حوار: شيماء أبو النصر

بناء الإنسان والاستثمار فى البشر وتنمية الشخصية المصرية.. أهم أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة للتنمية البشرية" والتى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين، وتستهدف جميع الفئات العمرية من لحظة الميلاد وحتى ما بعد الستين، وهى أحدث المبادرات الرئاسية التى تأتى تتويجا لعدد من المبادرات الرئاسية على أرض مصر والتى تهدف إلى توفير الحياة الكريمة للمواطنين.

"حواء" التقت د. هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومى للمرأة، للحديث عن المبادرة وأهميتها وتأثيرها على المجتمع.

 

ما دور المبادرات الرئاسية فى بناء وتنمية المجتمع؟

تؤكد جميع المبادرات الرئاسية أن الإنسان المصرى فى قلب وعقل القيادة السياسية، وقد كانت كل مبادرة رئاسية تهتم بقطاع وفئات معينة ومنها التى تهتم بصحة المرأة ثم 100 مليون صحة وغيرها من المبادرات الصحية التى تهتم بصحة الطفل أو مبادرات اقتصادية لزيادة وتشجيع الإنتاج، وذلك حتى جاءت المبادرة الشاملة "بداية" والتى ترسخ لمفهوم التعاون والتنسيق بين القطاعات المختلفة لكل المواطنين على اختلاف أعمارهم حيث تهتم بالإنسان من عمر الميلاد وحتى ما بعد بلوغه الستين عاما، وهى مبادرة تكلل مسيرة جميع المبادرات الرئاسية، كما أنها ترصد وبعناية الاحتياجات الفعلية للمواطن المصرى.

 

وماذا عن أهم أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"؟

تستهدف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" تحقيق رؤية مصر 2030 وبرنامج التنمية المستدامة في الصحة والتعليم والثقافة والرياضة، وتوفير فرص العمل بشكل تكاملي بين جهات الدولة والمجتمع الأهلي، وتحسين جودة حياة المواطنين في جميع المحافظات، وتقديم خدمات وأنشطة وبرامج متنوعة مستهدفة كل الفئات العمرية، وتحقيق عدالة توزيع وكفاءة تقديم الخدمات والأنشطة التي تستهدف المواطن مباشرة، ومن الأهداف أيضا الاستفادة من الموارد المتاحة لتعظيم الفائدة التي تعود على المواطن ويشعر بها سريعا، تعزيز المهارات البشرية وتطوير الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى تعزيز دور القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في تقديم الخدمات، تنشئة أجيال صحيحة رياضيا تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم الأزهر والكنيسة والأوقاف، وكذلك أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، مع تطوير البنية التشريعية وتحديثها وضمان الحماية الاجتماعية وتطوير المجتمع المحلي.

 

وما مدى أهمية وجدوى الاستثمار فى بناء الإنسان؟

اهتمت جميع المبادرات الرئاسية بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية بمشاركة القطاع الخاص والأهلى، وتهتم مبادرة "بداية" بتوفير المقومات الصحية والتعليمية لبناء الإنسان وتأهيله وتنمية قدراته وجعله مواطن قادر على توفير الحياة الكريمة له ولأسرته ومشارك بفاعلية فى الناتج القومى، ومبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان تهدف إلى الوصول إلى مجتمع أكثر وعي وتقدم، ولتحسين قدرة الأفراد، وتطوير مهاراتهم وزيادة فرصهم في تحقيق النجاح الشخصي والمهني، ودعم الآخرين، وتعزيز روح فريق العمل من أجل مشاركة مجتمعية فعالة، كما أن المبادرات ترصد الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للمجتمع، وكذا الفجوات والصعوبات الموجودة ودراسة وتقديم حلول لها، ويقوم فكر المبادرة على مواجهة تلك الصعوبات بالعلم والمعرفة وتدعيم المجتمع بالأخلاقيات والسلوكيات التى تقود للتماسك الأسرى والمجتمعى فهو اللبنة الأولى لتماسك الوطن.

 

وكيف تساهم بداية فى غرس الوعى فى المجتمع؟

يجب أن يقترن العطاء للوطن بفكرة رد الجميل، وأن يدرك كل مواطن ما الذى تتكبده الدولة من جهود شاقة وتوفير موارد مادية لتقديم كافة الخدمات التعليمية والصحية والمعيشية وتوفير الحياة الكريمة لكل مواطن، وهذا يستوجب درجات عالية من الوعي والإدراك لكافة المشروعات القومية وميزانيتها وآثارها قريبة وبعيدة المدى، كذلك يجب أن يعي كل مواطن أهمية القوى العسكرية سواء فى الداخل أو الخارج لحماية مكتسبات الوطن وبشكل يجعل كل مواطن "حامى حمى" هذه المكتسبات، ولذلك يجب أن يحصل المواطن على كم المعلومات لتحمل مسئولية الدفاع عن وطنه.

 

تم وضع إطار زمنى للمبادرة بـ100 يوم.. فما دلالة ذلك؟

تحديد وقت للمبادرة يرتبط لعمليات التنسيق بين الهيئات والوزارات المشاركة فى المبادرة كما يرتبط وضع إطار زمنى حتى يسهل متابعة وتقييم تنفيذ أهداف المبادرة وإلى أي مدى حققت المبادرة آثارها، وهل تحتاج لوقت أطول أو توجيه بطريقة مختلفة، أو إعطاء تركيز عميق على البرامج الموجهة لإعادة تأهيل الإنسان ببعض نقاط التوعية والتثقيف لإعداد إنسان مصرى قادر على مواكبة تطورات الحياة السريعة، والقدرة على مواجهة تحديات الواقع الجيوسياسية التى تحيط بالوطن، ومواكبة التكنولوجية الحديثة التى أصبحت أدواتها تستخدم فى الحروب ضد الشعوب.

 

وماذا عن دور الشباب فى المبادرة؟

يجب أن يشارك الشباب بفعالية ولذلك أطلقت المبادرة الدعوة إلى ما يعرف بـ "سفراء التنمية البشرية" لحث الشباب على المشاركة فى تنفيذ فعاليات المشروع القومي للتنمية البشرية بداية جديدة لبناء الإنسان لتحقيق هدف المشروع ببناء وعي الإنسان وقدراته وإكسابه كافة المهارات التي يحتاج إليها سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي مستهدفا جميع الفئات العمرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وماذا عن إطلاق برنامج "البداية الذهبية" ضمن المبادرة؟

يأتى برنامج البداية الذهبية للأطفال منذ لحظة الميلاد وحتى عمر 6 سنوات تأكيدا على أهمية تنمية الطفولة المبكرة وهى أهم ركائز التنمية البشرية ويطلق عليها المرحلة الذهبية لأهميتها فى حياة الإنسان والأسرة والمجتمع كله، وتمثل السنوات الست الأولى فى حياة الإنسان حجر الأساس لبناء وتطوير قدراته الذهنية والنفسية والجسدية طوال العمر، فالفترة الأولى فى حياة الإنسان تشكل فكر ووجدان وعقل الإنسان أما طيب طموح محب للخير والناس والطبيعة أو إنسان غير سوى وغير منضبط.

وما أهمية التنسيق بين الوزارات والهيئات المشاركة فى المبادرة؟

المبادرة تعتمد على التنسيق بين عدد من الوزارات الممثلة لمحاور عمل المبادرة وهى التعليم والصحة والثقافة والرياضة، وتحدد المبادرة مواطن التداخلات التى تساهم بها كل وزارة فى المبادرة ودورها فى تشكيل شخصية الأطفال والشباب.

 

وما تأثير المبادرة على المجتمع ؟

حتى تحدث المبادرة الأثر الملموس تحتاج الوقت الكافي، فبناء الإنسان والاهتمام بصحته وتشكيل وعيه وثقافته بما ينعكس على سلوكياته يحتاج وقتا ليظهر التأثير فى المجتمع ككل، ويجب أن تتفاعل الأسر المصرية مع هذه المبادرة بشكل كبير كما أدعو إلى "مأسسة" المبادرة الرئاسية بداية حتى نضمن استمراريتها وتحقيق التعاون والتنسيق بينها وكافة الجهات الحكومية والمجتمع المدنى.

 

وما دور المجتمع المدنى فى المبادرة؟

بالتأكيد للمجتمع المدني دور مهم، وهو ما يظهر من خلال التحالف الوطنى للعمل الأهلى والذى يقوم بدور كبير فى كافة الاتجاهات مثل التعليم والصحة والتدريب وإنشاء المشروعات الصغيرة ومحاربة البطالة وغيرها، فالمبادرة أيضا ترسخ مفهوم العطاء التنموى ودوره فى المجتمع.

المصدر: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 132 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,231,000

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز