
هايدى زكى
على مدار السنوات الأخيرة شهدت مصر تحولات مهمة فيما يتعلق بدعم القيادة السياسية والدولة للأطفال من نوي الهمم، إذ بدأت الفرص تتسع والنظرة المجتمعية تتغير إلى الاهتمام بتنمية القدرات لهؤلاء الأطفال كما أصبحت الأم. التي تربي طفلاً من ذوي الهمم محور الاهتمام والتقدير. فهي مدرسة وصديقة، لذا تحولت التحديات التي تواجهها أمهات الأطفال من ذوى الهمم إلى إنجازات ملموسة على ارض الواقع بفضل الرعاية والدعم الذي يلقاء ذوى الهمم في المرحلة الحالية.
د. أمال إبراهيم استشاري العلاقات الأسرية تتناول خلال هذا الحوار تأثير التغييرات التي شهدها واقع نوى الهمم والخاصة بالاهتمام بهم على كافة المحافل على تغير واقعهم وتخفيف الصعوبات عن أمهاتهم ..
خلال السنوات الأخيرة، شهدت مصر نقلة مهمة في تعامل المجتمع والدولة مع ذوي الهمم بعد تولى سيادة الرئيس السيسي لمقاليد الحكم، فما تأثير ذلك على الأسر والأمهات؟
شهدت مصر تحولاً كبيراً، إذ بدأت الفرص تتسع والنظرة تتغير من التركيز على الإعاقات إلى تقدير القدرات، فالأم التي تربي طفلا من ذوي الهمم تعيش رحلة فريدة، فهى مدرسة وصديقة وطبيبة في الوقت ذاته ويوميا كانت هذه الأم تواجه اختيارات مختلفة من نظرة المجتمع بما يشكل عب نفسي عليها ومع ذلك كانت الأم تستمر كمصدر الأمان والدافع الأساسي لطفلها ليواصل خطواته نحو التقدم، ومع الطفرة التي شهدتها أوضاع ذوي الهمم تغير الأمر وأصبحت هذه الضغوط على الأم والطفل تكاد تكون معدومة بل أصبحوا معا يشعرون بتطور واضح في
كافة سبل الحياة حولهم.
وما أبرز الصعوبات المجتمعية التي كانت تواجه الأم قبل هذا الاهتمام والدعم الحالي، وكيف كانت تؤثر هذه الضغوط على نفسيتها وطفلها؟
أكثر ما كان يثقل كاهل الأم في الفترة الزمنية السابقة وقبل تولى سيادة الرئيس السيسي ليس التحدي الطبي أو التعليمي، بل نظرة المجتمع. مثل النظرات المتعالية، ونقص الوعي عند بعض الأفراد، وصعوبة الدمج في المدارس، ونقص الأماكن المؤهلة للأطفال، كل ذلك كان يزيد الحمل النفسي على الأم، وقد يدفعها للتشكيك في قدراتها، أما الطفل فتتأثر مشاعره مباشرة بطاقة الأم، فإذا كانت مرهقة أو مضغوطة ينعكس ذلك على شعوره بالأمان وثقته بنفسه
وكيف ترين تغير نظرة المجتمع لذوي الهمم خلال السنوات الأخيرة؟
الأطفال أصبحوا يظهرون في الإعلام والمدارس والبطولات الرياضية وأماكن العمل، وبات المجتمع يرى الأطفال ذوي الهمم كجزء طبيعي ومتكامل من الحياة كما هو في الواقع ، بل وأصبح يركز على القدرات والإنجازات
وما هو التأثير الاجتماعي والنفسي للتكريم سيادة الرئيس لذوي الهمم واهتمام سيادته بتغيير واقعهم؟ تكريم سيادة الرئيس ليس مجرد لحظة احتفالية بل رسالة واضحة أنتم في قلب الدولة لستم على الهامش هذا التقدير يرفع احترام المجتمع لهم. ويمنح الأمهات دفعة أمل وثقة بأن جهودهن لم تذهب سدى، كما يفتح المجال لبرامج دعم ورعاية أوسع، ويقدم الأطفال كنماذج قوة وإلهام.
وكيف ساهمت برامج الدمج في حياة هؤلاء الأطفال؟ أثرت برامج الدمج بشكل إيجابي على حياة الكثير
من الأسر، وبخاصة في مجال التعليم حيث أصبحهناك فرص تعليمية أكثر رحابة لهم من خلال كوادر مؤهلة ومدربة للتعامل معهم، وهذا يمنح الطفل شعورا بالمساواة والقبول والقدرة على العطاء.
كيف ترين تأثير الدعم المجتمعي على واقع ذوي الهمم حاليا؟
يلعب الدعم المجتمعى دورا بالغ الأهمية في تعزيز شعور ذوي الحمم بالانتماء والقبول، فعندما يشعر الطفل بأن قدراته محل تقدير، تتحسن حالته النفسية ويزداد ثقته بنفسه، كما يقل شعوره بالعزلة، ويميل للمشاركة في أنشطة مجتمعية كما يزرع لديه الحافز على التعلم والمشاركة ما يخفف عن الأسرة جزءا كبيرا من العب النفسي ويتيح السلام والأب التركيز على تطوير مهارات طفلهم ومنحه فرصة للاندماج الطبيعي في الحياة اليومية، فكل خطوة إيجابية من المجتمع تجاه ذوي الهمم تترجم مباشرة إلى تحسين جودة
حياتهم ونموهم النفسي والاجتماعي. وما الخطوات المستقبلية التي تتطلعين لرؤيتها
الضمان واقع أفضل لأطفالنا من ذوي الهمم؟ اتطلع إلى استمرار جهود الدولة الحالية لتطوير المنظومة التعليمية بحيث تتسع لكل الفروق الفردية هذا بجانب الاستمرار في تعزيز البرامج التأهيلية والوظيفية التي تمنحهم فرصا حقيقية في سوق العمل كما يحدث الآن، وأتوقع مع جهود سيادة الرئيس الملموسة لدعمهم الاستمرار في توسيع مظلة الرعاية النفسية والاجتماعية لأسرهم ولهم، لأن تمكين ذوي الهمم يبدأ من البيت ثم يمتد إلى المجتمع بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقبلا أكثر استقرارا وثقة. وما الرسالة التي توجهينها لأمهات ذوي الهمم؟
رسالتي لكل أم بسيطة لكنها صادقة: أنت لست. وحدك الرحلة صعبة لكنها ليست مستحيلة، كل خطوة يحققها طفلك ولو صغيرة نتيجة تعبك وإيمانك اهتمي بنفسك وبصحتك النفسية، ابنك أنت بطلته ونور طريقه والدافع الذي يجعله يعيش بثقة وأمان



ساحة النقاش