هدى إسماعيل 

في وقت تتجدد فيه الدعوات لدعم السياحة الداخلية والتعرّف على تراثنا العظيم، بدأ كثير من المصريين في إعادة اكتشاف بلادهم بعيون مختلفة، فالمتاحف والمناطق الأثرية لم تعد وجهات للسياح الأجانب فقط، بل أصبحت مقصداً للمصريين أنفسهم الذين يبحثون عن لحظة فخر وانتماء وسط آثار أجدادهم، فمن متحف الحضارة بالفسطاط إلى منطقة الأهرامات بالجيزة وقلعة صلاح الدين، تتنوع التجارب وتتوحد المشاعر بين انبهار وإعجاب ودهشة لا تنتهي أمام عظمة التاريخ المصري القديم، لذا تجولت حواء في الأماكن الأثرية لمعرفة أراء الزائرين.

في البداية يقول رامي سعيد: زرنا منطقة مجمع الأديان، وبعدها متحف الحضارة، اليوم كان درس متكامل في التاريخ المصري، والأجمل من الزيارات أن الأولاد عرفوا تاريخ بلدهم ومبهورين به.

وتقول سلمى عبدالمقصود، من الإسكندرية: لأول مرة أزور متحف الحضارة، بصراحة فوجئت بالتنظيم والنظافة، قاعة المومياوات جعلتني أشعر بعظمة المصريين القدماء، فعلا فخورة بكل مكان في المتحف وبحضارة أجدادى، ورغم أن السفر مرهق بس سعيدة باصطحاب أولادي في يوم تاريخي.

ويقول محمود عبدالرحيم الذي أتى لزيارة الأهرامات بصحبة عائلته: زيارة الأهرامات دفعتنى للقراءة أكثر عن التاريخ المصري، وكان لتواجد والدي ووالدتي معي في هذه الرحلة أثر أكثر من رائع خاصة أنهما لم يزوروا الأهرامات من قبل.

ويقول يوسف الدسوقي: أنا مش من الناس اللي بتزور متاحف كتير، بس لما دخلت القلعة حسّيت بفخر، منظر القاهرة من فوق خرافي، والمكان في قمة النظام والنظافة، الحمد لله أننا قدرنا نحافظ على كل الآثار دي على مدار السنين اللى فاتت، وزوجتي وأولادي مبهورين بالفن والعمارة والتفاصيل.

وعن هرم سقارة تقول حنان مرعي: أول مرة أزور هرم سقارة بعد إصرار من أبنائي، لكنها لن تكون الأخيرة، فالمكان هادي وجميل، قد يكون غير معروف كالأهرامات لكن فعلا يستحق الزيارة، سعيدة أني شاركت أبنائي رحلة للتاريخ.

متحف مفتوح

"كل مرة بزور مكان جديد بتعلم حاجة جديدة" هكذا بدأ أحمد سيد، حديثه ويقول: مصر للعالم أجمع عبارة عن متحف مفتوح، فالأجانب تأتي من كل قارات العالم من أجل زيارة الأماكن التاريخية في مصر، وللأسف الشديد هناك الكثير من الأسر المصرية لم تقم بزيارة متحف واحد ولم تزرع في قلب أبنائها حب زيارة الآثار لمعرفة مدى عراقة وأصالة الإنسان المصري، اليوم زرت شارع المعز بصحبة عائلتي والاجازة القادمة سنتواجه إلى الأهرامات.

"منتظرين المتحف الكبير" هكذا بدأ الطالب مختار راضي حديثة الذي أتى في جولة سياحية في منطقة الأهرامات بصحبة أسرته ويقول: منتظر افتتاح المتحف المصري الكبير بفارغ الصبر، فقد قررت وأخواتي أنه بمجرد أن يفتح للجمهور سنكون أول الزائرين، تعلقنا بالتاريخ والآثار المصرية منذ نقل المومياوات "موكب المومياوات" فمنذ ذلك الوقت بدأ الشغف بالحضارة والآثار والتاريخ وأحببت مادة التاريخ في المدرسة.

أما عائلة ياسين التي أتت من الأقصر في زيارة سريعة للقاهرة فتقول: على الرغم من أننا من مدينة سياحية في المقام الأول لكن عندما قدمنا إلى القاهرة وزورنا متحف النسيج وشارع المعز بكل المنازل الأثرية الموجودة به جميعنا قولنا إن مصر كنز مفتوح لا يعرف قيمته إلا عاشق ترابها، من وجهة نظري الحضارة ليست فقط في الأقصر وأسوان بل هي في كل شبر في مصر، فخور أني اصطحبت أولادي معي في هذه الجولة السريعة.

وتقول فاطمة طارق: أول مرة أزور الأهرامات كان العام الماضي من خلال المدرسة عدت إلى البيت مبهورة بالفن والتاريخ والفخر أيضا أني مصرية، وأبلغت والدي أننا ينبغى علينا فى كل إجازة أسبوعية زيارة مكان مختلف، وبالفعل اليوم جئت إلى شارع المعز لزيارة بيت السحيمي بصحبة والدي ووالدتي وأختى.

ليست مجرد وظيفة 

يقول كريم محمد، مرشد سياحي بمنطقة مصر القديمة: إن العمل في هذا المجال ليس مجرد وظيفة، بل رسالة لنقل حضارة عمرها آلاف السنين إلى الناس، كل حجر في المكان يحكي قصة، فمنذ اللحظة الأولى لرؤية الزائر الأهرامات أو القلعة أو أي مكان في مصر يسأل: إزاي اتبنت؟ وليه؟ وده بالنسبة لينا بداية الحديث عن عبقرية المصري القديم.

ويضيف: نحاول دائما نقرّب التاريخ للناس بطريقة بسيطة، فعندما نتحدث عن خوفو أو خفرع نحكي تاريخهما كقصة فيها ذكاء وتخطيط وإرادة، مش مجرد تواريخ، فالأجانب يحبون أن يسمعوا الجانب الإنساني من حياة الفراعنة لأنه يضفى على التاريخ أبعاد إنسانية تجعله حي.

وعن زيارة المصريين للأماكن التاريخية يقول: في السنوات الأخيرة زاد اهتمام المصريين بزيارة الأماكن الأثرية وهو أمر إيجابي خاصة عندما تحضر أسرة مصرية كاملة يريدون أن يستمعوا لكل التفاصيل ولديهم اهتمام كبير بالتاريخ وكل ما يخص الأماكن الأثرية، أصبح الشباب المصري لديه فضول لمعرفة كل ما يخص تاريخه وهو أمر اختفي منذ سنوات ولكن عاد بقوة في الفترات الأخيرة وهو أمر يبشر بالخير فهو دليل على وجود وعي بدأ يتكون لدى المصريين نحو تاريخهم وتراثهم.


المصدر: هدى اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 3 نوفمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,779,822

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز