هدى إسماعيل

مع انطلاق مارثون انتخابات مجلس الشيوخ تتجه أنظار الشارع المصري نحو صناديق الاقتراع حيث تتجدد الآمال والطموحات في مجلس يعبر عن صوت المواطن وفى المقدمة منه المرأة ليضع قضاياها ومشكلاتها على طاولة التشريع والمساءلة، وفي ظل متغيرات محلية وإقليمية متسارعة يصبح للمشاركة السياسية دورًا محوريًا في دعم الاستقرار وبناء المستقبل.

"حواء" تستطلع الآراء حول المشاركة فى انتخابات الشيوخ، وما الذي ينتظرونه من أعضاء المجلس؟

في البداية تقول دعاء عبدالحميد،  طالبة جامعية: المشاركة واجب وطني حتى لو لم نصل إلى أحلامنا كلها، لكن يجب أن نبني الديمقراطية خطوة خطوة، ومجلسي الشيوخ والنواب يمثلان صوت الشعب، لو سيبناه هيمثل مين؟

ويقول أحمد طه، موظف: كنت زمان بقول مالهاش لازمة، بس الحقيقة مع الوقت فهمت إن البرلمان ممكن فعلاً يغير قوانين بتحكم حياتنا، فالمفروض كلنا نشارك ونختار بعناية، بالإضافة إلى أن مجلس الشيوخ يعد مرجعية لمجلس النواب فى عدد من المشروعات والقضايا.

أما الحاجة زينب، ربة منزل فتقول: من زمان بشارك في الانتخابات، لأنها من وجهة نظري أمانة وواجب، أنا أكيد مش فاهمة كل حاجة بتحصل حوليا، بس لازم أختار اللي بحس إنه هيخدم الناس بجد.

ويشارك سامي شعبان، نجار فى مختلف الأحداث السياسية بدافع خوفه على مستقبل الوطن وأولاده، ويقول: أنا بشارك في الانتخابات كلها سواء برلمان أو رئاسة من أجل أبنائي أريدهم أن يكون في ظروف أفضل ومستقبلهم في أمان.

أما عصام عبدالله، سائق تاكسي فيقول: من خلال تواجدي طوال اليوم في الشارع واحتكاكي بمعظم طبقات المجتمع استمع طوال اليوم لشكوى الناس، ما يدفعنى للتساؤل "احنا عايزين الأفضل طب نقعد في البيت ليه ما ننزل نشارك؟".

ويدافع عبدالله يحيي، طالب ثانوي عن أقرانه من الشباب ضد الاتهامات التى يواجهها لهم البعض بعدم اهتمامهم بالشأن العام وانشغالهم بأمور بسيطة قائلا: الناس دائما تتهم الشباب بعدم المشاركة، والعكس هو الصحيح أنا وأصدقائي نتفهم جيداً الوضع لكن نحتاج أن يثق بنا من حولنا لذلك سأذهب وسأعطي صوتي لمن يستحق.

عبر طارق مصطفى، طالب جامعي عن شعوره فى المشاركة فى الانتخابات المقبلة، مؤكدا أن للشباب الكلمة العليا فى أي انتخابات، ويقول: أنا أول مرة هشارك، ولدى شعور إيجابي أنها خطوة مهمة، لازم الجيل الجديد ينزل ويفرض وجوده.

ولأن لكل إنسان أسلوبه فى التعبير عن حبه لوطنه وأولاده، فإن مريم مجدي، أرملة وأم لثلاثة أطفال ترى فى المشاركة وسيلة تحارب بها من أجل مستقبل أبنائها، وتقول: أنا نزلت قبل كده، وهفضل أنزل وأشارك، لأننى أؤمن أن مستقبل أبنائى في قوانين تحفظ حقهم فى التعليم والصحة، أنا بحارب بطريقتي، وسلاحى أن صوتي يكون موجودا.

واجب وطني 

تقول رشا متولي، أمين المرأة بالنقابة العامة للبريد: المشاركة في العملية الانتخابية سواء مرشح أو ناخب هو واجب وطنى لذلك المشاركة السياسية للفرد أمر مهم لعدة أسباب من بينها؛ أنها تنمي الوعي والإحساس بالقيمة الذاتية للفرد ما يؤدى إلى شعوره بالانتماء للوطن وتعميق مفهوم المواطنة، كما أن الاستحقاقات الانتخابية المختلفة تثمن المشاركة السياسية، ومن حيث المرشح يكون دوره في صناعة الجانب النيابي والتشريعي لذلك الوطن الذي ينظم العلاقة بين أفراد المجتمع، فضلا عن أنها صورة حضارية لوطننا الغالي الذي يجبر المجتمع العالمي على احترامه وتقديره من خلال تماسك شعبه ومساندته لقيادته السياسية.

وتتابع: تعزز المشاركة مفهوم الجمهورية الجديدة وبناء الدولة الجديدة، حيث إنها فرصة جيدة للتعبير عن آراء الشعب واختيار ممثليهم، مما يؤدى بذلك إلى صناعة المستقبل القريب للأفراد والمجتمع من خلال تشريعات وقوانين تمثل فئات المجتمع كله، لذا أدعو جموع الشعب المصري للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فالمشاركة السياسية لا تقف فقط على المشاركة في الانتخابات بل منظومة وطنية بين القوى السياسية والأفراد بالمجتمع وأيضا المجتمع المدني، وهو أمر يؤدي لمواطنة حقيقية قوية لوطن غالي على قلوب أبنائه.

صوتك أمانة

من ناحية أخرى تقول عبير الغازي، مقرر سكرتارية السلامة والصحة المهنية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر: هناك الكثير من الحملات الداعمة التي تدعو وتحث على نزول الناخبين للتصويت بلجان الانتخابات والتصدي لدعوات المقاطعة، حيث إن أهمية المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية إعمالا للمادة 87 من الدستور المصري 2014 التي تنص على أن مشاركة المواطن في الحياة العامة واجب وطني ولكل مواطن حق الانتخاب والترشح وإبداء الرأي في الاستفتاء.

وتتابع: نظم القانون مباشرة هذه الحقوق من هذه المادة التي وجدت كي يتمكن كل مواطن مصري من الإدلاء بصوته بحرية، فهذا الحق لا يجب أن يترك دون ممارسة فعلية، فأنت بدورك تبحث عن الناخبين، ومن هو الأفضل لتمثيلك داخل أروقة المجلس ليعبر عنك، وثانياً هو واجهة أمام العالم بأن المصريين قادرين على الاختيار، وأنهم على درجة وعي وفهم، لذا نعم للمشاركة.. نعم للمسئولية.. نعم لنزول الشعب بجميع طوائفه للإدلاء بأصواتهم.