<!--<!--
يأتي شهر رمضان الكريم ومعه الفرحــة والسعادة وخاصة الأطفال الذين يسعدون بالشهر المبارك ويقومون بشراء الفوانيس وعمــل الزينة. وأثبتت الدراسات النفسية والتربوية أن تشجيع الطفل علي الصيام يؤدي إلي اكتساب عادات روحية وأخلاقية من خلال ضبط السلوك وتعلم الصبر تستمر معه حتي الكبر وتجعله يستفيد من الصيام صحيا ونفسيا وينشأ لديه احترام لتعاليــــم دينه ولكن عادة تواجه الأم صعوبة في تعويد طفلها علي الصيام ولتتغلبي علي هذه المشكلة اقرئي معنا السطور التالية.
يرى محمد عبد العليم 10 سنوات أن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله عز وجل لذلك علينا أن نكثر من الصلاة والدعاء كى نرضى الله ويغفر لنا ذنوبنا وبالطبع الالتزام بالصلاة وهذه السنة الثانية فى الصوم مع العلم إننى أعطش وأجوع كثيرا فى الأيام الأولى لكن سرعان ما أتعود على هذه الأمر كى أسعد بصيام رمضان كاملا للمرة الثانية.
أما رانا حسين على 8 سنوات فتبدأ فى الصوم هذا العام بتشجيع من والدتها وإن كانت تخاف أن يكون الصوم صعبا عليها ولكنها تقول: سوف أقلد أمى لأنها قدوتى فى كل شىء تفعله فعندما تصلى أقف بالقرب منها كى أتعلم منها وأستطيع الصلاة مع أسرتى فى شهر رمضان ولكننى أشعر دائما بعدم مقدرتى على صوم اليوم كاملا.
فى حين تشعر هايدى صابر 9 سنوات بالتعب فى الأيام الأولى من شهر رمضان وتقول لكننى أحب الصيام فأشعر من خلاله إننى قريبة جدا من الله وإن شاء الله سأعمل على صوم الشهر بأكمله هذه السنة فقد كانت والدتى تعودنى على الصيام تدريجيا منذ السابعة من عمرى كما أن رؤيتى لأشقائى تثير عندى الغيرة فهم يصومون اليوم كاملا فلماذا لا أكون مثلهم؟
أما محمد إبراهيم 10 سنوات يبدأ حديثه بعدم مقدرته على صوم اليوم كاملا وذلك نظرا لظروفه الصحية واصابته بمرض السكر وهذا ما حدده الطبيب وعلى الرغم من ذلك يعود نفسه على الصوم ويقول ربما سأصوم حتى الظهيرة فقط إلى أن أتعود على صوم الشهر بأكمله تدريجيا وسوف أناقش هذا الأمر مع الطبيب المختص.
ويقول مصطفى حسين عبد الستار 12 سنة إننى أحب صوم شهر رمضان وتعودت على الصيام منذ السابعة من عمرى وأيضا الصلاة مثل والدى ووالدتى وأحب قراءة القصص الدينية منذ التاسعة من عمرى.
ويرى محمد رفعت 11 سنة أن شهر رمضان هو شهر التوبة والغفران والتقرب من الله سبحانه وتعالى لذلك سأعمل جاهدا على صوم الشهر كاملا وأداء الصلاة فى أوقاتها لأنه لا حاجة للصيام إن لم تكن تصلى.
حب الخير
وترى الدكتورة نادية يوسف أستاذ أصول التربية بكلية البنات جامعة عين شمس أن شهر رمضان يعتبر موسما للطاعات وعمل الخير ولذلك يجب أن نستفيد منه بأقصى قدر ممكن خاصة فى تكوين شخصية أطفالنا منذ الصغر وذلك لإفادة المجتمع وخدمة الآخرين من خلال المشاركة الفاعلة فى عمل الخير وتشير إلى أن اعتياد الأطفال على المساهمة فى أعمال الخير منذ الصغر يكون له انعكاس إيجابى كبير بعد ذلك على شخصيتهم حيث يكبرون ولديهم حب الخير ومساعدة الآخرين وهو ما يجنبهم الكثير من الأمراض الاجتماعية المنتشرة فى المجتمع وتدريب الأطفال على عمل الخير منذ الصغر هو إحدى أهم وسائل تكوين الشخصية السوية القادرة على خدمة مجتمعها.
كما أن التدريب على صيام شهر رمضان له فوائد عظيمة منها تعلم قوة التحمل والصبر والتفكير فى مساعدة الآخرين من خلال زيارة عدد من الملاجىء لزيارة الأطفال الأيتام الذين حرموا من جو الأسرة والتفاعل معهم ومحاولة إدخال السرور على قلوبهم، وأيضا المساهمة فى إقامة إفطار جماعى للأطفال الأيتام وتوزيع التمر وشنطة رمضان من الأمور التى تغرس حب الخير لدى أطفالنا.
المثل الأعلي
ويشير الدكتور أحمد موسى أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف إلى أن تعويد الطفل على الصيام يحتاج إلى الهدوء والرفق واللين وأن يتم ذلك من خلال إدراك مدى قدرة الطفل على التحمل فالطفل قوى البنية يختلف عن الطفل الضعيف أو المريض الذى لا يستطيع الصيام لفترات طويلة كذلك لابد من تعويد أطفالنا على الصيام لمدة ساعتين أو أكثر وتزيد تدريجيا حتى يصل فى النهاية إلى صوم اليوم كله.
ويؤكد د. أحمد أن الأسرة لها دور أساسى فى هذه العملية حيث تعد النشأة الأولى للطفل والبيئة التى يتعلم منها الصواب والخطأ لذلك على الأبوين أن يكونا مثلا أعلى وقدوة حسنة لأولادهما بتعليمهم الصوم والصلاة وغيرهما من العبادات والطاعات فى سن مبكرة تبدأ من السابعة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع».
وعلى الأسرة خاصة الأم أن تشجع طفلها على الصيام من خلال المكافأة عند الصيام لمدة معينة وتعزيز القيم الدينية عند طفلها.
أوله وأوسطه
ويضيف الدكتور عبد الستار شرف أستاذ الفقه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف قائلا: ولكى نحببهم فى الصيام ونعاونهم عليه علينا أن نعيش فكرهم ومرحلتهم فننزل إليهم لنأخذ بأيديهم إلى طاعة ربنا ومن أمثلة ما نفعله معهم ألا نكلفهم بصيام شهر تام لم يكلفهم بصيامه الله (عز وجل) بالنسبة للصغار إنما نعودهم على صيام أوله وأوسطه وآخره أو صيام جزء من أول الفجر إلى أذان الظهر أو العصر حسب ما يطيقون ويجب أخذهم إلى المساجد لأداء الصلوات فذلك يدخل على الأطفال البهجة والسرور بالشهر الكريم وهناك طريقة تأخير تناول وجبة الإفطار العادية للطفل فبدلا من أن يتناولها فى السابعة أو الثامنة صباحا فيتم تأخيرها إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا.
ساحة النقاش