لديه أيضا روح الانتماء والولاء للوطن، وهذا ما ترسخه المبادرة، فمن خلال توفير الخدمات المختلفة للمواطن يشعر بأنه مهم لدى بلده ومن ثم يصبح منيعا ضد الشائعات والمحاولات المغرضة لكارهي الوطن، وهذا الإنسان المتعلم سليم البدن والعقل سيكون على استعداد لأن يكون فردا منتجا في المجتمع وهو ما يساهم بإيجابية في تحقيق التنمية.

كيف ساهمت حياة كريمة في الارتقاء بالإنسان المصري؟

اهتمت حياة كريمة بحياة الإنسان منذ مرحلة ما قبل الولادة وصولا إلى الشيخوخة، بالإضافة إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة الذين أطلقت عليهم لقب "قادرون باختلاف"، وكان لمصر السبق في اختيار هذا اللقب الذي منح هذه الفئة مزيدا من القيمة في المجتمع بعد سنوات من التهميش، ووفرت لهم شبابيك خاصة في المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى إنشاء مسارات خاصة بهم في الشوارع، كما أعطت المبادرة الأمل لهذه الفئات المهمشة في الارتقاء بجودة حياتهم، ووفرت لهم خدمات عالية الجودة من تحسين للبنية التحتية، وإنشاء الطرق، وتوصيل المياه للمنازل، وتحسين شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى خدمات الصحة والتعليم، وأفسحت مجالا للعمل التطوعي مما يعزز التكامل بين أفراد المجتمع.

وماذا عن إنجازات المبادرة في مجال الصحة؟

كانت الصحة في صدارة أولويات حياة كريمة، وعلى أرض الواقع أطلقت العديد من المبادرات بدعم رئاسي، سواء كانت خاصة بصحة المرأة والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وكذلك مبادرات لعلاج الأمراض المزمنة، والاهتمام بتغذية الأطفال في المدارس، بالإضافة إلى العمل على تطوير القطاع الصحي ورفع كفاءة الوحدات الصحية ومراكز طب الأسرة في الريف، والعمل على تنفيذ مراحل منظومة التأمين الصحي الشامل.

ما أبرز ما حققته المبادرة في مجال التعليم؟

التعليم هو واحد من أهم محاور المبادرة التي أولت اهتماما بإنشاء مدارس جديدة وتطوير ورفع كفاءة الأبنية التعليمية الموجودة بالفعل، وتقليل كثافة الفصول، وتطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، بالإضافة إلى محاربة التسرب من التعليم في الأرياف وتقليل نسب الأمية.

وكيف ساهمت حياة كريمة في المجال الثقافي؟

نظمت المبادرة فعاليات مختلفة في قصور الثقافة والمؤسسات الثقافية الحكومية، من مكتبات متنقلة تجوب المحافظات، وورش حكي، وندوات للتوعية حول القضايا المختلفة مثل الإدمان وتجديد الخطاب الديني، وتوفير الكتب بأسعار رمزية وإقامة معارض كتب في القرى والمحافظات المختلفة، بالإضافة إلى المسرح المتنقل.

كيف أولت حياة كريمة اهتماما بالمرأة؟

اهتمت المبادرة بحقوق المرأة سواء في التشريعات والقوانين التي تنصفها وتحمي حقوقها، وتعديل بعض القوانين التي كانت بحاجة إلى إعادة نظر، وتوفير خطوط للشكاوى من العنف الأسري، بالإضافة إلى تمكينها اقتصاديا ومنحها القدرة على الاستقلال المادي سواء بالمنح والإعانات أو عن طريق قروض المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي تجعلها فردا منتجا في المجتمع.

كيف ساهمت المبادرة في بناء مستقبل أفضل؟

اهتمام حياة كريمة بجميع فئات المجتمع، والسعي للارتقاء بجودة حياتهم في جميع المجالات أمر غير مسبوق في التاريخ المصري، فجودة الحياة تعني مجتمع أفراده من المتعلمين الأصحاء، يعيشون وسط بنية تحتية تسهل الحركة وتساعدهم في إدارة الوقت، هذا المجتمع السلس فى حركته سيصبح منتجا بصورة أفضل، ومع زيادة الإنتاج تتحقق أهداف التنمية المستدامة، ووجود خطاب ديني مستنير يخاطب الواقع يحمي الوطن من التطرف، وبعودة الأنشطة المدرسية للدارس وعودة طابور المدرسة يتم الترسيخ لمبدأ المواطنة من الطفولة، كل هذا مع رسائل التوعية سواء عبر الإعلام أو النزول إلى المدارس والجامعات وطرق الأبواب في الأماكن النائية يزيد من وعي المواطن ويعمل على تعديل السلوكيات السيئة وترسيخ العادات الجيدة، مما يفتح الباب لبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 297 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,838,635

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز