<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

قيدت ثلاث محاميات في جدول المحامين أمام محكمة النقض والإبرام، فسجلن بذلك سبقا ملحوظا للمرأة المصرية، إذ لم تسبقهن محامية أخرى في أي بلاد العالم إلى المرافقة أمام مثل هذه لمحكمة العليا، التي تعتبر أعلى درجات التقاضي...

وهؤلاء المحاميات الثلاث هن " مفيدة عبد الرحمن" و" عطيات الشافعي" و" عطيات الخربوطلي".. وهن أقدم خريجات كلية الحقوق أشتغالا بالمحاماة، ومعهن زميلة رابعة هي " زينب رفعت، وزينب رفعت في طريقها أيضا للوقوف أمام محكمة النققض.

 

مفيدة عبد الرحمن

"تنجب وهي طالبة 4 أطفال"

السيدة مفيدة عبد الرحمن زوجة، وأم لثمانية أولاد. وكانت متزوجة يوم التحقت بكلية الحقوق، وقد رزقت أربعة من بنيها وهي تطلب العلم بجامعة القاهرة. واستطاعت أن توفق بين تحصيل العلم، وإنجاب الأطفال، ورعايتهم. وكان زوجها دائما إلى جانبها، يشد أزرها، ويقوي عزيمتها. فلما تخرجت ورغبت في الإشتغال بالمحاماة، عاونها على تحقيق رغبتها، وتولى هو الإشراف الإداري على مكتبها...

وترافعت السيدة مفيدة عبد الرحمن، لأول مرة، دفاعا عن سائق سيارة صدم طفلة صغيرة، في حي شبرا. وقد ماتت الطفلة، ومع هذا بريء السائق. وكان لهذا  النجاح أثره، فأصبح أسم المحامية الناشئة على كل لسان، وأقبل عليها المتقاضون ثقة فيها، وإعجابا بمنطقها الهاديء، الرزين...

أما القضية الأولى التي لا تنساها مفيدة عبد الرحمن فهي جناية شروع في قتل... فقد أحب ثري يوناني، متزوج، سيدة يونانية متزوجة هي أيضا... وأغرها بماله فاستجابت لرغباته. وكان ينفق عليها في إسراف فأفلس... وحينئذ أنصرفت عنه. وحاول الرجل أن يستعيد حواء، لكنها كانت تضن عليه بالتحية إذا التقيا في الطريق مصادفة!... وأخذ المحب المقتون يطاردها وبينما هي خارجة من مقهى بالجيزة، تقدم منها، وأخذ يستعطفها في مذلة، لكنها نهرته وطردته في كبرياء... فأخرج من جيبه مسدسا، وأطلق عليها عدة طلقات، أخطأتها جميعا... وقدم الرجل إلى محكمة الجنايات بتهمة الشروع في قتل. وكان معترفا بجريمته. ووقفت السيدة مفيدة عبد الرجمن إلى جانبه، وألقت دفاعا طويلا معززا بالأسانيد، ختمته بهذه العبارة:

-         لست أقر سلوك هذه السيدة، فقد أخطأت في حق نفسها، وفي حق زوجها... ولست أقر سلوك هذا الرجل، فهو أيضا زوج، وقد أتى عملا ينكره القانون، وتستنكره الشرائع والأخلاق، وإنما ألتمس له العذر فيما أتى، وأطلب له الظرف المخفف، لا البراءة. فهي آثمة وهو آثم....

واستجابت المحكمة للسيدة مفيدة عبد الرحمن، وقضت على الرجل بالحبس سنة مع وقف التنفيذ!....

 

عطيات الخربوطلي

دافعت عن قاتل أخته

أما عطيات الخربوطلي فقد التحقت منذ تخرجت بمكتب الأستاذ أحمد رشدي، وظلت به حتى اليوم، فخورة بأن تظل تلميذة لهذا الأستاذ الكبير، رغم أنها أصبحت اليوم علما من أعلام المحاماة...

وعطيات أيضا ترافعت أول ما ترافعت عن سائق صدم طفلة، وبريء السائق كذلك....أما القضية التي تذكرها دائما عطيات الخربوطلي فهي جناية، أتهم فيها شاب بقتل أخته دفاعا عن الشرف- وليس من اليسير على إمرأة أن تنتصر لرجل إعتدى على حياة إحدى بنات جنسها، بدعوى الدفاع عن العرض!.... وكان الشاب معترفا بأنه أقترف الجريمة، مع الترصد وسبق الإصرار... وترافعت عطيات فأبجعت،وطالبت للأخ بالرأفة، فالقانون يأخذ بالظروف المخففة بالنسبة للزوج، فجدير بالقضاء العادل إذن أن يفتح أمام الأخ باب الرأفة واسعا.

وأخذت المحكمة بوجهة نظر الدفاع، وقضت على المتهم المعتراف بالقتل مع الترصد وسبق الإصرار بالسجن خمس سنوات....

 

عطيات الشافعي

مصاريف التعليم من الكماليات

وهذه محامية أخرى زوجة وأم لطفلين... وقد التحقت هي الأخرى منذ تخرجت بمكتب محام كبير هو الأستاذ " محمد حسن"، وظلت به حتى الآن..لكن عطيات، بعكس زميلتيها، بدأت نشاطها المهني بالدفاع عن إحدى بنات جنسها. فقد تقدمت سيدة من عائلة كبيرة ببلاغ قالت فيه إن شقيقها إعتدى عليها بالضرب فأجهضها....

لكنها لم تستطع إثبات دعواها، فرفع عليها دعوى يتهمها فيها " بالبلاغ الكاذب".... وبرئت المتهمة وذاع بين النساء أسم عطيات الشافعي...

ومع هذا فإن نصيرة المرأة قد خذلت في قضية شرعية!...فقد طالبت إحدى السيدات مطلقها بأن ينفق على تعليم أولاده، لكن القاضي رفض الدعوى بحجة أن التعليم مصاريفه من الكماليات، وليس من النفقات الضرورية!...

 

زينب رفعت

في طريقها إلى محكمة النقض

وقد تخصصت زينب رفعت في القضايا المدنية، وهذا نوع من القضايا يحتاج إلى البحث والتقصي في صبر، وأناة، ومثابرة...

لكن زينب رفعت مشغولة هذه الأيام بقضية شغلت الصحافة، ولا تزال تشغلها، وهي قضية أحوال شخصية يطالب فيها طيار سعودي بضم فتاة يقول إنها أبنته من زوجة إيطالية توفيت. وقد رفع الطيار دعواه أمام المحكمة الشرعية، فدفعت زينب بعدم إختصاص هذه المحكمة، وقضت المحكمة بقبول هذه الدفع.... فعاد الطيار السعودي ورفع قضية ضم أخرى أمام دائرة الأحوال الشخصية بمحكمة مصر.. ولاتزال القضية قيد البحث.....

 

هؤلاء هن محامياتنا الأربع الكبيرات... الكبيرات تجربة وخبرة لا سنا بالطبع، بصرف النظر عن أنهن خريجات سنة 1936 ومحاميات بالنقض، فلا دخل للسن بكل هذا..! 

 

 

المصدر: مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,823

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز