
كتبت: إيمان العمري
أبهرت الحضارة المصرية القديمة كل شعوب العالم على مر العصور، فقد برع القدماء المصريين في كل مجالات الحياة، واستطاعوا أن يغيروا العالم كله، وكان للشباب دور كبير في العديد من الإنجازات.
عندما نتحدث عن الشباب فأول من يتبادر إلى الذهن الفرعون الصغير الملك الذهبي توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشرة والذي تولى حكم البلاد بعد والده الملك أخناتون وهو طفل صغير في التاسعة من عمره، وتميز عهده بالرخاء الشديد ولم يشهد أي حروب أو انقلابات، لكن النقطة الفاصلة كانت عند اكتشاف مقبرته في وادي الملوك بالأقصر عام 1922 والتي كانت تحتوى على مقتنياتها كاملة والمصنوعة من الذهب الخالص وأبهرت العالم كله، وصاحب كل هذه الكنوز توفي وهو في التاسعة عشر من عمره وظلت وفاته الغامضة سرا كبيرا يحاول العلماء إيجاد تفسير له كما أن ما أشيع عن لعنته التي ارتبطت باكتشاف مقبرته كل ذلك جعلته محل اهتمام الكثير واكسبته شهرة فائقة.
سر العام التاسع عشر
يبدو أن السنة التاسعة عشرة لها سر خاص عند ملوك الأسرة الثامنة عشرة فمؤسس هذه الأسرة الملك أحمس الأول والذي تولى حكم البلاد وهو طفل صغير تحت وصاية والدته لكنه عندما أتم عامه التاسع عشر قاد معركة حاسمة ضد الهكسوس وطردهم من البلاد وحررها من أول استعمار دنس أجزاء من الأراضى المصرية.
كبار.. ولكن
رغم أن هناك ملوكا حكموا لفترة طويلة وكان الصورة الذهنية لهم بأنهم تولوا السلطة وهم تعدوا مرحلة الشباب لكن الحقيقة أنهم جلسوا على عرش البلاد وهم شباب صغار، ورغم ذلك كانت لهم العديد من الإنجازات التي تحدت الزمان وظلت عالقة في الأذهان ومن أشهرهم: الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة الذي استقل بالسلطة بمفرده بعد الملكة حتشبسوت وهو في بداية العشرينات لكنه استطاع تكوين إمبراطورية مترامية الأطراف وتوسعت من العراق شرقا وحتى الشلال الثالث جنوبا، كما أنه اشتهر بعبقريته العسكرية وانتصاراته الحربية وعدم تعرضه لأي هزيمة وطوال فترة حكمه.
سيد البنائين والعاشقين
لا يقل عنه أهمية وعبقرية عسكرية الملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة والذي جلس على العرش وهو في الخامسة والعشرين، فضلا عن أنه شارك والده في الحكم أثناء حياته واستطاع هذا الشاب أن يؤمن حدود البلاد وينتصر في معركة قادش الشهيرة، ويعقد أول معاهدة سلام عرفها التاريخ، ويشيد المعابد والتماثيل المنتشرة في طول البلاد وعرضها حتى أطلق عليه لقب سيد البنائين.
لنأتي بعد ذلك إلى الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة الذي تولى حكم البلاد وهو في الثانية أو الثالثة عشرة من عمره، وكان حاكما قويا من أهم ملوك البلاد في التاريخ الفرعوني، فقد حافظ على الإمبراطورية المصرية المترامية الأطراف كما تميز عهده بالرخاء والرفاهية، وفي عهده تم تشييد العديد من المعابد والتماثيل ومن أشهرها معبد الأقصر الذي لا يزال قائما حتى الآن والذي بناه للحصول على رضاء الكهنة حتى يتمكن من الزواج من حبيبته تي التي لم تكن من أصول ملكية، وكانت قصة حبه تلك السبب في إطلاق لقب "سيد العاشقين" عليه.



ساحة النقاش