كتبت: هايدي زكي

عيناها لا تترك الهاتف، تبتسم وتضحك فى صمت، تتجول بين صفحات التواصل الاجتماعى، تدخل فى عالمها الافتراضى، هذا هو حال العديد من الشباب الذين قد يصل بهم الحال إلى مرحلة الإدمان، فكيف يصل الشباب إلى هذه المرحلة وما تأثيرها على حياتهم وشخصياتهم؟ 

د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث تجيب على هذه التساؤلات وتحذر من الوصول إلى مرحلة الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعى.

تقول د. سوسن: علينا ألا ننكر أهمية شبكات التواصل الاجتماعى فى حياتنا، فهي تعتبر منفذا للعالم وللدراسة الآن، وهى من أهم طرق التواصل، لكن الاستخدام السلبى هو من يعرض شبابنا لخطر الوصول لمرحلة الإدمان، التى تبدأ معهم من خلال الرغبة فى متابعة الأخبار والصور، ثم تتحول إلى رغبة فى التواجد المستمر عبر هذه التطبيقات، وأخيرا إلى حاجة ملحة تشبه الإدمان النفسى والسلوكى.

وعن كيفية وصول الشباب لهذه المرحلة تقول: فى البداية يرتبط الأمر بالفضول وحب الاكتشاف، ثم البحث عن المتعة السريعة من خلال الإعجابات والتعليقات، وأخيرا الشعور بالقلق أو الفراغ إذا ابتعد عن الهاتف ولو لساعة.

خسارة كبرى

ترى د. سوسن أن إدمان الشباب على استخدام صفحات التواصل الاجتماعى من أكبر المخاطر التى يتعرضون لها، لأنها تؤدى إلى ضياع الوقت على حساب الدراسة والعمل وضعف العلاقات الحقيقية وقلة الزيارات العائلية، كما تسبب الإرهاق الذهنى والنفسى بسبب المقارنات المستمرة مع حياة الآخرين، لذا على الشباب أن يعرفوا أن مواقع التواصل الاجتماعي تسرق أجمل لحظاتهم سواء فى العائلة أو مع الأصدقاء، وعليهم أن يستخدموها كأداة لا كبديل عن الحياة، كما أن الحل ليس فى مقاطعتها بالكامل بل فى تنظيم استخدامها ووضع ساعات محددة ومع الاهتمام بالأنشطة اليومية مثل الرياضة والقراءة والتواصل مع الأهل والأصدقاء لأن من أهم عيوب استخدام مواقع التواصل الاجتماعى هو ضعف العلاقات الاجتماعية والعزلة والانطوائية، لذلك يجب الاهتمام بحياتنا الاجتماعية والمشاركات الفعالة وعدم الانسياق وراء مغريات شاشة الهاتف الصغيرة والدخول فى العالم الافتراضى الكبير، ولن يتم ذلك بدون خلق نوافذ جديدة يمكن الاستمتاع عبرها بعيدا عن العالم الافتراضى.