سماح موسى
مع بداية العام الدراسى تزداد أعباء أولياء الأمور ليدخلوا فى "طاحونة المستلزمات الدراسية" ومتطلبات المدرسة من ملابس وأدوات مكتبية، فكيف تواجه الأمهات شبح المصروفات الدراسية الذى يضر بميزانية الأسرة، وما أفضل الطرق الاقتصادية لسد احتياجات الطلاب من أدوات ومستلزمات مدرسية؟
فى جولتنا التالية نستعرض نصائح الخبراء والمختصين التى تساعد الأمهات على مواجهة متطلبات العام الدراسى.
في البداية يقول د. محمد صالح الإمام، مستشار وزارة التعليم السابق وعميد المعهد العالي للعلوم الإدارية: ظهرت بعض المجموعات على التطبيقات الإلكترونية الواتساب لتبادل الكتب مجانا بين الأسر في محاولة لمواجهة ارتفاع أسعار الكتب الخارجية والمستلزمات الأخرى، وفى الوقت الذى كانت تلجأ فيه الأسر قديما إلى تنظيم "جمعية" لتلبية احتياجات الأبناء قبل موسم المدارس، فإننا الآن نشهد ثورة المدفوعات الرقمية فلم يعد يقتصر التحول الرقمي لموسم العودة إلى المدارس على الشراء فقط بل شمل طرق الدفع في ظل ارتفاع الإنفاق والضغط المالي على الأسر، هذه الأرقام تعكس كيف أصبح هذا النوع من الخدمات ضروريا لضمان تأمين المستلزمات التعليمية من ملابس وأجهزة إلكترونية دون التضحية بالاحتياجات الأساسية، حيث تعتمد الأسر بشكل أكبر على البطاقات والمحافظ الإلكترونية وخطط التقسيط لتخفيف الأعباء.
ويضيف: لابد أن نشجع أولادنا على إدارة المال، فمن حق الطفل الحصول على مصروف يومي مناسب لمتطلباته حتى لا يلجأ للسرقة، فقد يترتب على إعطائه مصروف زائد عن الحد إلى انجراف سلوكي فيعوده على الإسراف واللامبالاة وعدم تقدير قيمة المال بل قد يدفعه لسلوكيات سلبية منها التعالي والتفاخر، أما عن الدروس الخصوصية فيمكن الاكتفاء بأهم المواد فقط، كما يمكن الاشتراك في مجموعات التقوية الأقل سعرا، يجب تعليم الأبناء ثقافة الادخار وقيمة المصروف وزرع القناعة والرضا فى نفوسهم، فهذا من شأنه أن يوفر على الأم الكثير من الطلبات والنفقات، إلى جانب ضرورة تقسيم احتياجات الأبناء من مستلزمات وأدوات دراسية وعدم شرائها قبل معرفة ما يطلبه المدرسون من كتب ودفاتر "كراس" حتى لا يتحمل ولى الأمر ثمن أدوات لا يحتاجها الطالب، مع ضرورة إعطاء الأبناء مساحة من الحرية فى اختيار متطلباته الدراسية ومعرفة قيمتها كيف يحافظ عليها، فإشراك الأبناء فى شراء المستلزمات الدراسية تحفزهم على المحافظة عليها.
أطعمة منزلية
تقول د. هدى محمد شعبان، أستاذة الاقتصاد المنزلي بكلية البنات جامعة عين شمس، نائب مدير وحدة ضمان الجودة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان: التخطيط السليم لبداية العام الدراسي يبدأ من استقطاع جزء من الراتب الشهري طوال فترة الإجازة لمواجهة الأعباء المادية في بداية العام الدراسي حتى لا تعاني الأسرة من أزمة مادية، وعلى الأم قبل شراء المستلزمات المدرسية أن تتعلم مهارات التسوق، فيمكنها الاستفادة من المعارض التي تنظمها الدولة والتى توفر المستلزمات المدرسية بأسعار أقل من الأسواق التجارية، كما يمكنها تجهيز المخبوزات داخل المنزل كالعيش البلدي والفينو والكيك والجبن والبسكويت، وكذلك الأطعمة التى يفضلها الأبناء كالحلاوة الطحينية واللانشون والمربي بكل أنواعها.
وتشير د. هدى إلى أهمية تنظيم الأسرة رحلات شهريا للحدائق العامة كبديل اقتصادى للرحلات المدرسية والتى يمكن من خلالها الترفيه عن الأبناء بأقل التكاليف، لافتة إلى إمكانية إعادة تدوير الحقائب القديمة والاستعانة بالإكسسوارات والطباعة والرسومات لإضفاء لمسة تجعلها جديدة، وصناعة الحقائب الخاصة بالدروس من الجينز أو الملابس القديمة وتبطينها وتطريزها من الخارج، وكذا "المقلمة"، والاستفادة من الملابس المدرسية القديمة بقدر الإمكان من خلال إعادة تدويرها وهو ما يمكن تعلمه عبر شبكة الإنترنت، وقد تواجهة الأم مشكلة فى إقناع أبنائها بارتداء تلك الملابس إلا أنها يمكنها التغلب على ذلك بتقديمها بطريقة جيدة بعد غسلها وكيها ومعالجة كافة الأخطاء بها.
أما د. روضة حمزة أبو الفضل، مدرس الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان فتقول: لا يتنازل الأبناء عن المصروف اليومى عند ذهابهم للمدرسة، ويمكن الاستفادة من هذا المصروف فى تعليمهم قيمة المال وأهمية الادخار، حيث يمكن إعطاء الطالب المراهق مصروفا أسبوعيا، والجامعي شهريا ليتمكن كل منهم من ترتيب أولويات الإنفاق وتدريبهم على تحمل المسئولية، أما بالنسبة للمستلزمات الدراسية فيفضل الاعتدال فى شرائها مع ضرورة غرس القناعة لدى الأبناء عند اختيارها.
وتتابع: أنصح بوضع ميزانية للإفطار المدرسى اليومى وعدم تجاهله واقتصاره على الجبن والبيض والمأكولات المعروفة التى تجعل الطالب يعزف عن تناوله، بل ينبغى على الأم التنويع فى المكونات التى تعد منها أطعمة أبنائها خلال تواجدهم بالمدرسة بما يتناسب مع ميزانيتها الشهرية، حيث يمكنها إعداد الكثير من المأكولات التى يفضلها الأبناء فى المنزل مثل البرجر واللانشون بدلا من شرائها من المحلات.
ساحة النقاش