
محمد الشريف
تاريخ طويل من نضال وكفاح المرأة المصرية للدفاع عن حقها في مباشرة الحياة السياسية، تاريخ لم تفقد خلاله العزيمة ولم يتسلل اليأس إلى إرادتها، بل أرست قواعد مشاركتها السياسية بنفسها. لتجنى بعد مشوار طويل من الكفاح والصراع ثمار نضالها، وتصبح شريكا أساسيا في البناء والتنمية. بدءا من سعيها للحصول على حقها في الترشح والانتخاب، ثم تمثيلها في المجالس المنتخبة .
دحواء، تلقى الضوء على مسيرة المرأة في الحياة النيابية، تزامنا مع انطلاق الانتخابات البرلمانية.
البداية تأتى من نضال الرائدات الأوائل الذي أثمر عن تكوين الاتحاد النسائي المصري 1924، الذي نادي بحق المرأة في الترشح والتصويت وعضوية جميع المجالس والهيئات النيابية والمساواة مع الرجل خاصة في العمل.
بعدها كان للرائدة درية شفيق أحد رموز حركة تحرير المرأة في النصف الأول من القرن العشرين مسيرة مضيئة من الكفاح، ففى شهر فبراير عام 1951 تحركت على رأس مظاهرة كبيرة ضمت 1500 امرأة، وتظاهرت مع وقد نسائي بمجلس النواب لـ 4 ساعات على أمل أن يشمل الدستور الجديد الحقوق السياسية للمرأة، وتحقق ذلك في مستور 1956 الذي أقر حق المرأة في التصويت والترشح للمجالس والهيئات النيابية.
البداية بدأت الحياة البرلمانية للمرأة عام 1957 وسجل التاريخ دخول راوية عطية وأمينة شكري إلى البرلمان كأول سيدتين تعتليان مقاعد النواب وقد شهد تواجد المرأة في الحياة النيابية فيما بعد صعودا وهبوطا، حتى
تم إقرار كوتة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات صصت 30 مقعدا للنساء واستمر تواجد المرأة متارجحا بين الصعود والهبوط
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم حصلت المرأة على العديد من المكتسبات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية بفضل دعم وتقدير سيادة الرئيس لمواقفها الداعمة للوطن، فبعد الموافقة على التعديلات الدستورية بأغلبية كاسحة وتصدر المرأة صفوف الناخبين كانت الثمرة الأولى التي حصدتها حصولها على 90 مقعد من مقاعد برلمان 2015، وهي النسبة التي تعد الأكبر التي حصلت عليها المرأة منذ بداية الحياة النيابية فى مصر.
وبعد الأداء المشرف للتسعين نائبة في برلمان 2015 تضاعف عددهن تحت القبة حيث بلغ عدد النائيات في برلمان 2020 نحو 162 بنسبة 27% ، وفي سابقة الأولى من نوعها ترأست النائية فريدة الشوباشي الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب باعتبارها أكبر الأعضاء سنا
وهو ما اعتبره الكثيرون دليل على تمكين المرأة.
مجلس الشورى - الشيوخ.
في عام 1980 تم انشاء مجلس الشوري ، وذلك بهدف توسيع دائرة المشاركة السياسية والديمقراطية حيث وافق الشعب في استفتاء عام على إنشاء مجلس الشوري .
ظل تواجد المرأة على مقاعد مجلس الشورى والذي تم تغيير اسمه مؤخرا إلى الشيوخ محدود، حيث كانت نسبة تواجد المرأة بمقاعد المجلس المجلس قليلة إلى حد كبير. وكان من أبرز الشخصيات النسائية التي جلست تحت قبة «الشورى» قبل حله عام 2014، الفنانة الكبيرة أمينة رزق.
وكذا الفنانة مديحة يسرى، والفنانة سميرة عبد العزيز. ومن بين الأسماء البارزة التي تم تعيينهن بمجلس الشورى الكاتبة الصحفية أمينة السعيد التي تولت رئاسة مجلتي المصور وحواء. وكذا رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال
بعدها تم الإعلان عن مجلس الشيوخ وعقد انتخاباته قبل خمس سنوات، ليشهد عودة قوية للنائبات على مقاعده وتحت قبته، ففي عام 2020 أصدر القانون. رقم 141 ليحدد عدد أعضاء المجلس بواقع 300 عضوا وينتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي، بواقع 100 عضو بالقائمة المغلقة، و 100 عضوا بالنظام الفردي، على أن بخصص للمرأة ما لا يقل عن 10% من اجمالي عدد المقاعد، كما نص القانون على أنه يتعين أن تتضمن كل قائمة مخصص لها عدد 15 مقعدا ثلاث نساء على الأقل، كما يتعين أن تتضمن كل قائمة مخصص لها 35 مقعدا سبع نساء على الأقل.
بمجرد إقرار القانون والإعلان عن فتح باب الترشحقررت 91 سيدة خوض السباق الانتخابي بنظام الفردي الأمر الذي حجز لها نسبة لا يستهان بها، بل يمكن وصفها بغير المسبوقة.
الرئيس ينتصر.
بعد إعلان نتائج لجان الاقتراع التي أشارت إلى عدد التانيات الفائزات بنظام الفردي ونظام القوائم المغلقة. انتصر الرئيس عبد الفتاح السيسي وكعادته للمرأة وضاعف نسبة العضوات المعينات بالمجلس لترتفع من 10% إلى 20 % لتصبح نسبة تواجدها بالمجلس 14 % من إجمالي أعضائه.
حققت المرأة إنجازا تاريخيا تحت قبته حيث شهدت الدورة التشريعية 2020 ، فوز الإعلامية فيبي فوزي بمنصب سب الوكيل، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيسه
أخيرا وفي انتخابات مجلس الشيوخ 2025 ، التي أجريت مؤخراً نجحت المرأة في الحصول على 32 مقعد بنسبة 11% من إجمالي أعضاء مجلس الشيوخ سيدة منهن معينات من قبل رئيس الجمهورية 12س 32 فيموجب القرار الجمهوري رقم (575) لسنة 2025
تم تعيين كل من الدكتورة سحر نصر، والسيدة ميرال الهريدي، والدكتورة أماني فاخر، والدكتورة غادة البدوي، والدكتورة تيسير دهيم، والدكتورة مروة قنصوة. والدكتورة نورهان الشيخ، والدكتورة أميرة تاوضروس والدكتورة مروة واعر سيف، والدكتورة ريم الصاوي والدكتورة سحر السيد أحمد محمد، والدكتورة داليا الأتربي كعضوات بمجلس الشيوخ.



ساحة النقاش